أحمد سعيد كرامة يكتب:
في الليلة الظلماء .. يفتقد الهلال الأحمر الإماراتي
هذه المقولة هي عجز بيت شعري قاله أبو فراس الحمداني وهو في الأسر بيد الروم ، «سيذكرني قومي إذا جدّ جدهمُ ، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ » .
لقد جد جدنا بعد مغادرة الهلال الأحمر الإماراتي لعدن والمحافظات المجاورة ، وأنكشفت عورتنا وبانت عيوبنا وأنانيتنا التي فاقت كل تصور ، لم تستطيع الحكومة الشرعية أو السعودية أو جمعيات ومنظمات الإخوان سد ثغرة مغادرة الهلال الإماراتي حتى اللحظة ، لا يفتقرون إلى المال بل إلى الرجال الاوفياء والنية الصادقة التي تسبق العمل ، تضرر بسطاء وفقراء الشعب كثيرا جراء المغادرة ولم يتضرر كبراء القوم وسادتهم ، طيلة الخمس سنوات كانت ذراع الإمارات الإنسانية تعمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل لمساعدة الشعب والدولة في آن واحد ، دون أن تنتظر من أحد جزاء أو شكورا .
إنها أطول ليلة ظلماء نعيشها منذ مغادرة الهلال الأحمر الإماراتي عدن وخصوصا بشهر رمضان المبارك ، نفتقدهم جميعنا صغيرنا وكبيرنا لأنهم كانوا يشعرونا أن هناك أمل بعد كل هذا اليأس والشقاء ، لم يكن الهلال بحاجة لمناشدة أو توجيهات حتى يقوم بواجبه الأخوي والإنساني مع أشقائه بمختلف الظروف والأوضاع الطارئة .
كان سباق لإغاثة من تقطعت بهم السبل وتخلى عنهم الأقربون ، يفتقد الهلال الأحمر الإماراتي أسر الشهداء والجرحى والأيتام والأرامل والفقراء والمحتاجين والمعسرين .
شكرا إمارات الخير والعطاء وسعيك مشكور دائما بإذن الله تعالى ، لم تأخذي شجر أو حجر أو ميناء أو جزيرة كما كان يردد كل أفاق أثيم ، قدمت الكثير والكثير خيرة شبابك قبل مالك ، ولم تعيرنا يوما بما قدمتيه أو تتأففي من فجور لئام القوم ، قدمت مالم ولن يقدمه أحد لنا على الإطلاق وأتعبتي من يأتي بعدك .
أخذتي معك شي واحد وللابد وهو حب وإمتنان وعرفان ومودة الشعب ، كم من دول أغنى من إمارات الخير والعطاء ، ولكن غنى النفس أغنى من غنى المال ، ولم تقدم ربع ما قدمته الإمارات ، غنى النفس وحب الخير والعطاء وفزعة الفقير البائس لن تجدها إلا بعيال زايد الخير .