فهد ديباجي يكتب:

السودان سينهض

بعد عام من سقوط نظام البشير الذي استمر لثلاثة عقود جعلت السودان يعيش تحت الفقر والمجاعة والعقوبات والحروب، لا يزال السودانيون يتلمسون طريق العبور ببلادهم إلى بر الأمان، مر عام على سقوط عرش (إخوان السودان) الذين مزقوا الوطن، وسط حزمة أزمات موروثة تحاول الحكومة المؤقتة الخروج منها مدعومة بآمال الشعب وبزوغ شمس الأمل والطموح والتوافق.

تكافح السلطة الجديدة في السودان من أجل طيّ صفحة نظام البشير وفوضى جماعة الإخوان الإرهابية بكل ما تعنيه من ترسبات عميقة نجح النظام السابق في صنعها، والصعوبة التي تواجهها السلطة الجديدة تنبع أولا من عمق التغلغل السياسي والإداري والمجتمعي الذي نجح نظام الإخوان في تحقيقه، فرحيل البشير ونظامه من أكبر الإنجازات التي تحققت لكونه وضع البلاد تحت الحصار الدولي، ولسوء الإدارة الداخلية بشهادة أنصاره قبل معارضيه، لكن ما الذي يحتاج إليه السودان لكي ينهض ولتتحقق أحلام ومطالب المواطنين، مبدئيا يرى الكثير أن تحقيق السلام وإيقاف الحرب التي أكلت الأخضر واليابس في بلد عانى ويلات الحروب الأهلية التي استهلكت موارده وشردت أبناءه وأنهكت اقتصاده

يبدو أولية شعبية ليعم الأمان والاستقرار ويتفرغ الكل للتنمية لا التناحر، حتى يعود أبناء السودان إلى حضن الوطن ونبذ الخلافات والنزاعات والمشاكل وتوحيد الصفوف لتصبح كلمة الجميع واحدة ومصلحة الوطن هي العليا دون غيرها، لأن التعايش وإيقاف الحرب وتحقيق العدالة هي مقومات التنمية الحقيقية التي ستؤتي ثمارها على البلاد والعباد، وتفتح أبواب الخير للسودان وشعبه، وتبقى كرامة الإنسان والحرية وتحسين البنى التحتية والاستثمار الأمثل في كل المجالات وتحديد ملامح سياسية واضحة مع الدول التي ترتبط بمصالح حقيقية وصريحة بعيدا عن الدول الداعمة والممولة للإرهاب هي الطريق الصحيح للوصول للغاية.

حاليا حكومة السودان تخوض مواجهة فلول نظام تمكن من التمترس في قمة المجتمع وقاعه، وقام بعملية أخونة لقطاعات عديدة فيه
حاليا حكومة السودان تخوض مواجهة فلول نظام تمكن من التمترس في قمة المجتمع وقاعه، وقام بعملية أخونة لقطاعات عديدة فيه، وخلق لنفسه مجموعات من الرؤوس السياسية والأذرع الأمنية والكوادر الشعبية في أماكن متباينة ومختلفة، فضلا عن روافد متشعبة في مؤسسات حيوية قادرة على التأثير في حركة الدولة وأجهزتها، هي معركة عاتية وفاصلة نحو تصفية وتنقية الأجواء لتصبح تتناسب للتعامل مع قادة

رافضي التغير والنظام السابق والذي بدأت بحل حزب الإخوان وتفكيك تمكينهم، يقابل ذلك الحملة الشعبية للبناء والتعمير وللتبرع الجماعي، التي ستساعد السودان على مواصلة تجليات هذا البلد العظيم، نسبة للظروف التي تمر بها البلاد تحت اسم "القومة للسودان" والتي ستطرح المشاريع الاستراتيجية القومية طويلة الأجل في عدة مجالات، ومبادرة "صنع في السودان"، ما يُبشر بنهضة السودان القادمة والذي يُعتبر سلة غذاء العالم العربي بحق إن أحسنوا اقتناص الفرص وعملوا عليها، وإذا استمرت البلاد بشكلها الحالي فهذا يعني أنها ستستقر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا برجالها المخلصين والوطنيين.