وبمراجعة تدرج الموقف الأميركي والدولي من تصنيف منظمات إرهابية مدعومة من إيران، فإن حزب الله اللبناني وحركة أنصار الله-الحوثية ذلك بالإضافة لاشتقاقات (حزب الله) العراقية تمثل مُجتمعة أكبر مصادر التهديد لأمن الشرق الأوسط، وأن الاعتداء الغاشم الذي تعرضت له الإمارات العربية المتحدة في 17 من يناير الجاري يؤكد العقيدة الإرهابية لأنصار الله الحوثي.
الولايات المتحدة الأميركية كانت آخر الدول التي أدانت ذلك الاعتداء الإرهابي على الإمارات العربية المتحدة، ذلك لأن الاعتداء صادف يوم عطلة رسمية في الولايات المتحدة (يوم مارتن لوثر كينغ). إلا أن التضامن الدولي مع الإمارات ليس بيت القصيد هنا، بل الموقف من المنظمة الإرهابية التي أقدمت على ذلك العمل الآثم والأدوات التي استخدمت في ذلك الاعتداء (مسيرات / صواريخ باليستية).
استهداف العمق الإماراتي بصواريخ إيرانية بيد الحوثي، يعد تصعيداً نوعيا ويذكر بتهديدات سابقة أطلقها الحوثي في نوفمبر 2019 على لسان ناطقه العسكري يحيى سريع "ان الرسالة التي وجهها قائد الثورة تأتي من موقع قوة وأن القوات المسلحة قادرة على استهداف العمق الإسرائيلي". واستهداف الحوثي لأعيان مدنية في الإمارات قد سبقه اعتداءات بكافة الأسلحة الإيرانية بيد الحوثي للعمق السعودي، إلا أن إدارة الرئيس بايدن لا تزال في موقف محير من تصنيفها الحوثي (تنظيماً إرهابي). فماذا لو نشب تصعيداً عسكري بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ونتيجة لقرار من طهران بتخفيف الضغط عن حزب الله، أن طلبت من الحوثي استهداف إيلات، وحماس باستهداف العمق الإسرائيلي. فهل كانت واشنطن ستتأخر في تصنيف الحوثي تنظيماً ارهابياً.
السفير الإماراتي في واشنطن، معالي يوسف العتيبة أكد بشكل رسمي استخدام الحوثي لصواريخ باليستية في الاعتداء على الإمارات، مما يضع إيلات الإسرائيلية ضمن النطاق العملياتي لصواريخ إيران الحوثية، ولواشنطن تخيل المشهد سياسياً حال وقوع مثل ذلك التصعيد. ويذكرنا ما سبق بالاعتداء على سفينة شحن إسرائيلية في بحر العرب بتاريخ 25 من فبراير 2021، وأن الأراضي اليمنية تحت سيطرة الحوثي كانت مصدر ذلك الهجوم الإيراني.
معضلة الموقف السياسي الأميركي من تنظيم إرهابي (الحوثي) يكمن في تعاطف تاريخي مع رواية المظلومية الشيعية، وأن استمرار الولايات المتحدة في البناء على ذلك التعاطف غير المبرر لا أخلاقياً ولا سياسياً يعد منافياً للمنطق السياسي والاجتماعي، والأدلة كثيرة (العراق / لبنان / اليمن). فهل قدمت تلك النماذج الحاكمة للمشهد السياسي والاجتماعي أي انخراط في نموذج لدولة وطنية.
فخامة الرئيس جوزف بايدن، هل كانت إدارتك لتتأخر في تصنيف الحوثي (تنظيماً ارهابياً) لو كان الاعتداء على إيلات الإسرائيلية بدل أبوظبي؟
نقلا عن سكاي نيوز