د. علي الخلاقي يكتب:
أسطورة “قُمْع الناعية ” !
القُمع في لهجة يافع هي الصخرة الكبيرة. ومن بين المعتقدات والأساطير التي تتردد حكايتها في ذاكرة اليافعيين، صخرة غريبة عجيبة في شكلها، في أحد أشعاب بني علسي من الموسطة في يافع يطلقون عليها اسم ” قمع الناعيه “!!
ومن يتأمل في صورة هذا ” القمع ” من زواياه المختلفة يشعر وكأنه يقف أمام لوحة معبرة نحتها فنان مبدع، حيث تبدو تلك الصخرة الناعية أشبه بامرأة تحمل على كاهلها حملاً ثقيلا وما برحت تحمله منذ أزمنة قديمة. وتتداول الكثير من الحكايات من قبل كبار السن عن ” قمع الناعية”. فهناك من يقول أنها في الأصل امرأة كانت تسير في موكب زفافها مع (الشواعة) واختفت فجأة في هذا المكان فلم يعثروا عليها ووجدوا هذا القمع الذي سمعوا منه أنين بكاء ودوي صراخ فاعتقدوا أنها هي (الناعية).
وهناك من يقول أن شخص كالل، أي لا أولاد له، اسمه (السميطي) وكانت لديه ثروة كبيرة من الأموال والحبوب والممتلكات، وحين مات أخفى الناس خبر وفاته، وتقاسموا كل ممتلكاته، وذات يوم سُمع صوت جنيِّة تصيح بصوت عالٍ تقول: يافع مجانيه وامهم مجنونه مات السميطي لا متى تخفونه” وتكرر صراخها لأيام من ذلك الصوت المنبعث من تلك الصخرة ، فأطلقوا عليها (قُمْع الناعية).
وقريب من ذلك ما أورده صديقي الباحث فضل الجثام ، يقول:
إن امرأة في غابر العهود هرولت إلى صخرة عالية وأخذت تنوح وتنتحب على عزيز فقدته منذ سنين ولكن الناس لم يعلموا بخبر الموت إلا تلك الساعة التي سمعوا فيها نواح تلك المرأة، فأطلقوا على تلكم الصخرة (حيد الناعية). ومما يذكر أنها كانت وهي تنعي مصابها تردد أشعاراً منها:
يافع مجانين وامهم مجنونة
لا اتعالموا حد بيتوا يأزونه
يافع مجانين وأمهم مجنونة
والموت سرمد عندهم يخفونه
فهل من يضيف أو يوضح شيئاً عن هذه الأسطورة؟..