عبدالله الجنيد يكتب:

كورونا إكسبرس

مسار كورونا (كوفيد-19) يتوازى مع مسار الطوق والطريق من الشرق باتجاه الغرب، كلاهما صيني، إلا أن وقع القادم الأخير أكبر، وبؤر الوباء الكبرى هي محطات كبرى، ضمن الاستراتيجية الصينية كإيران وإيطاليا.

فهل للتسهيلات الصينية المستحقة في حركة الأفراد والسلع، علاقة مباشرة بتكوُّن تلك البؤر وما نتج عنها من انتشار الوباء في محيطها الجغرافي؟.

وهل يستوجب انتشار الوباء، مراجعة الاتفاقيات الموقعة بين الصين وشركائها ضمن تلك الرؤية؟

فهذه المراكز كانت بمثابة المسرّع في انتشار الوباء في منطقة الخليج العربي وأوروبا، إلا أنه يجب بحث القواسم المشتركة بين مدينتي ووهان الصينية و قُم الإيرانية، وكذلك ضرورة مراجعة الضوابط الحاكمة لحركة الأفراد والسلع، بين هذه المراكز البشرية، ضمن إطار اتفاقيات الطوق والطريق، قبل أن يفاجأ العالم بما هو أسوأ من فيروس كورونا.

العالم لم يفشل في احتواء الوباء، بقدر فشل الصين في التعامل المسؤول مع ظهور الحالات الأولى له في ديسمبر الماضي، وذلك ما يستوجب مراجعة أمر قرب محطتي جوادر في باكستان وجابهار في إيران من دول الخليج العربي.

فعلى سبيل المثال حركة العمالة والتجارة الباكستانية من دول الخليج العربية وإليها كبيرة، وباكستان ليست بالدولة القادرة على احتواء انتشار وباء مثل كوفيد-19، إلا أن مواطنيها في عمق المجتمعات الخليجية.

لذلك يجب الانتباه إلى المحطتين على وجه الخصوص، لقربهما من موانئ تقليدية على الضفة الغربية للخليج، وأغلبها يعتمد على سفن تقليدية (من نوع البوم) في النقل البحري بينها.

فأغلبية تلك الموانئ، إما بالقرب من تجمعات بشرية كبيرة، أو بالقرب من مدن رئيسية، ولذلك يجب على دولنا الآن إعادة مراجعة البروتوكولات الحاكمة لمثل تلك التدفقات، ووضع أشمل سيناريو يتناول كل أنواع التهديدات المحتملة حتى البيولوجية.

باكستان شريك حيوي واستراتيجي لدول الخليج العربية، إلا أن ذلك لا يعفيه من مراجعة بروتوكولاته الحاكمة لاتفاقية الطوق والطريق، وذلك في ضوء ما نتج من انتقال فيروس كورونا من عمق إيران إلى دول جوارها الخليجي، وكلنا نعلم حجم الحراك البشري على خطى زيارة العتبات المقدسة لعموم المنتمين للطائفة الشيعية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل عدم اكتشاف إصابات في باكستان عبر المصدرين (الصين وإيران) مجرد عامل زمني، أم أنه نتيجة عوامل أخرى.

دول الخليج العربي طالما وقفت مع جوارها المباشر في كل الأزمات والكوارث الإنسانية، بما في ذلك إيران حتى في كارثة انتشار فيروس كورونا، لذلك يجب على حليف مثل باكستان، مكاشفتنا بواقع كورونا على أراضيه، وكذلك الإجراءات التي وُضعت قيد التنفيذ، للوقاية من انتقال الوباء إلى أراضيه من أحد المصدرين، وكلاهما مصنف باكستانياً كحليف استراتيجي.

إن الإطلاع على برامج الاحتواء، في حال وصول الوباء إلى مدن باكستان الساحلية، أمر حيوي ومُلزم، لأن الطوق والطريق بات الآن الطريق السريع العابر للحدود في انتقال واحتضان كوفيد-19.

وبناء على ذلك علينا النظر لمحطاته بمعزل عن العلاقات الطبيعية، وبتجرد من محاذير التوازنات الكبيرة.