فيصل الصوفي يكتب:

الإصلاح مضرور من الإرهاب!

في عدة مرار كان الإخوان في التجمع اليمني للإصلاح يقولون ويكتبون للتوكيد أن حزبهم يعد المتضرر الأكبر من الإرهاب.. كان هذا الخطاب يوجه جهة الداخل اليمني في الأغلب، فإذا وسعوا مساحته قليلاً، لا يذهبون إلى أبعد من الرياض.. وفي كل مرة كنا نتساءل: على من يضحك هؤلاء؟

اليوم يجأر قياديو الحزب بالشكوى في حضرة دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين، وفي آخر مرة -وكانت قبل أيام- رأينا عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح، ورئيس كتلته النيابية، يحلف من جديد أمام سفير الاتحاد الأوروبي هانز جروندبرج أن حزبه يعد أكثر الأحزاب اليمنية ضرراً من الإرهاب الذي نال من قياداته ومقراته، كما قال.. لكن السفير هانز بدا وكأن في قلبه شيئاً، إذ شكر الحزب على تأييده للسلام في اليمن فقط، ولم يبد أي عاطفة تجاه الحزب المكلوم في قياداته.. وعندي أنه كان يتعين على المستر هانز اليقين أن القيادي الإصلاحي لم يحنث، وأن يبصم على اليمين بالعشر، وهو مطمئن.. لكن ما الحيلة وأمامك واحد من أهل الكتاب أو نصارى ويهود لا يرضون عنك؟!

الحق -والحق أقول- إن حزب الإصلاح مضرور من الإرهاب، ضر قوي قوي قوي.. لا يحتمله جني ولا إنسي.. ولا أي حزب إلا إذا كان هذا الحزب هو حزب الإصلاح..

والأمارات على أنه أكثر الأحزاب اليمنية -بل والعربية طرًا- ضراً من الإرهاب، تراها في قياداته.. وما أكثرها، ولكن حسبنا بضعة أسماء يعرفها سفير الاتحاد الأوروبي وسفراء أميركا والغرب قاطبة، تظهر للجميع أن الحزب مضرور من الإرهاب.. الذي نال قياداته.

كيف لا يوقن هؤلاء النصارى أن حزب الإصلاح مضرور من الإرهاب قوي قوي قوي، وهم يعرفون أن الشيخ عبد المجيد الزنداني لما كان رئيس مجلس شورى الحزب وضع في قائمتي مجلس الأمن الدولي، والخزانة الأميركية لممولي وداعمي الإرهاب؟ ومن يكذب قولة الإصلاحيين إن حزبهم المضرور الأكبر من الإرهاب، وشيخان الأمين العام المساعد للحزب، كشفته الاستخبارات المصرية، في العام 2014، وجاءت إلى الرئيس هادي -لما كان في صنعاء- تحتج على دور جماعة الإخوان المسلمين في اليمن في تدريب مقاتلين وإرسالهم من اليمن إلى شبه جزيرة سينا يؤازرون منظمة بيت المقدس الداعشية في القيام بأعمال إرهابية ضد الجيش المصري.. وكان هذا الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح واحداً من كبار لاعبي ذلك الدور.. وإلى جانبه فتحي العزب مرشح حزب الإصلاح في الانتخابات الرئاسية اليمنية في العام 2006، الذي كان حينها يشغل وظيفة رئيس الدائرة الإعلامية في الأمانة العامة للحزب.

أي نصراني هذا ينكر أن حزب الإصلاح أكثر الأحزاب ضرراً من الإرهاب في قياداته، وهو يدرك أن الحسن علي بن علي بن أبكر عضو مجلس شورى حزب الإصلاح ورئيس هيئته التنفيذية في محافظة الجوف، قد وضعت وزارة الخزانة الأميركية اسمه يوم السابع من ديسمبر 2016، في قائمة الإرهاب؟ والقيادي في الحزب نايف صالح سليم القيسي الذي اختاره حزبه لهادي محافظاً لمحافظة البيضاء، قامت وزارة الخزانة الأميركية اللعينة، تدرج اسمه ضمن داعمي الأنشطة الإرهابية، وقالت إنه قدم دعماً مالياً ومادياً لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ العام 2014، وكان اعتباراً من العام 2016 مسؤولاً في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وممولاً له بأموال من مصادر خارجية وزوده بأسلحة، كما أسهم في التخطيط لعمليات إرهابية.. وزادت رئاسة أمن الدولة في المملكة العربية السعودية تكتب اسمه في قائمتها الخاصة بأسماء داعمي وممولي الإرهاب.

كيف لا يصدق الأميركيون أن حزب الإصلاح ضحية الإرهاب في قياداته، وهم الذين حاكموا القيادي الإصلاحي المرموق الشيخ محمد علي المؤيد، فأدين بجرم تمويل الإرهاب، وخاصة بعد أن راح إلى ألمانيا يقبض عشرين مليون دولار لمصلحة تنظيم القاعدة، فقبض عليه الألمان متلبساً بدعم الإرهاب وسلموه للقضاء الأميركي في كولورادو.

يأتي واحد أوروبي مكابر يقول لك إن حزب الإصلاح ليس متضرراً من الإرهاب في قياداته، وهو داري أن القيادي في الحزب وعضو كتلته النيابية الشيخ محمد الحزمي، ظل يشغل منصب سفير حزب الإصلاح إلى الجماعات الإرهابية في سوريا.. وداري أن اسم القيادي الإصلاحي هاشم عيدروس، مدرج في قائمة الإرهاب لدى رئاسة أمن الدولة في السعودية منذ أكتوبر2017، وأن القيادي عزام عبده فرحان كتب ضمن أخطر الإرهابيين في القوائم التي أصدرتها الولايات المتحدة الأميركية، ومثله أخوه في الحزب وفي الله، بلال علي محمد الوافي. خلاصته، حزب الإصلاح هو المضرور الأكبر من الإرهاب في قياداته، لكن لا هو راجع ذلك، ولا أحد صدق قولته.. فأمره إلى ربه.