مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):
فيروس كورونا وغضب الشعب الإيراني
أعلنت منظمة مجاهدي خلق أن عدد ضحايا فيروس كورونا قد ارتفع إلى 1500 شخص حتى ليلة الخمیس 05 اذار/ مارس ۲۰۲۰ (بتوقيت طهران).
أكدت منظمة مجاهدي خلق على أن المجموعة الضخمة من التقارير القادمة من مختلف السجون في جميع أنحاء البلاد تشير إلى أن فيروس كورونا ينتشر ويضرب مختلف السجون.
وفی الوقت الذی یحاول نظام الملالی من القمة نزولا الی قاعدته اخفاء الحقائق والتعتیم الأمني حیال تفشی فایروس کورونا بدلا ً من المعالجات الممنهجة العلمیة المتبعة في جمیع بلدان العالم، فان النظام ما استطاع للحؤول دون تسریب الحقائق.
ما یلي في السطور التالیة انه جزء من مقالة نشرت على صحيفة صنعت إيران الحكومية تحت عنوان "السيطرة على الغضب الشعبي بالصدق"، حيث أجبرت على الكشف عن زوايا من الحقائق التي تواجهها إيران تحت حكم الملالي. لقد أضاف أقواس فقط في حالات قليلة لإيصال مفهوم الكاتب.
إن كل كلمة في هذه المقالة تدعو للتأمل والتعمق في معانيها، لكن انتبهوا لهذه العبارة من داخل نفس النظام:
« المشكلة الأكثر أهمية هذه الأيام هي قلة وعي الناس من التيار القادم. من المؤكد أنهم لا يعرفون ما هو المرض الرهيب الذي يواجهونه.
فمن ناحية، يزداد عدد المرضى كل لحظة، ومن ناحية أخرى، يعلن رئیس جمهوریة نظام الملالي بصورة رسمیة إن الوضع سيصبح طبيعي من يوم السبت، أما وزير الصحة يصف ظروف هذا الأسبوع بأنها صعبة! وفي ذات الوقت لجأ الرأسماليون ورجال الدين إلى جزیرة منتجع كيش!
بغض النظر عن مدى خطورة المرض، يجب تقديم إحصاءات دقيقة للناس. من الطبيعي جدًا حرق مركز صحي عندما لا يجيب المسؤولون عن أسئلة الشعب.
إنهم خائفون فقط من إصابة أحبائهم في المستشفى بهذا الفيروس. بالتأكيد كانت هناك مشكلة ما، وإلا لما أظهر الناس ردود الفعل هذه دون سبب.
هناك موجة غريبة ظهرت بين المسؤولين، حيث يعلنون واحدٌ تلو الآخر برسم ابتسامة عریضة علی وجوههم بأنهم أصيبوا بكورونا، في الوقت الذي لا يصدق أحد من الشعب كلامهم.
بدلاً من هذه السلوكيات الطفولية، أخبروا الناس حقيقة الإحصاءات.
في الوقت الحالي، مع وجهة النظر الأمنية السائدة في البلاد، فضلت السلطات تصدير فايروس كورونا إلى جميع أنحاء البلاد وحتى إلى البلدان الأخرى، لكنهم غير مستعدين لفرض الحجر الصحي على مدينة قم.
لماذا لا ينبغي أن تكون حياة الناس ثمينة؟
إذا أظهر الناس سلوكيات غاضبة بأنفسهم، فذلك فقط بسبب تستر وكذب الحكومة الدائم. هم يعتقلون أيضًا أي شخص ينشر أخبارًا دقيقة في الفضاء الإلكتروني.
إذا كان المسؤولون شفافون مع الناس، فلن تكون هناك أخبار كاذبة أخرى. كلام المسؤولين مختلف عن تصرفاتهم ١٨٠ درجة.
يوسع بعض المسؤولين من خلال الكذب الفجوة بين الحكومة والشعب عن عمد. بطبيعة الحال، يرى بعض المسؤولين أن قلة الوعي العام تخدم مصلحة البلاد واستقرارها، بينما يستغل آخرون هذه الفرصة لأنسیاق البلد نحو الدمار.
في الأشهر القليلة الماضية، حصلت أحداث مختلفة، وأصبح الناس متمردين. عندما يصبح الناس متمردين، فإنهم لا يأبهون للحياة ولا یهتمون بعد باي تحفظ آخر. الشعب على وشك الانفجار. خلال الفترة الأخيرة، لم يكذب المسؤولون على الناس بنسب قليلة.
مات كل هؤلاء الأشخاص في أحداث كرمان (تشييع جنازة قاسم سليماني)، ومظاهرات شهر نوفمبر، والطائرة (الأوكرانية). لا أحد اطلع من کان مسؤولاً عن ذلك، ولم يتم الإبلاغ عن أي إحصائيات دقيقة عن الخسائر.
فيما يتعلق بمرض كورونا، كانوا يستمرون في القول إنه لا توجد علامات على وجود فيروس في إيران حتى اليوم الأخير، وفي تلك ليلة الانتخابات بالذات كان عليهم أن يقولوا جزءًا من الحقيقة.
ليس للناس دور في هذه اللعبة. عندما ينزعج الناس يحرقون الأخضر والجاف، ولا يستطيع أحد أن يقف أمام غضبهم ....
الإسلام مبني على الصدق والأمانة. ما الذي يجب أن يتوقعه الناس عندما لا يلتزم المسؤولون بالإسلام؟.....
يغطي فيروس كورونا البلد بأكمله في وقت قصير جدًا.
آمل أن تقوم السلطات والمسؤولون الذي لديهم الخبرة والمعرفة الكاملة في السيطرة على الوباء أن يتخطوا موضوع عنف الناس، وأن يكونوا صادقين لأول مرة.
وإذا لم ينجحوا في منصبهم، فليتنحوا حتى يأتي أشخاص متقنون لعملهم مكانهم».
اذن ..
لا تخطؤوا. هذا ليس بياناً للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، العدو اللدود الملالي الحاكمين في إيران. كلام المسؤولين مختلف عن تصرفاتهم ١٨٠ درجة". بالضبط ١٨٠ درجة، لا أقل منها ولا أكثر بالطبع، لأنه لا يوجد أكثر من ذلك.
ووصف السيد مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، الوضع بأنه كارثة إنسانية كبرى وحذرت من انتشار فيروس كورونا في السجون الإيرانية، ودعت الأمين العام ومجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وغيرهم من المدافعين الدوليين عن حقوق الإنسان لإنقاذ حياة السجناء.
وأشارت إلى أن هدف الملالي من التستر والكذب والخداع هو مواجهة انتفاضة وغضب الناس الذين يلومون نظام الملالي كونه المذنب الرئيسي لتوسع وانتشار فيروس كورونا.
السيد مسعود رجوي زعيم المقاومة الإيرانية أشار خلال رسالة قصيرة إلى أن زهق الأرواح البريئة لأبناء إيران المحرومون والمغلوبين على أمرهم جاء نتيجة كارثة اسمها «فيروس ولاية الفقيه » وأعمالها المعتمدة على نهب ثروات الشعب استلاب سلطته، وأكد أن الرد يكمن في الثورة ضد النظام وإسقاطه، بيد جيش التحرير الوطني الإيراني