د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

قراءة في المشهد اليمني !!

عندما فر الرئيس هادي في جنح الظلام وخرج بأعجوبة من صنعاء إلى عدن كانت العيون والبنادق تترصده ثم هرب من عدن برا متخفيا إلى أبين فشبوه فحضرموت فالمهرة إلى أن وصل عمان ثم سافر جوا إلى الرياض عاصمة العروبة وطلب اللجوء فيها وفتحت له ذراعيها وآوته ونصرته ولحقه باقي مكونات ما تسمى (الشرعية ) وبذلت المملكة الغالي والنفيس لإعادة الشرعية ولكن مكوناتها المتباينة والمهلهلة طابت لها حياة الفنادق والراحة والاسترخاء في الرياض والكل يعرف مسلسلاتهم الدرامية وتوزيع مشاهدها وتقاسم أدوارها منذ خمس سنوات ولازالت تعرضها على المسرح السياسي اليمني حتى مل منها المواطن اليمني والعربي.

- بذل التحالف جهودا جبارة لإنقاذ اتفاق الرياض الأخير فيما تلوح بعض القيادات السياسية وجوقتها الإعلامية التابعة للشرعية بإطلاق صفاراتها ومزاميرها وطبولها مبشرة بفتح الباب على مصراعيه للتدخل التركي في الشأن اليمني كرد فعل للتقارب بين السعودية والانتقالي.

- غضب التيار الاخواني داخل الشرعية والمدعوم من قطر وتركيا في ظل أحلام اليقظة التي يعيشونها بأن تظل محافظات الجنوب شبوة وحضرموت الغنيتان بالنفط في قبضتهم ويتحكمون فيها.


- الموقف العسكري الميداني في شقرة لازال اللاعبون يتعادلون في النقاط ولم يحقق أي طرف أي انتصار حاسم ونهائي على خصمه والمؤسف أن أبناء الجنوب سواء منهم في الشرعية أو الانتقالي هم في فوهة المدفع فيما تتخندق باقي القوات الشمالية خلف أجسادهم وتتخذ منهم دروعا بشرية.

- يواجه المجلس الانتقالي ظروف صعبة إن لم تكن أشبه بالمستحيلة في تحقيق أهدافها المطلوبة ليس في جبهات القتال فحسب بل في مجال الخدمات العامة وتدهورها وما يواجه من ضغوط رهيبة لتوفير الخدمات الأساسية لسكان عدن وهو في حالة حرب شاملة.

- الرياض لازالت تسعى بقوة لحمل الأطراف على تنفيذ اتفاق الرياض في ظل رفض مطلق لملحق الاتفاق الذي يتضمن تسمية لرئيس الحكومة الجديدة الشرعية وقد ذكر السيد جباري مستشار الرئيس هادي إلى انسحابه ونائبه من المشهد اليمني السياسي المذل كما سماه.

- التيار الموالي لقطر والمكون من احمد الميسري والجبواني يتجهان إلى المهرة للدفع بالأمور إلى حافة الهاوية والتصعيد للتخفيف على مليشيات الحوثي وتمهيد الطريق لدخول أطراف أخرى مثل تركيا في الملف اليمني بعد أن أصبحت المهرة الحديقة الخلفية لقطر وتركيا وإعلان صفارة بدء المباراة دون حكم ولا جمهور.

- تعالت أصوات الإخوان في كل زاوية تأييدا وتمهيدا للتدخل التركي من بعض الأصوات الاخوانية النشاز مثل الكويتي ناصر الدويله الذي عبر عن رأيه صراحة بأن تمنح تركيا قاعدة في سقطرى لضبط الأمن في الصومال وبحر العرب وهو بهذا أشبه" بمن لا يملك الشيء ويهبه لمن لا يستحق" دون حياء او خجل.

- وقد علق الإعلامي اليمني كامل الخوداني على تغريده الدويلة بالقول : جماعة الإخوان أرادوا التحالف حصان طروادة لتسلميهم حكم اليمن وإرسال مفاتيح صنعاء لاردوغان باسم إعادة الشرعية)
- وقد ذكرت صحيفة (العرب) أن اتساع دائرة النشاط التركي في اليمن من خلال زيارة ضباط استخبارات أتراك للمناطق المحررة تحت لافتة المنظمات الإنسانية بما في ذلك سقطرى عقب الزيارة السرية التي قام بها محافظها السابق محروس.

- ويمكن القول أن انقسام حكومة الشرعية إزاء ما يحدث بالسر والعلن ما هو إلا لذر الرماد في العيون وهم في الحقيقة يتقاسمون الأدوار مناصفة بكل مشاهدها الدرامية التمثيلية في وقت واحد ويدعون أنهم على خلافات وهم يكذبون والدليل على ذلك تواجد قيادات الإخوان الهامة في تركيا وتجاهر علنا بإسقاط الحاضر على ماضي (الخلافة الإسلامية) وتتخذ منها شعارا للتدخل في اليمن.

- وأخيرا نقول لحزب الإصلاح رأس الحية في اليمن لقد انكشفت ألاعيبكم ومخططاتكم ولم تعد خافية على احد والأدهى والأمر أنكم لم تتعلموا من دروس التاريخ وان من تحاولون تثبيت عمامته للخلافة من جديد ووضعها على رأسه لازالت في متحف اسطنبول اكبر من مقاسه وحجم رأسه وقد أكل عليها الدهر وشرب ونام فكفوا عن أحلامكم يا فقهاء السلطان والمدلسين على المنابر بالزور والبهتان وارفعوا أيديكم عن اليمن الذي سيبقى عروبي الأصل ولن تفلحوا في تزوير هويته والله غالب على أمره وعلى الباغي تدور الدوائر.

د.علوي عمر بن فريد