علي ثابت القضيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):
التعليم .. وعندما نذبح أنفسنا بسكاكيننا !
يقال : ( إذا أردت أن تضرب أو تنهي أمة عليك بتعليمها ) والبقية تأتي طبعاً ، لأن التعليم هو الأساس ، ونحن لم يضربنا أو يفكر في إنهائنا أحد في هذا المحور الحيوي إلا نقابتنا التعليمية ، وبكل أسف هي جنوبية ! وهنا الكارثي .. وحقاً تتحمل السلطة المسؤولية الكاملة في هذه القضية ، ولكنها كما نعرف جميعاً هي سلطة رثة ولامسؤولة ، بل كل مساوئ الأرض فيها ، ولكن ..
* السلطة كما قلنا لاتتحلى بقدر من المسؤولية والأخلاق تجاه مسؤولياتها ، كما لايهمها مطلقا أن يتعلم جيل الجنوب أو لايتعلم ، وفي أجندتها الكثير من مكائد حرمانه من حق التعليم ، وكذلك مواصلة التعليم العالي وخلافه ، وكلنا نعرف هذا جيدا وبكل التفاصيل ، وفي الإبتعاث الخارجي خير دليل ساطع على هذا ، لكن لماذا يساعدها معلمينا في غايتها هذه ؟! حتى في ظل صمتها عن حقوق المعلمين المشروعة ..
* في الشمال ، المعلمون يواصلون التدريس وهم لهم نفس مظالم معلمينا ، وهذا لافتٌ ، إذا نحن هنا في الجنوب لماذا يتفرد معلمينا برفض تدريس الجيل ؟! مثلاً : هل يعتبروا هذا شكلا من أشكال النضال والرفض للسلطة ؟ أو هل هذا المسلك والإضراب سيعري السلطة أمام العالم ؟ أو هل سيقوضها وينهيها أو حتى يؤثر فيها ؟ كلا ، كل هذا لن يحدث مطلقا ، بل هي تستمرئ رفض المعلمين التدريس ، فهم ينفذون لها أجندتها في إنهاء التعليم في جغرافيتنا الجنوبية .
* إن البحث عن بدائل إيجابية لإستخراج الحقوق المشروعة هو التفكير المثالي ، وليس في حرمان الطلاب من التعليم ، وخصوصا في جنوبنا ، فهنا نقابة التعليم تضرب النموذج الأكثر سؤاً هنا ، ولقد أُ هدر عاماً دراسيا كاملاً حتى الٱن ، ولم يتحرك ساكنا في قضية هذه الحقوق ، والتفكير بمصلحة الجنوب وجيله هو الأولى ، وهذا إذا كنا نريد بناء جنوب إيجابي وفاعل ، والتعبير عن الرفض له صورا واشكالا عده ، إلا حرمان الجيل الذي من مسؤولياتكم تعليمه .
* هنا أنا أدعوا قيادة جنوبنا للبث الجدي في هذا الأمر الحيوي ، ولابأس من طرحه كقضية محورية ضمن قضايا الحوارات التي تدور في الرياض لتسوية الملعب ، نعم بالضرورة طرح هذه القضية على الأخوة في التحالف ، ومثلها قضي رواتب أخوتنا العسكريين الجنوبيين ، وعلى المعلمين العودة الى تعليم جيلنا الجنوبي ، وليس جعل هذا الجيل ورقة رهان للمطالبة بحقوق ، وبالتالي حرمان طلابنا من حق التعليم ، ولأن المسلك الفوضوي والإعتباطي من المعلم له دلالات وإنعكاسات سلبية كثيرة على الطالب ولاشك .. أليس كذلك ؟!