د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الشعب اليمني يموت على أيدي أبنائه !!

انه الشعب اليمني يا ساده الذي عقه البعض من أبنائه نؤكد على " البعض " حتى لا نظلم الجميع ويتساوى المجرم والضحية!!
فالمجرمون هم القلة والمظلومين هم الغالبية !!
نعم ظلمه أبناؤه وأغرقوه في الحروب والفتن وشيطنوه في نظر العالم ووصموه بالشر والعدوانية والجريمة وجعلوه يفوق المغول عدوانية وأكثر شعوب العرب تخلفا وهمجية !! .
جعلوا منه شعبا يعشق الدماء والقتل ونشروا الكراهية والفتن في صفوفه ويتظاهرون بالصلاح والتقوى ويحفرون جباههم حتى يبدو السجود بارز عليها 
وحتى نضع النقاط على الحروف نقول إنهم الحوثيون والإصلاحيون لا أصلح الله لهم عمل وخاب مسعاهم ورد الله كيدهم في نحورهم وهم من رهن مصالح الشعب اليمني بأسره في أيدي ملالي قم.. والحالمين بالخلافة في اسطنبول التي أفل نجمها ودفنت مع الرجل المريض ..والمتحالفين مع قطر التي لا تكاد ترى على الخريطة وعلا صوتها في هذا الزمن الردي. !! 
قد يسألني سائل : لماذا أقول هذا الكلام ؟؟ ألا يكفي ما يعانيه اليمن من مظالم ؟!!
وأرد بالقول لقد تلقيت رسالة من قريب لي في عدن تضمنت شكوى مريرة وصلته تقطر ألما فجرت غضبي ونكأت جراحاتي لما وصل إليه الحال في اليمن ..وقد وقفت أراجع نفسي وأقيم ما كتبت وأقول :انه لا يجوز التعميم على الجميع ويكفي اليمن ما تجرع من محن ..ويكفيه ما لحق به من مظالم على أيدي أبنائه قبل أن يظلمه الغير ...ولعل أكثرها مرارة وإجحافا بحقه السخرية من مآسيه وممن ؟
ليس من أبنائه وحدهم بل من العالم كله ومنها هذه الرسالة التي تقول : "لا تسخروا من اليمنيين "!!؟؟ جاء فيها :
لا تقسوا على اليمنيين وتقولوا: إنهم مستهترين وغير مبالين بجائحة كورونا
نعم يخرج الكثير من اليمنيين يومياً إلى الأسواق ويدخلون في الزحام غير لابسين الكمامات لكن ذلك ليس من جهلهم بل من قسوة الحياة عليهم!!
 فاليمني يخرج وهو يعرف أن الخطر يحيط به من كل جانب لكنه يأبى أن يرى أطفاله ومن يعول يتضورون جوعاً!!
شعوب العالم التزمت وجلست في البيوت لكن لديهم حكومات ولدى كل شعب رئيس يخاف عليه ويحرص عليه بل إن الحكومات وفرت جميع الاحتياجات اللازمة للمواطنين من أجل البقاء في منازلهم!!
وتقطر الكلمات وجعا وقهرا وتقول :
قبل أن تسخروا من هذا الشعب وتنشروا صورا مفبركة من أجل إضحاك الناس فكروا قبل سخريتكم وتأملوا جيداً وستعرفون أن هذا الشعب منذ أكثر من خمس سنوات يعيش بلا دولة وبلا مرتبات وبلا مؤسسات ونحن الشعب الوحيد في العالم الذي يعيش هذا الفراغ ومع ذلك ما يزال متماسكا.
أرجوكم لا تسخروا من ذاك المواطن البسيط الذي يكد ساعات طويلة ليُشبع بطون من يعولهم واستمروا في توعيتكم بعيداً عن الاستهتار والسخرية والضحك على البسطاء فما خرجوا والله من بيوتهم إلا للحاجة وما ارتدوا الكمامات إلا لأنهم لم يجدوها في الصيدليات وإن وجدت فهي غالية الثمن وبقيمتها سيشبع أسرته ربما ليوم كامل!!!
ويختم كلامه بالقول :سنتجاوز هذه المحنة ولن يخذلنا الله لأنه وحده من يعرف حالنا!!!
وأقول :
إنها مأساة شعب واحد شمالا وجنوبا تقتله الحروب والأوبئة والمجاعات لديه حكومتين وجيشين وأكثر من عشرين حزبا ومليشيات وبرلمانين ودواعش وقوارش وإخوان وقاعدة ومرتزقة تحت الطلب تسرح وتمرح تقتل حسب التسعيرة والبورصة !!  
إنها مأساة شعب عربي عريق كان له إسهام في الحضارة الإنسانية وكان طوال قرون ممسك بأعناق البحار ومضايقها ويسيطر على الملاحة و مهيمن على تجارة العالم القديم من الصين شرقا حتى البحر المتوسط غربا ..وبنا السدود والقصور وعانق المجد وغزا وسبا وساد وجال وصال في ربوع الأرض ...وكان له مكانة ورفعة في الجاهلية وسبق في الإسلام ولكن الأصول اختلطت بالدخلاء واختلط الحابل بالنابل وأصبح الوضيع شريفا والدخيل والهجين واللقيط هم في الصدارة وأصحاب الدار والمقام عند الأبواب!!
لقد قام الدخلاء والعملاء وسلالة المجوس والسجون والأجرام بزرع الفتن ليهيمنوا على مقدراته ..لقد كنا شعب واحد في دولتين نحب بعضنا بعضا وجاء هؤلاء وتسللوا بيننا وقسمونا ومزقونا ولكن أصوات الشرفاء من أبناء وبنات الشمال والجنوب قد بدأت تعلو وترتفع في الآونة الأخيرة بعد أن أدركوا أن المظالم قد عمت الشعب اليمني كله شمالا وجنوبا وتمكن هؤلاء الدخلاء الأوغاد من ضرب النسيج اليمني الواحد ولكن نقول لهم "هيهات" !!
لقد حانت ساعة الحقيقة وحان الوقت لنقول للعالم كله وأن نثبت ما نقول: أننا أصل العرب ونلتحق بركب إخوتنا العرب في الجزيرة العربية الخليج العربي وأننا جزء لا يتجزأ منهم ونعاهدهم على ما عاهد أجدادنا وإن لم نفعل علينا خلع العمائم والخناجر اليمانية وعند ذلك سيلبسنا العار والشنار وإذا حدث ذلك لا يحق لنا القول أننا أصل العرب!!
د.علوي عمر بن فريد