فهد ديباجي يكتب:
كورونا والانتخابات الإيرانية
تبقى إيران الخطر الأكبر الذي يواجه دول الجوار منذ إعلان الثورة وظهور فيروس نظام الملالي في المنطقة، فمنذ تولي الخميني سدة القرار في إيران والمنطقة تعيش حالة من تصدير العدوان والفوضى والتدخلات والإرهاب وتهريب المخدرات وصناعة المليشيات، ما أدى إلى اختلال واضح فكريا وأمنيا في كثير من المدن والعواصم العربية، وهو ما يجعل إيران تُعتبر المصدر الأول للشر في المنطقة دون منازع.
حاليا إيران تتحول إلى بؤرة شر وخطر بعد تكاثر وانتشار الإصابات بفيروس كورونا، الذي بات يشكل خطرا حقيقيا يهدّد منطقة الشرق الأوسط برمتها، وذلك لأنها أصبحت اليوم أخطر نقطة لنقل المرض بعد الصين بسبب عدم مصداقيتها في ظل تعاطي الإعلام الرسمي مع انتشار الفيروس بالضبابية وغياب الشفافية، ما أسهم في انتشار المرض بشكل سريع، وهو ما يستدعي إغلاق كل الدول المجاورة لها للحدود برا وجوا، فطهران تحمل سجلا حافلا في مجال المراوغة والكذب والهروب من أزماتها، لا سيما أن الشعب الإيراني فقد ثقته في المسؤولين وشكّك في الحصيلة الرسمية لوفيات كورونا، ويتخذ من إجبار النظام الإيراني على الاعتراف بعد بالكذب بشأن معرفته وعلمه بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية مثالا وواقعا ملموسا على مدى صدقية النظام.
بلغت نسبة المقترعين لانتخاب مجلس الشورى في إيران نسبا متدنية جدا، وهي النسبة الأدنى في تاريخ الانتخابات في هذه الدولة التي قامت على نظام فاسد يتظاهر بالديمقراطية، وجوهره يستند إلى سلطة مطلقة للولي الفقيه
ظهور فيروس كورونا في إيران الذي ينهش حياة الشعب الإيراني من دون أي جدية في المعالجة والاعتراف بحجم المشكلة يتزامن مع حلول مصيبة وخيبة أخرى على هذا الشعب المكلوم مع نظام دكتاتوري ليس أقلّ فتكاً بالشعب من الفيروس، فهو يعيش خيبة الانتخابات التي قاطعها، التي اتضحت من خلالها الممارسات التعسفية بحق المرشحين والناخبين وبقية الشعب، فبحسب الأرقام الرسمية بلغت نسبة المقترعين لانتخاب مجلس الشورى في إيران نسبا متدنية جدا، وهي النسبة الأدنى في تاريخ الانتخابات في هذه الدولة التي قامت على نظام فاسد يتظاهر بالديمقراطية، وجوهره يستند إلى سلطة مطلقة للولي الفقيه، ما يجعله يتمتع بصلاحيات تتفوّق على أيّ حاكم، فبرغم أن الانتخابات تعد إجراء مدنيا، القصد منه تداول السلطة سلميا بناءً على إرادة الشعب، فإن رجلا مثل خامنئي يملك سلطة القرار الأخير في النظام لا يمكنه سوى أن يضفي عليها طابعا تسلطيا مستخدما الحرس الثوري لقمع إرادة الشعب ليبعدها عن أهدافها وحقيقة نتائجها.
فبرغم خطر الفيروس فإن الرئيس الإيراني حسن روحاني يدعو المواطنين الذهاب إلى العمل وممارسة الحياة بشكل طبيعي، مؤكدا أن الأعداء كبروا من حجم هذا الفيروس عبر الإعلام ليشلوا اقتصاد وحركة البلد، وأنه صغير لا يمكن أن يؤثر أو يهدد بلدا كإيران كما يزعم، ما زاد من حدة الانتقادات الشعبية التي تؤكد أن الحكومة تلعب بأرواح الشعب ولاتكترث للمصائب التي سببوها لهم، وأنها دولة فاشية لا يهمها مصلحة الشعب وتذهب بهم نحو المهالك، وهو ما يؤكد وجهة نظر كثير من المحللين التي أكدت أن الفيروس انتشر قبل بدء الانتخابات، إلا أنهم تستروا على انتشاره بل اجبروا الناس على المشاركة بحجج وفتاوى دينية، وبعد نهاية الانتخابات بيوم، صرح إعلامهم بأنه تم تسجيل بعض الحالات لهذا لمرض الخطير والقاتل.
أعتقد أن الكل أصبح يعي أن إيران بؤرة شر وإرهاب وفيروسات ونقمة على شعبها أولا، وعلى كل شعوب ودول المنطقة، وأنه لا يمكن أن يأتي منها الخير، ليبقى نظام الملالي سرطانا يجب بتره والخلاص منه لتعيش المنطقة والعالم بأمن وسلام واستقرار.