علي ثابت القضيبي يكتب:
عندما نَئِن من الإرهاب!
أخرج الحاوي ثعابينه من جرابه ثانيةً، فقد اغتيل الإعلامي الجنوبي نبيل القعيطي الأسبوع الفارط، وهذا يرسل لنا رسالة بأنّ يد الإرهاب ما انفكت طليقة وتغتال، ما يعني أن علينا إعادة تفعيل أمننا وبشكلٍ مكثف، كما وبالضرورة مشاركة الجهد الشعبي الأمني في الأحياء السكنية، لأنّ الإرهاب فِعلهُ خفي وغالبا في الظلمة، ثم أنه زئبقي التكوين أيضاً.
اغتيال الإعلامي القعيطي هي ردّة فعلٍ على الانكسارات الإخونجية الموجعة في شقرة/ أبين، فهو شارك إعلامياً بنجاحٍ في تلك البقاع، وفضح حجم الألم الذي تجرّعه الإخونج هناك، فكان لا بد من إخراسه، وفي هذا رسالة موجعة لجنوبنا، ولا أستبعد هنا ضلوع الطرف الخارجي المُمسك بكنترول الأحداث هنا من وراء الحدود، فالإرهاب يتحرّك بإيعاز وتمويل منظومة جهنمية يحركُ خيوطها كبار اللاعبين في المنطقة عموماً.
جنوبنا يعيش حالة حرب مُستعرة حقاً، وهي بالمدفعية والرشاشات في الجبهات والإرهاب بخلاياه وتعطيل الخدمات في الداخل، لذلك من المهم لنا إعادة توجيه الضّربة ثانية للإرهاب، خصوصاً وقد عاد الى التكشير عن أنيابه وبشراسة، وهذا من قبيل الضربة الاستباقية، ولأنّ مفاعيل الإرهاب وشخوصه وأوكاره مرصودة غالباً، فلا بد من إحداث الهزة العنيفة في جسدها، ومهما كان الثمن والتّبعات، على الأقلّ لنقول وبصوتٍ عالٍ: لن نصمت إزاء ما يجري لنا.
كما ومن المهم تكتيف وشلّ أدوات الإرهاب ووسائله، وهي غالبا السيارة والدراجة النارية، لأنّ أي مركبةٍ غير مسجّلة ولا مرقمة هي مشروع جريمةٍ، وأيّاً كانت الاعتبارات، لكن من المؤسف أننا نتعاطى بِقدرٍ من اللين وربما الاستخفاف حتى بما يضر بنا.. فقد تمت حملة ملاحقة الدراجات النارية غير المرقمة وفي حملاتٍ مكثفةٍ، وتمّ القضاء عليها تماماً، واختفى معها الإرهاب، وبتراخينا مع هذا الأمر عاد الإرهاب يطل برأسه الإفعواني ثانيةً.
لا ننسى أنّ الغاية هي ضرب جبهتنا الداخلية، وكم في جراب الحاوي بهذا الصدد، ولكن بتراخينا الأمني مع أدوات الإرهاب تسلّل إلينا هذا البعبع ثانيةً، وهو سيوجعنا كثيراً، فاليوم عادت الدراجات النارية والسيارات غير المرقمة تجوبُ شوارعنا بكل حريةٍ، وهذا يعطينا رسالة بضرورة التعامل بحزمٍ مستمر، لأن علينا أن نحرص على كل فردٍ في شعبنا .
رحمك الله وأسكنك جنته أيها البطل المقدام نبيل القعيطي، وبرحيلك على هذه الشاكلة، أتمنى أن تستوعب قيادتنا في الانتقالي أنّ مهمة التعاطي مع الإرهاب هي مهمة تتسم بالديمومة حتى تجف منابعه تماماً، أو يُجتَثّ من جذوره، وهذا لم يحدث عندنا بعد، بل وعادت أدواته تتحرك بحرية، ثم ونحنُ لا زلنا في هذه الوحدة السوداء، فسوف نظل نئن ونئن كثيراً أيضاً.. أليس كذلك؟!