علي ثابت القضيبي يكتب:
يا وكيل شؤون الشهداء والجرحى أَجِبنا
بمقياس تقييم أداء السلطة الشرعية، فقد أثبت المهندس علوي ناصر النوبه - وكيل شؤون الشهداء والجرحى/عدن - أداءً متفرداً في مهامه، كما وجَسّد تجاوباً وتفاعلاً صادقاً مع مُعظم القضايا التي تصل إلى طاولته، تقريباً عايش هذا كل من احتكّ به في هذا الشأن .
في منتصف فبراير الفارط، صرّح المهندس النوبه للإعلام بأنه تمّ استخلاص مرتبات ستة أشهر للشهداء والجرحى (رواتب ألوية الدعم والإسناد/ ألف ريالٍ سعودي)، وأنه جرى إيداعها في البنك المركزي، وبعد ذلك قرأنا عن محاولة وزير الدفاع – المقدشي - سحب المبلغ وتحويله إلى مأرب، والغاية معروفة طبعاً، لكن بجهود الشرفاء تمّ وأدُ محاولة النهب هذه، علماً بأنه قد حدث مثلها من قبل، وحُرمَ المستحقون من أُسر الشهداء والجرحى من تلك الحقوق حينئذٍ.
بعد حديث المهندس النوبه للإعلام، تمّ تسليم راتب شهر واحد فقط للمستحقين وعبر اللجان، وجرى الصرف من أحد بيوت الصرافة في عدن، ما يعني أنّ هذا الراتب هو لشهر يناير ????م، والمتبقي هو راتبي شهر فبراير ومارس ????م ، ونحن الآن نخوضُ في أبريل، فأين هي الرواتب المتبقية من التي تم استلامها من المملكة؟!
في نفس الصدد نسأله عن خلفيات المماطلة والتسويف في تسليم مرتبات الشهداء والجرحى، وهؤلاء بذلوا الغالي والنفيس في هذه الحرب، وتجشّموا ما لم يتجشّمه أحد مثلهم، فمن هي الجهة المسؤولة تحديداً عن المماطلة في حقوقهم؟! كما ولماذا تِكرار تكليف لجان العبث والمماطلة وحشر الناس في طوابير مزدحمة مع كل تسليمٍ لراتب؟ وأيضاً المطالبة بملفات وبيانات و.. و.. مع أن هناك قاعدة بيانات ثابتة ومتكاملة تخص كل الشهداء والجرحى، وهي متوافرة معكم ومنذ أمدٍ ايضاً، فلماذا كل هذا العبث بالناس؟! ومَن وراء ذلك أصلاً؟! ومعروف بالطبع أن تشكيل لجان صرف المرتبات من ذوي القربى ولاشك هي مصدر عيشه ونثريات و.. و..
الشقيقة السعودية سلّمت مشكورة رواتب الشهداء والجرحى لستة أشهر كما صرحتم أنتم بعظمة لسانكم، مع أنه في عهد (طيبة الذكر) الإمارات كان ذلك يجري بكل سلاسة وبشكل ثابت وبدون متابعات ولا مماطلة أو خلافه، ومع كل ذلك نقول الآن إنه لم يُسَلّم إلا راتب شهر يناير فقط! فلماذا لا تحاسب هذه السعودية أو تُساءل السلطة الشرعية على عدم تسليم بقية المرتبات لمستحقيها أسر الشهداء والجرحى؟! أم أنها هي - السعودية - قد دخلت أيضاً في لعبة العبث بجنوبنا وحتى أسر شهدائه وجرحاه بحرمانهم من حقوقهم؟! وكل الوقائع على الأرض تُشير إلى هذا وعلى أكثر من مستوىً وصعيد ولاشك.. أليس كذلك؟!