محمد وليد السبعي يكتب:

الضالع إنتصارات وظروف قاسية..!!

تدور الساعة حول جميع أرقامها ومع دوران هذه العقارب تدور الحياة حول جميع ظروف الضالع، فإن ساءت حياتها في ساعة منها تأملت فعل الخير في الساعة التي تليها فلا شيء يستقر على حاله، فمهما طالت تلك الظروف القاسية ستنقشع غيوم الهم مهما تلبدت سماء الضالع بها، وستشرق شمس يومك يا ضالع مهما طال إنتظارك لها وغدا أجمل.
 وكما تدور عقارب الساعة حول أرقامها لإنتاج ما يسمى بالثواني والدقائق والساعات هكذا هي الحياة تدور حول جميع ظروف الضالع لإنتاج ما يسمى سعادة حزن ألم جراح ظروف قاسية وانتصارات.
الضالع رغم كل ظروفها القاسية والمحن ظلت شامخة كشموخ "دار الحيد"لا تؤثر بها عوامل الظروف التي تمر بها، ففي كل عواصف الحياة من حسرات وآلام بفقدان خيرة الرجال التي كانت من نصيبها قابلت كل تلك الأقدار بصبر واحتساب لكل ماجاء من عند الله، وفي كل منعطف صعب مرت به زاد من ثباتها وإصرارها وجعل منها لوحة فيها رُسمت كل معاني التضحية والفداء التي قدمتها هذه المحافظة في سبيل وطن لا يحميه إلا من عرف معنى الحرية والكرامة.
الضالع فيها الدموع لاتجف ولا تفارق الخدود والقلوب كسراتها تدمي الحجر والأمهات منظرهن يجعل العين تدمع والقلب يحزن من منظر تلك الأم التي أنهكها الرحيل ...رحيل فلذة كبدها الذي رحل وترك أمه وحذافير الدنيا لأجل إعلاء كلمة الله.
في سبيل الدفاع عن الدين والوطن كل مناهج تعليمية تعلمناها في الحياة لم نستفد منها كما استفدنا من منهج الضالع الجهادي فقد أفادنا 
هذا المنهج في معرفة التضحية والفداء بالنفس لأجل دين راسخ وعقيدة ثابتة كثبوت جبال الضالع الشامخة، ففي مدارس الشجعان في الضالع تعلمنا أن الجهاد والتضحية فرض عينٍ وجب على كل رجل تحلى بالشجاعة والإيمان، وفيها أيظاً قد علمنا أنه كلما ولد طفل ثم تربى تحت ظل عزها وشموخها وتحت ظل الروايات التي يحكيها لهم الأجداد عن شجاعة وصمود كل رجل ترعرع ونشأ في أحضانها أصبح هذا الطفل هو الرواية التي سيرويها الأجداد للأجيال التي ستأتي بعدهم ليعلم كل طفل وغلام وشاب مدى شجاعة وصمود وحب كل ضالعي للدين أولا وللوطن ثانيا، فتحت كل كومة من ترابها الطاهر دُفن رحجال كانوا لنا مصابيح منيرة تعلمنا منهم أمور أفادتنا في دنيانا وأمور رسّخناها في أذهاننا في سبيل التضحية والذود بالنفس رخيصة في سبيل الدفاع عن دينٍ ووطن غال.