مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
الكهرباء.... امن قومي
الأمن القومي لأي بلد عبارة عن مكونات استراتيجية مترابطة ومتفاعلة و أمن الطاقة عنصر مهم فيها و لا يتجزأ من امن الدولة ، كما ان وأحد من المعايير الرئيسية لفعالية عمل الدولة وقوتها هو قدرتها على توفير الطاقة بشكل مستقر للسكان ، لا نها مسائلة امن قومي للبلاد كالأمن المائي ، الاقتصادي ، الاجتماعي ، السياسي ، العسكري ، البيئي ، المعلومات .
كهرباء عدن في أسوأ حالاتها و موسم صيف جديد على المجلس الانتقالي والتحالف أن يجتازوه بنجاح دون أن ينتظروا غضب المواطنين الذين ترفع حرارة الصيف من لهيب غضبهم تجاه كل من يدير المدينة ومؤسساتها ، كما عليهم ان يدركوا جدياً خطورة ملف الكهرباء الذي يعبث فيه الفساد وايادي خبيثة لأغراض دنيئة .
كل صيف تهل علينا حلول ترقيعية و وعود بملايين الدولارات وبقرب الاكتفاء الذاتي وانفراج الازمة ليتضح لاحقا انها مجرد فرقعات اعلامية يظل بعدها المواطن يعاني من صعوبة الحصول على راحته و قوت يومه البسيط ، بسبب انقطاعات الكهرباء الكثيرة ، التي في كل دول العالم بمثابة أمن قومي تخصص له الدول ميزانيات ضخمة من اجل استقرار هذا القطاع بالذات .
جوهر مشكلة الكهرباء في عدن هو الفساد و سوء الإدارة ، والكل اصبح يدرك ان قطاع الكهرباء من بين القطاعات الأكثر فسادا في المدينة، كما يدرك الكثير ان المواطن ايضا هو احد اركان هذه المشكلة بسبب عدم دفعة لقيمة الاستهلاك ولو بمبالغ رمزية شهرية ، والسؤال هو لماذا لا تدفع اوضاع الكهرباء المتردية المسؤولين في عدن للتحقيق بشكل شفاف مع القائمين عليها لمعرفة السبب ومن المسؤول تدهورها من اجل محاسبته قانونيا ؟ لماذا لا يتم التفاعل من قبل مسؤولي الكهرباء مع هيئات الدولة التي تمارس وظائف الرقابة والإشراف ؟ .
ان الأموال التي انفقت على تحسين كهرباء عدن طيلة الخمس السنوات الماضية كفيلة بأن توفر كهرباء غير متقطعة للجزيرة العربية كافة، فمتى يغلق ملف الفساد في قطاع كهرباء عدن و توفر الطاقة الكهربائية بشكل مستقر لا نها ابسط حقوق المواطن وامن قومي للبلاد .