مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

إن أردت استعادة بلدك فتحمل المسئولية

إن أردت استعادة بلدك فتحمل المسئولية

اهم عامل استراتيجي  لأي دولة (كبيرة أو صغيرة) للاعتراف بها دوليا هو  قدرتها على  حماية مواطنيها من الاعتداء وهذه نقطة مهمة جدا يجب مراعاتها  حتى قبل  وضع الدستور ،  لان حماية المواطن تعني ان الشعب بأمان و السيادة لن تمس  والحدود والارض لن تخترق ، فالدول المعترف بها تتميز بوجود السمات الثلاث التالية: السلطة السيادية و السكان و الأراض  وهذه المفاهيم تستخدم  في الممارسة الدولية ، وهي ايضا  ما سلطت عليها بنود اتفاقية عام 1933 بشأن حقوق والتزامات الدول المعترف بها .

قد تكون الدولة غير المعترف بها عضوًا في الأمم المتحدة ، لأن ميثاق الأمم المتحدة لا يتطلب الاعتراف قبل ذلك ، والقضية الجنوبية هي الان في اروقة هذه المنظمة الدولية ، فقد استطاع الجنوبيون من خلال  اتباع استراتيجية  " الخطوات الصغيرة " من توصيل صوت قضيتهم الى كل العالم و بدعم من التحالف العربي اسسوا قدرات عسكرية كبيرة  حرروا بها اكثير الارض و تخولهم للدفاع عن حقوقهم ومطالبهم في استعادة كامل تراب الدولة الجنوبية ،  ولهذا عليهم ان يتذكروا ان الكثير من ممثلين الأمم المتحدة  ذكروا مرارًا وتكرارًا أن هذه المنظمة لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على الدول ذات السيادة ونحن الان طوينا الحلقة الاولى لسلسلة من ثلاث حلقات التي تعيد للشعوب والدول حريتها ، الاولى وهي السكان  والثانية والثالثة الارض والسيادة  ، الثانية  لن تعيدها غير القوة والثالثة  لن يفرضها و يحميها غير قوات مسلحة جنوبية نظامية و وطنية .

في اليمن لا يوجد انفصاليون ولا وحدويون  ، بل  توجد قيادات سياسية رخيصة ساقت الوعي الشعبي الى التصادم الاجتماعي والدولة الى الهاوية ، قيادات الكثير منها  لا تعرف معنى المسؤولية و الوطنية والتنمية والعلم والصحة والعدالة الاجتماعية جعلت المواطن  يكره  الوحدة ويحملها كل مصائب البلاد ،  نعم لا يوجد عاقل في العالم  يكره وحده الشعوب  ولا يوجد ايضا عاقل يرغب في البقاء في دولة وحدة  بالقوة ، وهناك نماذج دول انتهت  الوحدة بينها والان تعيش وتتطور مع بعضها البعض بسلام و وئام  وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق و جمهوريات يوغسلافيا  خير مثال ، كذلك انفصال  تشيكوسلوفاكيا لم تكن هناك مشاكل وتم الاعتراف بالدولتين ، بنغلاديش و باكستان ، جنوب السودان عن السودان ، إريتريا عن أثيوبيا، تيمور الشرقية عن إندونيسيا  ، النمسا عن ألمانيا ،سان مورينو والفاتيكان عن إيطاليا، موناكو عن فرنسا إيرلندا اسكتلندا عن بريطانيا.

فك الارتباط ليس مطلبا جنوبيا كما يصوره لصوص الثروات  ، بل ايضا  مطلب شعبي شمالي لا تريد ان تسمعه  عكف  القبائل ولا القيادات والاحزاب السياسية الشمالية ، التي تغيب دائما  احتمالات التسوية السلمية لأي ازمة داخلية وترفع بدلا عن ذلك  شعار الوحدة او الموت ، الذي انهك ودمر الجنوب والشمال في حروب وفساد أيقظت  وبقوة فكرة اعادة الحدود الى سابق عهدها حتى على مستوى البسطاء في الشطرين .