جمال باهرمز يكتب:
احراق العلم يعني التخلي عن المبادئ والقيم
قال الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ان عيني لم تدمع الا مرتين مرة في نكسة حزيران ومرة عند قتل فيصل عبداللطيف؟
نتفق جميعا اننا في مجتمع جنوبي تم تجهيل اجياله بتعمد من قبل نظام عفاش .
ومع هذا التجهيل تم افساد او تعطيل مؤسسات الدولة مثل القضاء والادارة منذ اول يوم وحدة وبالتالي تعطل العدل كثيرا وبدلا من ان يناله المرء برساله حسب القانون في لحظات .اصبح قد لا يناله سنين طويلة متابعات .
وفي ظل هذا المجتمع .يجد المواطن ان المناطقية والمنطقة والقبيلة هي اقصر الطرق ليأخذ عبرها العدل المفقود او الدفاع عن حق مغتصب .
ولذلك عندما نتناقش مع كثير من الشباب لإقناعهم بان الرئيس هادي مكبل وكثير من قراراته لا تخدم الجنوب اول ما ينطق جوابا ويقول لان هادي من ابين.
ايضا حين نحاول اقناعهم بان الشرعية وجودها في عدن لا تخدم الجنوب .يردوا بالاتي :لان قادتها اغلبهم من ابين وشبوه تهاجموها وتريدوا اقصائهم .
وهذه حقيقة ونتاج حروب الجنوبيين فيما بينهم وحين تهاجم الشرعية فكثير من الشباب الغير متعلم يعتبرك تهاجم ابناء ابين وشبوه وهذه حقيقة لا نستطيع انكارها ابدا .ويعتبروا مهاجمة الشرعية لقصد اقصاء قادة ابين وشبوه.
ولذلك دائما نردد ان جنوبيي الشرعية والانتقالي يجب ان يستحوذوا على كامل الشرعية ويطردوا منها الشماليين لتصبح خالصة جنوبية.
الحقيقة ان من فرط في الهوية الجنوبية هم حكام 67م .
والحقيقة الاخرى ان من فرط في الجنوب هي مجموعة الحكام له قبل عام 90م .
حين اهدوه لعفاش بوحدة اندماجية رافضين الفيدرالية مقابل طرد ابناء جلدتهم قادة قوات علي ناصر محمد .
وكانت ردة الفعل ركوب دبابات عفاش والسماح باحتلال الجنوب .
اذن الكل اخطأ بحق شعب الجنوب وللاسف يتم تكرار هذه الاخطاء نفسها.
فحين يحرق قائد القوات الخاصة في ابين العوبان علم الجنوب في شقره .وهو من قاتل تحت رايته ومعه مجموعة من القادة فذلك غير مقبول تحت أي ظرف .
لكن المصيبة ان تكرر الامر مع قادة اخرين ,فذلك يعني ان هناك خلل موجود في جبهاتنا السياسية قبل العسكرية واهم هذا الخلل الاقصاء وانتزاع منك جنوبيتك ونضالك..
نحن في الجنوب العربي برغم الانتصارات التي حققناها لم نساعد دول التحالف بتلاحمنا لتسويق مشروعنا باستعادة دولتنا الجنوبية امام المجتمع الدولي .
بل ان صناعة اعداء من ابناء جلدتنا كانت السمه والسبب الذي جعل من دول التحالف ان تفشل .
ولكن بعد اعلان كياننا وممثلنا ومفوضنا .المجلس الانتقالي الجنوبي وايضا لقيادة نضالاتنا العسكرية والسياسية لاستعادة دولتنا الجنوبية.
علينا كجنوبيين ترجمة خطابه السياسي للداخل والخارج افعال واقوال واهمها العمل على وحدة وتماسك الجبهة الوطنية الجنوبية.
هناك بديهية مسلم بها وهي ان على مدى تاريخ الحروب بين الجنوب العربي وقوات صنعاء ،ينتصر الجنوب حين يكون على قلب ورب واحد .
وتنتصر صنعاء حين تأجج الفتنة لتتفرق ايادي الجنوبيين .
استمرار النقاش والعتب بين الفرقاء الجنوبيين واجب.
وانقطاعه جريمة بحق الجنوب وثورته واجياله .
استبعاد مناقشة الاختلاف بطريقة المناكفات يجب ان يسود في حواراتنا .
الرئيس هادي معترف به من الكل وليس حجة او سبب للمناكفات والتفرقة .
ومعترف به في ادبيات وخطابات اعلى الهرم في المجلس الانتقالي .
ولكن ليس حجه ان نتمسك بكل قراراته التي نعلم ان ليس كلها تخدم قضية وهدف شعب الجنوب
والسبب انه اولا رئيسا للجمهورية اليمنية وثانيا ليس الوحيد الذي يقرر وهناك لجنة ثلاثية مكونه من الاحمر او الرئيس يمثلا الجانب اليمني وممثل الجانب الاماراتي وكذلك السعودي .
ومع ذلك فلولا وجود الرئيس هادي لما استبقت او حتى سمحت عصابات صنعاء الحاكمة في الشرعية ان تتشكل الجيوش والنخب والاحزمة والالوية الجنوبية .
وايضا وقوف الرئيس وصموده وعدم اعتكافه وخوفه ورفضه التوقيع على تسليم مقاليد الحكم للحوثيين في قلب صنعاء كان عامل حاسم لانهاك قوى الشمال وضربها حتى اللحظة .
ومع ذلك اذا غدا تم استبعاده وتعيين الاحمر او حتى رئيس موالي للانتقالي فهل ستستمر المناكفات حول الرئيس هادي بين الفرقاء الجنوبيين .
مع ايماني بانه ان تم تعيين الاحمر رئيسا عندها سينضم القادة الجنوبيين في شقره وغيرها الى القوات المسلحة الجنوبية تحت قيادة المجلس الانتقالي .
ومعنى ذلك ان علينا ان نسمو ونرتفع بحجم قضيتنا واهداف شعبنا الذي ضحى بعشرات الالاف من الشهداء في سبيل استعادة دولته .
كما ان الرئيس هادي لم يكن صاحب قرار المعركة في شقره .
والمتتبع للتصريحات سيدرك ان الرباعية قد قررت مواجهة الارهاب وتجمع ادواته في شقره .
الحرب جنوبية عربية -يمنية . وبعض الجنوبيين بعد اشتداد المعارك ومعرفة اهدافها سيتخلون عن شقره وسينضم ما تبقى منهم لقواتنا الجنوبية .
لان من يقود المعارك في العمق .هم اهل الارض .حيدره السيد وعبداللطيف السيد وامين قاسم المارمي ومازن الجنيدي وصالح عيدروس الجفري وباعش ومن يسرح ويمشط جبال شقره والكلاسي ورمال سلا هم هؤلاء وضباطهم وجنودهم مع اخوتهم من قوات الدعم والاسناد والاحزمة
كتيبة بن معيلي واجهه .لكن المعسكرات المخفية وبياعين الخضرة والنازحين هم جيش الحوثيين والاحمر المنتظرين لساعة الصفر .فقط شاهدوا النازحين في مدن زنجبار وبأجدار وكل مناطق ابين ومدن الجنوب.
توافقت اهدافنا الجنوبية مع اهداف المجتمع الدولي والاقليم العربي ..100%
مهما كان هناك تباين بيننا ابناء الجنوب .لا يعقل ان نقبل على ارضنا شخص هارب وتارك ارضه ومدينته وقبيلته لذل الحوثي .ويأتي ليهدد بدخول عدن غازي .لا يعقل ان يسمح له اي جنوبي .
اذا هل من المعقول ان يتم ضرب قادة في ما يسمى بالجيش الوطني من قبل الطيران الامريكي واميركا العضو الاهم في الرباعية التي تتحكم بالقرار اليمني .
الا اذا كان الرئيس موافق .
ونحن نعلم ان هادي ليس بذاك الرجل الذي سيصمت وهو غير مقتنع.
مسالة وجود قادة عسكريين من ابين وشبوه في شقره .
هذا سببه التراكمات السابقة التي للأسف لم يستطع قادة المجلس الانتقالي احتوائها .
لكن هذا لا يعني ان اسلم الجنوب لباب اليمن واسحب شعبه عنوه للعبودية من جديد بسبب عدم اتفاقي كجنوبي مع قادة المجلس في رسم خارطة طريق كاملة وامينة .
المجلس الانتقالي جاء بعد نضالات عشرات السنين وفوضه اغلبية شعب الجنوب .
واللجنة التنسيقية وانا كنت عضوا فيها نجحت واكملت اعمالها وانبثق منها اللجنة الفنية بمحضر ومهمة الفنية كانت لوضع اللمسات والمسميات للمؤسسات والافراد والكيان فقط وهذا الانجاز الكبير لا يعطي الحق لأي انسان ذو ضمير وحر ان ينسف هذا الكيان بسبب اخطاء نعترف بها وممكن اصلاحها بسهولة.
هل تهد المبنى كاملا لأنك اختلفت مع المقاول الذي انشاه على لون الغرف وحوض الحمام هل عربي او افرنجي ؟
وللعلم اللجنة التنسيقية نجحت لان الحصار الخليجي والدولي على ابناء الجنوب كان قد رفع وتم اعطاء الضوء الاخضر لتشكيل كيان جامع يمثلهم .
بينما في المؤتمر الجامع وقبله كان التعطيل في اللحظات الاخيرة يأتي من الاقليم بشهادة قادة الجامع.
ومن يطلع على ادبيات التنسيقية سيجد انها قد اخذت من كل ما سبق من مؤتمرات ولقاءات واهمها الجامع .
لذا لا داعي ان نجعل هذه النقطة نقطة مناكفات وانسداد للنقاشات .
مسالة الاختيارات كان هناك شبه اجماع بان يتم اختيار اربعة طرق لاختيار الافراد في الكيان وتم استبعاد ثلاثة طرق وابقاء الطريقة الاخيرة بسبب الحرب على القاعدة وقوات صنعاء وصعوبة العمل بصندوق الانتخابات في زمن الحروب.
فتم التعيين النسبي .وهي الطريقة المتبعة في مثل هذه الحالات بكل التجارب الدولية السابقة .وهناك محضر تم توقيعه في حينها حول هذه النقطة.
ما ينقص الجنوبيين الفرقاء انهم ينظروا لأفعال بعضهم بعض ولا يرفعوا نظرهم لأفعال ومكايد العدو الرئيسي .
فمثلا هل باستطاعة القادة الجنوبيين في شقره ان يفعلوا نفس افعال جيوش الاحمر مع قوات صنعاء حين بأخذوا السلاح والاموال من التحالف والتقدم في جبهات مارب ونهم وتسليمه للحوثيين والانسحاب بدون سقوط شهيد او جريح واحد خلال خمسة اعوام .
ايضا من جهة اخرى هل يستطيع قادة التشكيلات الامنية والعسكرية في عدن استبعاد الضم المناطقي لتشكيلاتهم وضم جنود وضباط الوية الحماية الرئاسية والذين غالبيتهم من ابناء ومقاومة عدن الى تشكيلاتهم بأسرع وقت .
اذا فعلوها فعندها نستطيع ان نقول باننا رجال دولة وان سفينة الجنوب قد رست في البر الامن .
لاحظنا حين بدا الحوار في جده . نجد ان السعودية ومن خلفها الرباعية تسهل لجيش مارب الارهابي التمدد في شبوه وابين لابتزاز مجلسنا الانتقالي سياسيا .
السلاح من التحالف والدعم السياسي منهم .ونصف الجنوب محتل .
حقيقة وهي ان وحدتنا الوطنية الجنوبية هي الحل وهي من ستجبر ليس فقط دول التحالف بل ودول العالم على احترام خياراتنا السياسية والوطنية. بل وستساعد دول التحالف بطرح اي خيار على الرباعية والدول العظمى .
والعكس وضع العوائق امام اهداف شعبنا وممثلة المجلس الانتقالي قد يجعل الرباعية وبالذات السعودية ان تختار طريق الاستمرار في التمسك بحلفائها التاريخيين من قادة عصابات الهضبة الزيدية .
-نجح مشروع انتصارنا التسامح والتصالح حين كشرت ادوات الاحتلال عن انيابها فكنا جميعا تحت الضغط المتساوي وانتصرنا مجتمعين وحررنا بلادنا الجنوب.
بعد التحرير تم الفرز والاقصاء بطريقة مناطقية .فبعض الوية ومناصب الشرعية مثل الوية الحماية الرئاسية استفادت منها مناطق معينة .
وايضا التشكيلات الحديثة للأسف قادتها كرد فعل جعلوها لمناطق معينة مثل الاحزمة في عدن والوية العمالقة والامن العام .
بمعنى ان قادة الالوية والتشكيلات الجنوبيين قادة مناطقيين وهم سبب المأساة التي تكرر نفسها منذ عام تسعين.
ولكي نستعيد وهج مشروع انتصارنا خلف المجلس الانتقالي .لا تنفع المجاملات .
بل العمل على الواقع.
ضم جنود وضباط الوية الحماية الرئاسية الجنوبيين وغربلة الاحزمة والالوية الجنوبية لتمثل الوحدة الوطنية الجنوبية وخاصة في عدن واعطاء الاولوية لا بناء عدن المؤمنين باستعادة الجنوب وببرنامج ومشروع المجلس لان عدن هي الحاضنة الأولى .
م. جمال باهرمز