مسعود أحمد زين يكتب:

الجنوب وجوهر اتفاق الرياض وهدفه الأساسي

1) كراسي الحكومة لا تمثل ولا حتى 5 بالمائة من الثقل  السياسي  المترتب من تفعيل اتفاق الرياض ويترك امر تنفيذه  لحيثيات الظروف التي ستقابله عند التطبيق.

2) للتذكير ولفت نظر من يريد الفهم الاعمق لما يجري من معركة سياسية كبيرة منذ عام تقريبا بكفاءة عالية من طرف الانتقالي :

اولا : رفضت قوى نفوذ نظام صنعاء بجناحها الذي يدير منظومة الشرعية بادوات جنوبية احيانا وادوات حزبية احيانا اخرى، رفضت الاعتراف بالمجلس الانتقالي نهائيا بعد احداث اغسطس 2019 وفشلت دعوة الحوار السعودي وعاد الوفد الانتقالي من جدة..

بعدها وبضغط امريكي مباشر عن طريق مساعدين اثنين لوزير الخارجية الامريكية زارا المنطقة بشكل متتابع ومكثا فترة طويلة في السعودية خضعت الشرعية للضغط وقبلت ادارة السعودية لمفاوضات غير مباشرة لها مع الانتقالي ومكث الفريق الحكومي المفاوض في جدة لهذا الغرض المكون من نائب الرئيس ورئيس الحكومة عدة اسابيع حتى تم انجاز الاتفاق والتوقيع عليه بداية نوفمبر 2019.

ثانيا : اصبح المجلس الانتقالي الجنوبي بموجب توقيع الاتفاق طرف سياسي رسمي و مستقل عن منظومة الجمهورية اليمنية ممثلا للجنوب في اي مفاوضات نهائية.

ثالثا : سعت الشرعية الي تنفيذ الجانب العسكري والامني فقط من الاتفاق وتعطيل الجانب السياسي منه لتقليم قوة الانتقالي العسكرية وبدون اعطائه  اي مكاسب سياسية، وهذا ما رفضه الانتقالي وتعطل التنفيذ للاتفاق 6 اشهر عندها قررت الشرعية ان تحقق اهدافها العسكرية بالحرب المباشرة وفجرت الموقف في شقرة وكانت النتيجة عكسية بفقدان الشرعية لمصداقية الحسم العسكري وتاكيد الثبات والكفاءة العسكرية للقوات الجنوبية.

رابعا : خسرت الشرعية بحرب شقرة الرهان الاقليمي عليها كقوة حسم في الجنوب وزادت بعض تصرفات القيادات الشرعية  في افشاء التشيع التركي لديها الى اعادة تموضع كبيرة لقوات التحالف العربي في الحرب شمالا وجنوبا لمصلحة القوات الجنوبية ولمصلحة قوات العمالقة وطارق في الساحل الغربي.

3) بعد كل تلك الانتكاسات العسكرية للشرعية خلال الستة الاشهر الماضية وبعد تلك الاخطاء السياسية لها في ادارة تحالفاتها الاقليمية.

عادت المفاوضات في الرياض بين طرفين الاول  الانتقالي الذي حقق خلال الفترة بين مفاوضات جدة العام الماضي ومفاوضات الرياض اليوم.. حقق نقاط عسكرية وسياسية ايجابية تحسب له بما فيها فرض الادارة الذاتية في مناطق نفوذه ،

وبين الطرف الثاني الشرعية التي خسرت عسكريا في الجوف ونهم وشقرة وفقدت السيطرة على ارخبيل سقطرى وزاد مستوى الرفض المقاوم لها في ابين وشبوة ووادي حضرموت.

4) هذا التغيير  في ميزان القوة السياسية والعسكرية بين الطرفين ينعكس اليوم في مفاوضات الرياض.. فبعد ان كانت الشرعية بكامل منظومتها ترفض الجلوس المباشر مع الانتقالي  اليوم اصبحت السلطة التشريعية ممثلة برئاسة مجلس النواب للشرعية هي من تدير الحوار بين الانتقالي والحكومة..

وببساطة شديدة اصبح الامر واضحا ان الشرعيةمعترفة و تتعامل اليوم بشكل مباشر مع المجلس الانتقالي بواسطة الخليفة الدستوري لرئيس الجمهورية في حال غيابه ( اي رئاسة مجلس النواب)

5) تم تحقيق هدف الاعتراف الرسمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا للجنوب من خلال الجلوس المباشر معه من هيئات سيادية للجمهورية اليمنية ومن خلال جلوس كل سفراء مجلس الامن الدائمون مع قيادة المجلس الانتقالي....

وكل هذه الممارسات السياسية الرسمية من لقاءات واجتماعات للدول والهيئات المذكورة اعلاه مع قيادة المجلس الانتقالي كانت تناقش الشق الجنوبي فيما يخص اي ترتيبات مرحلية بحسب اتفاق الرياض بما في ذلك الحكومة ومهامها.. اي ان الانتقالي هنا هو الطرف الجنوبي المستقل الذي يتم التعامل معه.

6) بمعنى اسهل كل هذا المارثون السياسي في الرياض منذ اكثر من شهر يجري تحت سقف اتفاق الرياض وهو يمثل تفعيل للاتفاق حسب تعاطي سفراء الدول مع الاطراف بالصفة السياسية التي كسبها كل طرف جنوبا في الاتفاق.

7) تبقى تفاصيل التنفيذ متروكة للظروف التي ستواجهها بالواقع وهي بدون شك لن تكون سهلة على الجميع بحكم تعقيدات المشهد..

لكن تفعيل الاتفاق هو حجر الزاوية للبناء عليها واي نسبة من التنفيذ هي مكسب اضافي....

ولا ازيد.

#ممسعوداحمد_زين