ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

محافظ بنك ليبيا.... كم انت كبير 

مئات المليارات من العملات المحلية والأجنبية تم صرفها بإذن كتابي من سعادة المحافظ على مدى تربعه على عرش البلاد ,فمن يملك النقود يستطيع فعل اشياء بما فيها تلك التي قد لا تخطر على البال,الجميع يتوددون اليه رغبة في عطاياه الغير (مجذوذة), بفضل سخائه اصبحت لنا كتائب مسلحة (جهوية ومؤدلجة) يفوق عدد منتسبيها اعداد القوات النظامية(اكثر من 150 الف)غالبيتهم شكلوا كتائبهم بعيد سقوط النظام بدعوى الحفاظ على الثورة ومكتسباتها,يتقاضون رواتب ومهايا,لم يحلم بها من افنوا اعمارهم في الخدمة(العسكرية او المدنية),كيف لا وهؤلاء من سيحرصون تراب الوطن المترامي الأطراف,محل اطماع دول الجوار,فالبلد حباه الرب بخيرات كثيرة, فلا باس من استقدام اقوام اخرى.

لأن مدته الافتراضية انتهت منذ زمن,فلا بد لسيادته من اجراء تحالفات مع بعض القوى التي تتصارع على السلطة,حكومتا العاصمة تقاسمانه نفس الرؤى وهو يعرف جيدا من اين تؤكل(اكتاف المواطنين)الكتف,فقرر الانضمام الى مجلس الوصاية ومجلس الدولة اللذان ولدا قبل موعدهما.

سرد الواقع ظنا منه ان المواطن لا يعرفه ولكنه وللأسف يعيشه بكل مرارة,المتمثلة في الفوضى في تأسيس وخلق الوحدات التجارية الخاصة المتهافتة على طلب العملة والاعتمادات (ترى من سهّل لها ذلك؟ ),لكنه لم يتحدث عن الحلول التي كان عليه اتخاذها,حمّل المؤسسات التنفيذية والرقابية المتعاقبة مسؤولية التدهور في المجال الاقتصادي,وبأنها لم تراعي توصياته بالخصوص, حسب قوله قام بإحالة العديد من القضايا الى النائب العام الذي لم يبث فيها.السيد المحافظ تحسّر (خرجت عن سيطرته)على بضعة مليارات قام فرع البيضاء بإنفاقها على شرق البلاد في ظل حصار شديد مارسه سيادته وحكومة الانقاذ الانقلابية لتأديب اخوتنا هناك ليأتوا صاغرين الذين كانت معاناتهم مضاعفة ما اضطرهم الى طبع بعض النقود من اجل البقاء.

في اجزاء من بيانه الصحفي والذي ينم عن عدم تخليه عن موقعه الذي نراه اغتصبه بفعل القوة القاهرة(لم يمتثل لقرار البرلمان بإقالته) يقول فخامته بأنه لن يقف عاجزا أمام الحرب التي يتعرض لها الدينار الليبي ومستوى معيشة الافراد والتدخل بقوة(!)يملكها لضبط الأوضاع النقدية  وتحسين الدخول المباشرة للأفراد,والسؤال ما هي القوة التي يملكها المحافظ ولماذا لم يستخدمها منذ بداية الازمة الاقتصادية؟

اجتماعه الاخير مع رئيس مجلس الدولة, يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بان الرجل يريد التمديد لنفسه كسائر المسئولين بالبلد, ويرفض التنحي,فالسنوات الست التي انقضت اكسبته ولا شك خبرة تؤهله بان يكون محل ثقة لمن تم تنصيبهم من الخارج او اولئك الذين يتقلبون في المناصب ويتلونون كالحرباء من اجل تحقيق مصالحهم والإمعان في قهر المواطن الذي ملّ حياته ,الخريجون بدون عمل,والذين بالكادر الوظيفي يباشرون اعمالهم(طوابير) يوميا امام البنوك التجارية لأجل الحصول على لقمة تسد الرمق,ناهيك عن الكلام البذيء الجارح من قبل من يتولون(افراد ميليشيات اسبغت عليها السلطات في العاصمة الشرعية) تنظيم الدخول للبنوك للحصول على بعض النقود.

كم انت كبير(اسم على مسمى) ايها المحافظ, لمثلك خلقت النوائب والخطوب, فأنت الاقدر على تذليلها بل القضاء عليها,حقا عقمت النساء ان يلدن مثلك,الغرب يعرف جيدا قدرك, فهو من يتمسك بك في هذا المنصب, ولولاك لكانت حياتنا اكثر تعاسة, فنحن لازلنا احياء,تهنئة لك بالتمديد في منصبك.