مروان هائل يكتب:
طاهش الهضبة هادئ في صنعاء هائج في عدن
يعتبر اسلوب التخويف في سياسة الدولة عنصرًا قياسيًا وأداة ملائمة يمكن استخدامها في مناطق مخصصة وحسب الحاجة ، لكن السير وراء هذه السياسة قد يتحول إلى شلل مدمر أو إلى سياسة يديرها هذا الشلل .
حملات التخويف السياسي والعسكري في اليمن اكثريتها تمارس ضد الجنوبيين ، والان زادت حدة هذه الحملات ، لان شلة الهضبة قلقة جدا من فشلها وانحسار قبضتها في الجنوب ومن رغبة الجنوبيين القوية في فك الارتباط ، بينما في الشمال شلة الهضبة غير قلقة من ضعف عضلاتها الواضح ، لان حالة الخوف المجتمعي هناك قوية و مستقرة ، بسبب طبيعة القبول والخضوع المعيبة والمتفشية في مختلف الطبقات الاجتماعية الغير منتمية لشلة الهضبة التي تمتلك ثروة من الخبرة في سياسة الإذلال العام ومستمرة فيها منذ الامامة وحتى الان .
الدولة الحديثة تعمل جاهدة للحد من الخوف الإنساني لمواطنيها إلا في دولة الوحدة المستنسخة من نظام الجمهورية العرية اليمنية ، فقد جعلت سياسة التخويف وتهديد أمن المواطن شرط اساسي لبقاء الوحدة والدولة و استخدمت من اجل ذلك نوعان من التخويف السياسي ، الاول ثابت ويستند على التهديد المباشر بالجيش و التهديد باجتياح المدن والقرى بحشود من الجهلة والمغيبين , والثاني متحرك وغير مباشر وحسب الوضع والطلب ويشمل الفتاوى الدينية التكفيرية ، التخوين والاتهام بالعمالة ، التلويح بورقة داعش والقاعدة ، اعاقة صرف الرواتب والمعاشات ، تخريب المجاري وقطع الطرقات و الكهرباء والماء والتلاعب بأسعار البترول والغاز .
اليوم هناك حملة كبيرة بأسلوب التخويف السياسي والعسكري ضد الجنوب ، حملة منظمة ومنسقة تم رصد امكانيات عسكرية ومادية وبشرية ضخمة لها ، والسبب هو اعلان الادارة الذاتية الجنوبية الذي اوضح بشجاعة وصدق ان زمن شلة الهضبة انتهى في الجنوب ، و بأن دولة الوحدة لم تعد قادرة على الوفاء بوعودها ، وبأن المعايير القديمة للسلوك السياسي والامني والهياكل المؤسسية في الجنوب فاشلة وخطره قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم القدرة على التنبؤ بنتائجها .
التهديدات والحملة الاعلامية والعسكرية الشرسة التي يقودها حزب الاصلاح باسم الشرعية هدفها إرباك المشهد الجنوبي من سقطرى حتى عدن وضرب الجنوبيين بينهم البين ، والسؤال هو لماذا قيادات وانصار هذا الحزب لا تحول واجهة هذه الحملة و التهديدات لتحرير ولو شبر من ارضها وبيوتها المغتصبة في الشمال بدلا من تهديد الجنوب ؟ ، خاصة وان عفاش والحوثي قد سبقوهم ولم يستطيعوا الصمود في عدن اكثر من 3 اسابيع وامام شباب جنوبي خالص لم يكن يحمل سوى قطعة كلاشينكوف واحدة لكل خمسة افراد وراية جنوبية واحدة وانتصروا .
مشكلة الجنوب هي ثرواته التي تسيل لها اللعاب وارض يسكنها شعب لا يحب رفع الراية البيضاء و انطلق في مرحلة استراتيجية البناء الذاتي و الاستعداد للتغيير