توفيق جزوليت يكتب:
حذار...حضانة جائحة كرونا
حذار...حضانة جائحة كرونا قد تنتهي
خلال الأيام المقبلة، ليرتفع عدد المصابين في جنوب اليمن و خصوصا في عدنً.
المعركة ضد هذا الوباء القاتل لا تزال في بدايتها، الوضع كارثي يتطلب المزيد من التوعية، و التكاتف والتآزر بين الكادر الطبي و المجتمع المدني
أريد لهذا المقال أن يكون له بعد إنساني محض،بعيدا كل البعد عن السياسة بتعقيداتها ومآسيها...ولعل الحافز الذي دفعني أن أدلو بدلوي في موضوع في غاية الخطورة على صحة و حياة الجنوبيين لا يعدو أن يكون إلا ذلك الفيديو المؤثر الذي قامت د.زهى السعدي (مقيمة عناية مركزه في مستشفى الامل للعزل الوبائي في عدن) تلقائيا ، وعن إدراك و معرفة و ممارسة و خوف أصابها نتيجة ظاهرة اللامبالات التي عمت بعض الأوساط الشعبية في جنوب اليمن، بتسجيله و نشره.
و يمكن اختزال خطورة الوضع الصحي و الطبي في جنوب اليمن في العوامل و الإعتبارات التالية :
-الوضع في عدن كارثي بجميع المقاييس اجتماعيا و خدماتيا و صحيا، فالمستشفيات مكتظة بالمرضى و الجرحى، ناهيك عن عدد من الاطباء الأحراروالمخلصين الذي التحقوا بالرفيق الاعلى نتيجة إصابتهم بالوباء أثناء ممارسة عملهم.
- عدم تلبية النداءات المستمرة إلى المنظمات الطبية العالمية لدعم مساعي الفريق الطبي اليمني الجنوبي من خلال إرسال أطباء لمعالجة الأوبئة،للحد من انتشارها و حصد أرواح المواطنين.
-مع بداية ظهور جائحةكرونافي الأراضي الجنوبية
ظهر فريق طبي من منظمة الصحة العالمية ، ثم اختفى، حالياهناك تواجد فقط لأطباء بدون حدود الذين يديرون مركز الأمل للعزل الوبائي في عدن، و هوالمركز الوحيد لاستقبال حالات الإصابة بكورونا
-انعدام الحد الأدنى من البنية التحتية الصحية، و معدات التشخيص لمواجهة هذا الوباءالمميت ،يضيف الطين بلة على الوضع الصحي المتردي نتيجة وبائي الضنك و الملاريا
-الإعداد المسجلة في مركز الترصد وأقسام العزل والحجرلاتمت للحقيقة بصلة والواقع ان اعداد المصابين قد تكون بالآلاف، يصاب بعضهم بأعراض طفيفة ...ونظرًا لوجود حميات بعضها تحمل نفس او بعض أعراض كورونا يعتقد البعض بانها مكرفس او حمى ضنك والبعض يعاني من أعراض إنفلونزا عادية وبسيطة والبعض لا تظهر عليه اي أعراض مطلقا
- عدم تحسين الخدمات لأهل عدن من كهرباء و مياه ، و عدم دفع الرواتب مما يضعف قدرتهم على مواجهة الصعاب و يحطم من معنوياتهم
- عدم توفير الظروف الموضوعية لحماية الفريق الطبي من أطباء و ممرضين و كوادر طبية لكي تمارس عملها بالشكل المطلوب
-
الدكتورة زهى من الجيل الجديد من الأطباء المفعمين بالإخلاص و التفاني، و هي بالتالي نموذج للمواطنة الجنوبية الصادقة والواعية بأهمية مهنتها في الظرف الصحي الدقيق لوطنها......تحية و تقدير و إجلال للكوادر الطبية التي تواجه هذا الوباء بإصرار و عزيمة بإمكانيات في حدها الأدنى
في غياب إدارة تتحمل أعباء المواطنين يظل المزيد من التعاون و التكاتف بين الكوادر الطبية الجنوبية و المجتمع المدني ضرورة قصوى بهدف الرفع من مستوى الوعي و الإلتز ام بنصائح الأطباء المتخصصين و تعليماتهم
توفيق جزوليت