تخلص من عقدة الماضي الذي زرعها أزلام النظام البائد

من السهل تغيير الأنظمة السياسية فالأنظمة السياسية مجرد هالة على عنق الطبقة الحاكمة ...لكن من الصعب تغيير الأنظمة الثقافية فهذه تحتاج إلى وقت طويل ..

فما تربت عليه الشعوب لن تستطيع أن تتخلص منه في فترة وجيزة من الزمن قد يحتاج ذلك إلى عقود طويلة ربما إنقراض جيل سابق وتربية جيل لاحق على المعارف التي ستدشنها الدولة في أوساط المجتمع ولنا مثاليين حيين لنظامين عربيين كل له تركيبته الثقافية التي لم يستطع النظام الجديد تغييرها...

ففي مصر الدولة ذات النهج الثقافي المتطور الراقي لم يستطع نهج الإخوان المسلمين تغيير التركيبة الثقافية للمجتمع المصري فهوى بهم الشعب المصري إلى الهاوية في غضون عام واحد فقط..

والثاني في شمال اليمن عند تحقيق الوحدة لم يستطع الجنوبيين برغم ثقافتهم الراقية من إحداث إي تغيير في بنية التركيبة القبلية المتخلفة وفي غضون ثلاث سنوات هوى النظام الثقافي للجنوبيين لإستحالة التعايش بين نظامين مختلفين ..

الجيل القديم للجنوبيين لم ينقرض بعد وهذا ما أسس طفرة واقعية بالعودة إلى أسس النظام الثقافي السابق...

النظام الشمالي السابق إنتهى ومازال التخلف الثقافي هو السائد..

والنظام الجنوبي السابق إنتهى ومازال النظام الثقافي سائدا حتى هذه اللحظة...

وتبقى مصر بنظامها وتركيبتها الثقافية التي لن تتغير مهما وجد من نظام...

وهكذا سارت شعوب الخليج العربي من حياة البداوة إلى حياة التمدن والعصرنة الحديثة حتى غزت إحداهم عالم الذرة والفضاء فقد غيرت الإمارات العربية المتحدة الموروث الثقافي القديم إلى مايجابه لغة العصر الحديث ثقافيا ومعرفيا...

واتركوا البكائين على تراثهم وتاريخهم ينحبون أطلاله لن يخرجوا من قمقمهم كلما أرادوا الخروج أعادتهم القبيلة إلى عهد الإمامة..