أحمد سعيد كرامة يكتب:

الإمارات .. خسرناها ولم تخسرنا

في مقال سابق منشور قبل عامين تقريبا بعنوان الإمارات أتت إليكم فلا تخسروها ، كان ذلك المقال سابق لأوانه كثيرا ، وكان الدعم الإماراتي العسكري والاغاثي ومشاريعهم تعيش عصرها الذهبي ، لكن تعنث الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي ، الذي عادى الإمارات بسبب مصر أو تركيا أو قطر كان نتيجة ذلك العداء غير المبرر كارثي على المصلحة الوطنية العليا ، ونتيجة لصمت السعودية على ذلك الاستهداف المتواصل من قبل الشرعية ورموزها ومن الرياض أيضا توقعت إنسحاب الإمارات من اليمن والتحالف بصورة تدريجية لحفظ ماء وجه السعودية .

 

بكل حرف أو كلمة أكتبها بصدق وأمانة من واقع الحياة المعاش كنت أتمنى أن أغلب ما أكتبه أو أحلله إن كان كارثي أللا يتحقق على أرض الواقع ، أتمنى أن نتعلم من أخطأنا وتجاربنا الفاشلة لتصحيح المسار الخاطئ كقيادة وشعب جنوبي ، لأن هناك شعب بائس فقير ينتظر بفارغ الصبر الخروج من واقعه المزري الأليم .

 

أسست الإمارات العربية المتحدة في عدن والجنوب والساحل الغربي وبكل رقعة جغرافية تطأ أقدامها عليها نظام عسكري وأمني و إداري ومالي ممتاز ، رغم أن ذلك النظام لم يكن عند مستوى طموح الأشقاء الإماراتيين ، ولكنها ظروف ومتطلبات وأوضاع الحرب اليمنية الاستثنائية فرضت ذلك الواقع .

 

لم يستفيد الأشقاء السعوديين من التجربة الإماراتية الناجحة في عدن والجنوب والساحل الغربي والسير على خطاهم ، بل العكس أتوا بنظام إداري وعسكري ومالي وأمني فاشل فشلا ذريعا في مأرب وباقي الشمال ليطبقوه حرفيا في عدن والجنوب ، ساهم هذا الفشل بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية إلى مستويات قياسية وخطيرة في عدن والجنوب .

 

لا تفسير عقلاني أو منطقي لتصرفات وممارسات وسلوكيات السعودية في عدن والجنوب ، فمثلا نقل عشرات المليارات من إيرادات عدن المالية إلى مأرب وعتق وسيؤن والجوف بواسطة القوات الجوية الملكية السعودية مرارا وتكرارا أعتبره الجنوبيين إنحياز فاضح للشرعية الإخوانية ، بينما عدن وباقي المحافظات المجاورة بدون رواتب أو خدمات أو وقود لمحطات توليد الكهرباء في عدن .

 

أن يخسر التحالف والشرعية معظم أراضي الشمال شيء متوقع بسبب الخيانة والتآمر والخذلان ، لكن أن تخسر السعودية المناطق المحررة الجنوبية والشعب الجنوبي الوفي الشجاع بسبب فشلها الإداري والأمني والسياسي والخدماتي والاقتصادي في أصغر رقعة جغرافية باليمن الجنوبي ، شيء لم يكن متوقع ولا بقصص الخيال أو أساطير الأولين .

 

خسرنا الإمارات جنوبا وشمالا ، وليدرك حزب الإصلاح وفسدة عرش الرئيس المؤقت هادي أنهم سيكونون أول ضحايا خسارة الإمارات ، الجوف ثاني أهم معقل قبلي وعسكري لحزب الإصلاح سقطت بغمضة خيانة وخذلان من جيش وطني وهمي ساهموا بضعفه وهشاشته .

 

الهدف القادم مأرب أول معقل قبلي وعسكري ومالي ومقر جيش التباب الوهمي لحزب الإصلاح ، بغض النظر من الأقوى أو الأقدر أو الأجدر ، كان للجيش الإماراتي اليد الطولى بتحرير معظم الأراضي والحفاظ عليها من يد مليشيات الحوثي الإيرانية ، وخروجها كشف عورات التحالف العربي والشرعية المهترئة الخائنة .

 

على شرعية الرئيس المؤقت هادي وحكومته وبطانة الشر والفساد وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي تقديم إعتذار رسمي للإمارات عن تصرفاتهم وإساءاتهم الصبيانية الطائشة بحقها ، إن كانوا يبحثون عن فرصة للبقاء أو رقعة جغرافية تأويهم وتؤكد شرعيتهم أمام الإقليم والعالم .

 

على الرئيس المؤقت هادي تقديم طلب رسمي وعبر مجلس الأمن الدولي بعودة القوات المسلحة الإماراتية للحفاظ على ماتم تحريره ، قبل أن تصبح كانت محررة ، رغم قناعتي الشخصية التامة بأن الإمارات لن تعود للمسرح العملياتي العسكري في اليمن مرة أخرى ، فهو مستنقع أدركت الإمارات أنه لابد الخروج منه قبل تعاظم الخسائر البشرية والمادية .

 

عودة الإمارات التي نطالب بها ، هي عودة الهلال الأحمر الإماراتي إلى عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة المجاورة ، ويجب أن تكون القوات السعودية في عدن وشبوة و حضرموت والساحل الغربي تحت إشراف وقيادة مباشرة من الإماراتيين ، هذا إذا أرادت السعودية أن تنجح بالفعل وتحافظ على ما تبقى من المحرر ، أما إذا كانت لها أهداف أخرى معادية للجنوب والجنوبيين ندعوا الله أن يرد كيدهم في نحورهم .