فهد ديباجي يكتب:
أزمات إيران تتفاقم وتتوسع
مع استمرار التهديدات الإيرانية المتوالية لأمن المنطقة، والتي ظهرت مؤخرا عبر وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان الذي أطلق تهديدا خطيرا للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، حيث ذكر بأن الخليج غير آمن لجميع دول المنطقة، وليست هذه التصريحات إلا امتداد لأزمات مرشدهم الأعلى علي خامنئي، بعدما أعاد إطلاق التهديدات العنترية بشأن طرد الأمريكيين من العراق وسوريا، والتي اعتبرها الكثير حتى من الإيرانيين أنفسهم، بأنها تأتي ضمن إطار امتصاص الغضب الشعبي لا غير، ومحاولة لتشتيت الأنظار عن عمق الأزمة الداخلية التي تعيشها بلاده.
الباحث في الشأن الإيراني يجد أنه حتى مع حدة أزمة كورونا وتأثيراتها، لم يخل المشهد السياسي داخل إيران من صراعات حزبية، وأن التيار الأصولي "المحافظين" المهيمن على أغلب مقاعد البرلمان، قد بدأ صراعه مبكرا للتنافس على كرسي رئاسته رغم أنه لايزال هناك وقتا كبيرا أمام افتتاح الدورة البرلمانية، إلا أنهم منشغلون بالتنافس والانقسام والتحزب، مما يضمن استمرار أزمات إيران الداخلية والخارجية معا، وتأثيرها على المنطقة.
كما أن علي لاريجاني رئيس البرلمان السابق قد يكون هو الرئيس المقبل مع اشتداد معركة خلافة المرشد المقبل، والتي مازالت أمرا غامضا، ما بين تعيين إبن خامنئي، أو إبراهيم رئیسي الذي يملك نفوذ عند المرشد وقادة الحرس، وهو ما ينذر باستمرار الأزمات، وبقاء الشعب الإيراني المغلوب على أمره تحت وطأة الأزمات التي يفتعلها النظام وسياساته العدوانية الشريرة تجاه جيرانه والعالم .
لا شك أن إيران تعيش أزمات داخلية، حيث أنها تتفاقم يوميا وتتوسع، ورغم عمقها إلا أن النظام يحاول الهروب منها بالتصريحات، وتصدير بعضها لدول الجوار.
لا شك أن إيران تعيش أزمات داخلية، حيث أنها تتفاقم يوميا وتتوسع، ورغم عمقها إلا أن النظام يحاول الهروب منها بالتصريحات، وتصدير بعضها لدول الجوار، ثم بترتيب أوراقه الإقليمية، والتي تعمقت أكثر منذ بدء تطبيق العقوبات الأمريكية الصارمة، وتفشي فيروس كورونا وظهور الموجة الثانية من الوباء والتعامل الباهت والبطيء، والاستجابة الفاشلة في إدارة الأزمة للحد من خطر الوباء، والذي أثار الغضب والانتقادات حول قدرة رجال الدين على حكم البلاد، وفقدانه لأهم محرك لأنشطة بلاده الشيطانية، والإرهابية في المنطقة "قاسم سليماني" الرمز الوطني والبطل القومي الذي انتهى، ولم يجدوا حتى الآن شخصا يملأ الفراغ الذي تركه.
بالإضافة إلى سقوط العملة بعدما وصل سعر الصرف مقابل الدولار إلى ١٧٠٠٠ تومان، وأزمة المليشيات في العراق في ظل الحكومة الجديدة التي تسعى إلى تقنينها والحد من سلطتها وخطرها، ثم وضع حزب الله في لبنان على لائحة الإرهاب الألمانية، والانحسار في سوريا والهوان في اليمن، وكذلك مع استمرار خروج المظاهرات الشعبية من وقت لآخر.
الشعب الإيراني يعيش أزمةً حقيقة بوجود هذا النظام الديكتاتوري، وأوضاعا اقتصادية لا يحسدون عليها، وتزايد الفساد في كافة المجالات، والبطالة وتسريح الكثير من الأيدي العاملة، والغلاء الذي يفاقم المعيشة .إلا أن تفشى وباء كورونا وعجز النظام الصحي وحصده يوميا لمئات الأرواح "زاد الطين بِلّة".، ليبقى السؤال الأهم: كيف سيخرج النظام من أزمته التي يعتبر هو نفسه جزءا منها ؟، وكيف سيتعامل مع الموقف الحالي؟ وأسئلة كثيرة تتوالى وقد تكون إجاباتها في طهران قريبا.