مشاري الذايدي يكتب:

«كورونا» جندي أميركي... طبقاً لقائد المقاومة الإيرانية

الشعب الإيراني المنكوب، يغالب اليوم وطأة المرض اللعين، كورونا المستجد، بعدما تحولت البلاد، انطلاقاً من مدينتي قمّ ومشهد، إلى خزّان دفاّق للكورونا.
الأرقام «الرسمية» الإيرانية، مخيفة، والشخصيات السياسية العليا التي رماها سهم كورونا، في ازدياد، ما بالك بحقيقة الحال؟!
لا يمكن الثقة بمعلومات وأرقام النظام الإيراني، وحرسه الثوري، فهم صنف من البشر منقوع في مياه الخرافة يستنشق كل يوم دخان الآيديولوجيات الأزرق المخدّر.. كل يوم.
كيف يمكن الثقة بنظام لا يملك أدنى معنى من معاني الإحساس بالناس، فالناس مجاز بالنسبة له، والحقيقة هي شعارات وصرخات وأحلام المرشد وسدنة «الثورة» المؤبدة للدهر كله!
كيف يرى «الحرس الثوري»، الحاكم الحقيقي لإيران، نازلة كورونا في إيران؟
خذ لديك هذه الخلاصة:

«فيروس كورونا ناتج عن هجوم بيولوجي أميركي ضد إيران والصين».
هذه الخلاصة هي التي خرج بها حسين سلامي قائد «الحرس الثوري» الإيراني في كلمة له أمس بمدينة كرمان الإيرانية لوكالة «إيسنا» للطلبة.
«الحرس الثوري» غير مسؤول، الحكومة غير مسؤولة، وزارة الصحة غير مسؤولة، سدنة المقامات في قمّ ومشهد، أبرياء، طيران ماهان الإيراني، وهو ذراع جوي مدني تابع لـ«الحرس الثوري»، غير مسؤول.

المحامية الإيرانية، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، كانت في وقت سابق قد دعت لمحاكمة حميد عرب نجاد الرئيس التنفيذي لشركة خطوط (ماهان) الإيرانية، بتهمة نقل فيروس كورونا إلى البلاد لعدم وقف الرحلات من وإلى الصين رغم كل التحذيرات.

المضحك أنه في بيان لـ«الحرس الثوري» الإيراني حول دوره في مكافحة الكورونا، قال إن «الحرس الثوري» شكّل «مقرّا خاصاً» لمكافحة كورونا مستنفراً كل إمكانياته في هذا الصدد وإنه سوف يستخدم مهارات الحرب المضادة للكيماويات في مكافحة فيروس كورونا.
يفعل «الحرس الثوري» خيراً كثيراً للشعب الإيراني ولزوّار وجيران إيران إن هو كفّ عن استخدام مهاراته الكيماوية في مكافحة كورونا.. الواقع يكون أكثر إحساناً لو كفّ عن فعل أي شيء!

هكذا هو عقل ركن الدولة الإيرانية، قائد «الحرس الثوري» حول أخطر أزمة صحية وسياسية تعصف بالبلاد والعباد.. كورونا هي هجوم بيولوجي أميركي على إيران.. حسنا وماذا عن بقية دول العالم التي تترنح من كورونا مثل إيطاليا وكوريا الجنوبية، التي تدور في الفلك الأميركي وليست من دول المقاومة والممانعة؟!

بل ماذا عن الولايات المتحدة نفسها التي خصّص كونغرسها مؤخراً، بإجماع الحزبين، 8 مليارات دولار لمواجهة أزمة كورونا، وكلّف الرئيس ترمب نائبه، مايك بنس، شخصياً بقيادة فريق الأزمة، بعد تسجيل وفيات وإصابات داخل أميركا؟
مصيبة إيران والشعب الإيراني مضاعفة، بآيديولوجيا حكّامه وخرافيتها، أولاً، وبهجوم كورونا.. ثانياً.