ماجد الداعري يكتب:
لماذا تستبعد الكفاءات المهرية من قيادة المحافظة!
قبل أشهر قليلة كنت في زيارة إلى محافطة المهرة، وتجولت في أرجاء المدينة عدة أيام، وسألت أناس كثر صادفتهم باسواقها وفنادقها ومطاعمها ومحلاتها ومحميتها الطبيعية الأجمل بالبلاد كلها محمية #حوف، عن القوات السعودية التي يقال انها تحتل المحافظة بعشرات المعسكرات وعن التهريب في منافذها الذي يقال ان شخصيات حكومية وجهات رسمية ترعاه لتعويض موارد المحافظة المحرومة من موازنات الدولة حسب ما سبق وأن أكد لي ذلك مسوؤلا حكوميا مهريا بارزا، معللا ذلك باهمال الدولة للمحافظة وحرمانها من حقوقها المركزية وتركها تتدبر أمورها من منافذها منذ زمن دولة الحزب الاشتراكي، ولذلك قيل عند تعيين الشيخ باكريت محافظا لها قبل ثلاث سنوات انه جاء في إطار دعم قيادة الدولة المنفية بالرياض، لهذا التوجه الداعم لمنح المهرة صلاحيات تهريبية استثنائية قسرية بتعيين احد أبرز المتهمين بقيادة عصابات التهريب يومها ،محافظا لها،وهو مانفاه وسخر منه الكثير ممن سألتهم واعتبروا الأمر مجرد سخرية ومحاولة للتقليل من حنكة وكفاءة شاب اجتماعي نشيط وحيوي كباكربت الذي تجمعت عليه قبل يومين كل الظروف وجارت عليه كل تطورات الأوضاع الأمنية بالمهرة، لتسفر عن اصدار لوبي الإخوان، قرارا جمهوريا مفاجأ باسم الرئيس المغيب عبدربه منصور هادي،قضى بإقالته من منصبه، طبقا لتهديد ناشط صحفي اخواني زار المهرة قبل أيام.
وقضي ذلك القرار بإعادة تعيين المحافظ الأسبق والبرلماني المؤتمري محمد بن ياسر محافظا للمهرة خلفا لباكريت ،على اثر تلك الأحداث المتفاعلة وتداعياتها المتضاربة في منفذ شحن بين مسلحي وكيل المحافظة الاصلاحي المقال الحريزي المناهض للتواجد السعودي في تأمين منافدها ومنع انشطة التهريب للأسلحة والمخدرات والممنوعات من المنفذ الذي مايزال احد أبرز منافذ تهريب الأسلحة والمواد والبضائع الممنوعة الاستيراد من قبل التحالف لاستخدامها من قبل الحوثيين في تصنيع الصواريخ والمتفجرات.
اجمع غالبية من تمكنت من لقائهم وسؤالهم عن المحافظ باكريت أنه أحد افضل من حكم وأدار المهرة منذ سنين طويلة وخدم اهلها وكان قريبا منهم رغم كل الصعوبات والظروف التي تولى فيها قيادة المحافظة واستبعدوا الشكوك التي تحوم حوله فيما يتعلق بعمليات وعصابات التهريب كون الرجل انشغل تماما منذ تعيينه محافظا ، بكيفية ادارة المحافظة وخدمة اهلها وارتقى بعقليته وطموحه عند مستوى الثقة فيه والمهام الموكلة إليه، وأنه بادر كثبرا لتمويل وإنشاء أكثر من مشروع خدمي وتنموي للمحافظة واحسن استغلال علاقاته بالاشقاء في عمان والمملكة السعودية والإمارات، والشرعية والإنتقالي، لتعزيز الأمن والاستقرار والتعايش المجتمعي بالمحافظة والتأسيس امشاريع عدة وخدمة أهالي المهرة وفق واقع الامكانيات المتاحة له وبحدود عقليته وإمكانياته الاستيعابية، في حين لم نرى اي جندي سعودي ولا معسكرا في كل تجوالنا من الغيظة إلى شحن َحتي صرفيت على حدود عمان باستثناء معسكر قبل لنا لقوات سعودية في منتصف الطريق بين الغيظة وحوف.
اليوم ومع إعادة تعيين المحافظ الأسبق للمهرة والذي عجز عن تحقيق اي شيء يذكر له فيها طوال عام من قيادتها بين عامي ٢٠١٤-٢٠١٥م ومع إعادة قراءتي لسيرته الذاتية التي تنفرد بإصدار قرارين جمهوريين لتعيينه في منصب المحافظ من قبل ذات الرئيس.
وتقول سيرته الذاتية أنه درس الابتدائية والمتوسطة بمسقط رأسه بحوف المهرة وسافر لاكمال دراسته الثانوية بعدن خلال حقبة الحزب الاشتراكي. ثم التحق بالجيش والعسكرة حتى انتخابه لفترتين عضوا بالبرلمان المنتهب الصلاحية الذي مايزال في عضويته المؤتمرية إلى اليوم، إضافة إلى تعيينه سابقا وزير دولة ورئيسا لفرع المؤتمر الشعبي العام بالمهرة وشهرته وعائلته الكريمة بقول الشعر وتفاخره بأكثر من مساجلة شعرية له، اعتقد ان بإمكانه الاستفادة منها اليوم لوقف اي محاولة عبث بأمن واستقرار المهرة او تطاول على السيادة الوطنية على اراضيها ومنافذها وكل حبة رمل فيها.
شخصيا لست متفائلا في إمكانية ان يحقق المحافظ الجديد اي مكاسب للمهرة في ظل واقعها الحالي، ولكون المشكلة لاتتعلق بشخص وكفاءة وقدرة المحافظ المقال والمبارك لمن خلفه بالمنصب، وإنما بالمساع الخبيثة لافراغ المهرة من أمنها وتقويض استقرارها وعزلها عن محيطها الجنوبي واستبعاد كل قياداتها الحقيقية المجربة وكوادها الشبابية المتعلمة وكفاءاتها الوطنية الحكيمة عن قيادتها والنهوض بها واستغلال موقعها وواقعها الآمن وامكانياتها الكبيرة المتاحة وبعدها عن بؤرة الحرب والصراعات المحتدمة في اليمن واعتمادها على إمكانياتها المحلية التي جعلت من محافظها السابق يجاهر بمذكرة رد رسمية معززة بأوامر قضائية ومن الجهات الحكومية المحلية بالمحافظة، بعدم التعامل مع حكومة الشرعية بعدن وتوريد أموال المحافظة إلى بنكها المركزي، كون المحافظة المحرومة من كل حقوقها المركزية تصرف على نفسها خلال هذه الأوضاع الاستثنائية لفترة الحرب ولا تستفيد من أي دعم مركزي.
أتمنى للمحافظ الجديد للمهرة بن ياسر، كل التوفيق، لأنه ابنها ومن أعرق عائلاتها المهرية الجديرة بادارتها والاستفادة من تجربته القصيرة السابقة. وكان الله في عون المحافظ السابق باكريت على قادم الأيام الصعبة معه، كون القرار الجمهوري الإنتقامي المفاجئ القاضي بازاحته من منصبه، لم يمنحه اي منصب او ترتيب عملي حكومي جديد له، يضمن له مواصلة السير في طريقه الوطني لخدمه أهله بالمهرة او حتى لضمان تجنيبه احتمالات الوقوع في فخ المزايدين وطنيا اليوم باسم سيادة المهرة بعد الاطاحة بهم من مناصبهم بينما حقيقة مشاريعهم المناهضة لتواجد قوات التحالف في منافذ المحافظة، لايعدوا عن كونه لضمان استمرار مصالحهم وانشطتهم التهريبية حسب العربية.