كرم نعمة يكتب:
رجل أعمال بلا مشاكل، ولا ينام!
صحيح أن جميع الفوائد في العالم لن تغيّر مكان العمل إن كان “ساما”، لكن من أين لنا أن نفسر أو نرشد رجل أعمال مستقر ماليا ولا توجد مشاكل في شركته، لكنه لا ينام من القلق!
يعرف هذا الرجل ما يمكن أن ينصحه به الآخرون، ويقول نعم أطلق على نفسي كل الأسئلة المعقولة، لا مشاكل لدي ومستقر عائليا وماليا، إنها شركتي وأنا رب العمل، لا يوجد من يضغط علي، لكن كل تلك الإجابات المطمئنة لا تجعلني أنام.
مثل هذا الرجل يوجد الكثيرون يستيقظون صباحا “إذا ناموا حقا” إما أن يكونوا مثخنين بجراح الكوابيس وإما بهزيمة الجسد أمام الأرق. تلك معضلة إنسانية معاصرة مع تعقد تفاصيل الحياة وصعوبتها وتراجع جودة النوم عما كان معروفا، ليست عصية على التفسير لكن حلولها متأخرة وقد تحدث ضررا. بل إن رجلا آخر يقول “أنظر إلى الوقت الذي لم أكن أنام فيه وأتساءل كيف كنت أعمل”.
لكن الذكاء والمصالح لا يخونان شركات التكنولوجيا لأنها تفكر بشكل دائم في إيجاد الحلول للمشاكل الجمعية التي يعاني منها الناس.
اليوم يتيح تطبيق اسمه “هيدسبيس” لملايين الأشخاص تجريبه من أجل النوم وبالتالي زيادة التركيز الفعال والإنتاجية، لذلك تقدم المئات من الشركات هذا التطبيق مجانا أو مدعوما للعاملين فيها للمحافظة على أدائهم المطلوب في العمل. ذلك ما تختصر تفسيره كورينا ساس، أستاذة التفاعل بين الإنسان والكمبيوتر والصحة الرقمية بقولها “الأشخاص الذين يعانون عدم الراحة عادة ما يصبحون متحمسين لاستكشاف طرق لمعالجة الأمر، والتأمل هو إحداها. بمجرد تجربة فوائد هذه الممارسة، يلتزمون بالاستمرار فيها”.
ووفق إحصائية لشركة “آب آني” منشورة في صحيفة فايننشيال تايمز، أنفق المستهلكون عام 2019 في جميع أنحاء العالم أموالا أكثر بـ130 في المئة من العام الذي قبله على تطبيقات الصحة واللياقة البدنية. ماذا يعني ذلك غير أن النوم لم يعد كما كان هنيئا.
وفكرة تطبيق “هيدسبيس” تستفيد من التاريخ المجرب للتأمل الذي يعتمد على المبادئ البوذية، لمساعدة الأشخاص على تصفية أذهانهم من الأفكار والمشاعر غير المرغوبة وتشجيع عملية التنفس والتركيز معا.
يقول أحد العاملين بشركة تأمين أنزل التطبيق “لم أكن قد سمعت به من قبل، دائما ما كنت أسخر من أشياء كهذه، عندما تكون شابا تقول لنفسك أنا لا أحتاج إلى كل هذا لأشعر بالتحسن”.
وكما يبدو أننا سنجد في هواتفنا الذكية التي هي أساس الأرق والقلق، ما يساعدنا على النوم وتلك متراجحة عصية على القبول عند أغلبنا، إن لم تضف المزيد من القلق!