د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الرفاق الماركسيون والزمن الأغبر!! (6)

عندما يقرأ الباحثون تاريخ الجنوب بحيادية وتجرد ونزاهة ومصداقية أستبعدوا كل تزوير وتحريف ودس فيه وبدأوا في  إعادة كتابة التاريخ من جديد  وخرجوا جميعا بنتيجة واحدة وهي : جميعا بالنتائج التالية :
- إن شعب الجنوب قد عرف من هم العملاء والخونة الذين تواطؤا مع بريطانيا واستلبوا حريته واستقلاله وسقطت بالوناتهم المنفوخة ورموزهم الكرتونيه الذين أضفوا عليهم الوطنية وما يشبه القداسة   وأتضح لنا جميعا أنهم و الجبهة القومية سابقا والحزب الاشتراكي لاحقا .. مجرد دمى كانت تحركها المخابرات البريطانية سابقا والسوفيتية لاحقا  وفق أهدافها!! 
- نصبتهم بريطانيا أولا  بالتواطؤ معها لاختطاف الجنوب وإذلال شعبه حتى أنهم تنكروا  لتاريخه وثوراته ضد بريطانيا واختزلوها في حزبهم حتى  معركة 14 اكتوبرالتي خاضتها قبائل ردفان اختطفوها وجيروها زورا وبهتانا لأنفسهم فيما كان يعرف ب "الجبهة القومية"!!
- إن التاريخ لا يرحم ومهما زوروه  فالحقيقة تظل تصرخ  حتى تظهر على الباطل ..واتضح لشعبنا اليوم أننا قد ظلمنا حكام الجنوب من أمراء وسلاطين وشيوخ فوطنيتهم تشهد لهم وفي طليعتهم السلطان علي عبد الكريم والسلطان محمد بن عيدروس العفيفي اليافعي والسلطان أحمد بن عبدالله الفضلي والأمير جعبل بن حسين العوذلي والقائمة تطول ..
- ولا ننسى أحرار عدن ومنهم عبدالله الأصنج والمكاوي وباهرون والشهيد علي حسين القاضي والسيد محمد علي الجفري فهؤلاء لم يقتلوا أحدا بل ولم يغتصبوا أو يصاد روا أموال أحد .
- جرائم الاشتراكي لن تسقط بالتقادم:
هناك سجل حافل  من  التاريخ الدموي يوثق الجرائم البشعة  التي قام بها زبانية الحزب الاشتراكي أثناء حكمهم  الأسود  من المهرة حتى باب المندب في أوائل السبعينيات من القرن الماضي  حتى سقوطهم المدوي عام 1994م  عندما   قاموا بتصفية  خيرة رجال الجنوب بالغدر والاغتيال  وكنا في " إذاعة صوت الجنوب الحر " نذيع أسماء الضحايا أولا بأول ..وكنت أشعر بالألم والأسى كلما وردت لنا قائمة جديدة !!
 وكنت أحسب  نفسي أبنا أو أخا أو ذي صلة بكل شهيد سقط على أيدي أولئك المجرمين الذين خيل لهم  أنهم سيحكمون الجنوب وحدهم  بالحديد والنار إلى الأبد ولن يحاسبهم أحد  ولكن  الله رد كيدهم في نحورهم وجعل بأسهم بينهم وكان حصيلة مكرهم   مذبحة 13 يناير عام 1986م  وتشرذم حزبهم إلى طغمة وزمرة وأفرزت نظاما مسخا   ولد ميتا ذهبوا به إلى نفق  الوحدة اليمنية ليس حبا فيها ولكن لتحقيق مآربهم   وأطماعهم الخبيثة لحكم الشمال مع الجنوب وارتدت وبالا ونكالا عليهم ولا زال شعبنا يعاني من ويلاتها حتى اليوم  !ّ!
 والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم أين أصبح أولئك  الطغاة العتاة من الحزب الاشتراكي ؟؟!! لقد مزقهم الله تعالى وتفرقوا أيدي سبأ وانكسرت شوكتهم إلى  الأبد وأصبحوا يتجرعون المر والعلقم ويقفون أذلاء على كل باب يتسولون  في الدول ويعرضون أنفسهم كمطايا  في سوق النخاسة لكل عابر سبيل وبضاعتهم كاسدة  لا يقبلها أحد  "اللهم لا شماته" !!!
الخاتمة:
إن اقل ما يطلبه شعب الجنوب من الحزب الاشتراكي اليمني عراب المآسي والنكبات هو الآتي : -
- الاعتذار لشعب الجنوب عن كل الأخطاء والممارسات القمعية التي مارسها الحزب ضده خلال فترة حكمه البائس .
- الاعتذار لشعب الجنوب عندما ذهبت شرذمه منهم ووقعت مع " اليمن " وحدة اندماجية دون تفويض أو تصويت شعبي أو استفتاء وكان حصادها مرا ومكلفا لازال شعب الجنوب يدفع أثمانا باهظة لمغامراتهم من دماء أبنائه وثرواته وسيادته واستقلاله حتى اليوم .
- الاعتذار لشعب الجنوب عندما زيفوا تاريخه والغوا هويته وادخلوه قسرا في وحدة اندماجية غير متكافئة .. وعليهم الاعتراف بخصوصيته وحدوده التاريخية والجغرافية .. وان العلاقة التي تربطنا مع اليمن هي علاقة جوار ووشائج قربى ومصالح مشتركة ..وليست تبعية أو فرع يعود للأصل أو سادة ورعية كما يدعي أصحاب الهضبة ..أو كما ورد من زيف وأكاذيب في أدبيات الحزب الاشتراكي وما قام به من قفز على عوامل التاريخ والجغرافيا وتحويلها إلى ضم وإلحاق وطمس الهوية الجنوبية ...
- اعتذار الحزب الاشتراكي على ما قام به من أعمال عدائية وإجرامية وتصفيات جسدية ضد الأحزاب والشخصيات الوطنية الجنوبية والرموز القبلية والدينية والشعبية وأعمال التأميم لممتلكات المواطنين وإعادتها لأصحابها الأصليين ورد الاعتبار لهم بما في ذلك أهالي الضحايا من الحزب الاشتراكي نفسه خلال صراعاتهم المريرة ضد بعضهم البعض .
- التزام الحزب الاشتراكي باستبعاد كل الشخصيات والعناصر الإجرامية من قياداته وكوادره الذين تلطخت أياديهم بدماء شعب الجنوب مع اعتزالهم الحياة السياسية نهائيا وترشيح كوادر جنوبية  شابة بدلا من تلك القيادات السابقة الهرمة صاحبة الماضي الأسود والملطخة أياديهم بدماء الأبرياء  واعتبارهم مجرد مواطنين عاديين ولأولياء الدم الحق في ملاحقتهم ومقاضاتهم أو العفو عنهم !!
واجبنا : - نرى أن المصلحة الوطنية تتطلب منا جميعا معالجة جراحات الماضي الأليم وتعزيز ثقافة التسامح والتصالح فيما بيننا وطي صفحة الماضي المثخنة بالجراحات الأليمة  وإعادة بناء اللحمة الوطنية وتوزبع السلطة والثروة بين محافظات الجنوب الست وعودة كافة أبناء الجنوب إلى وطنهم بما في ذلك كافة سلاطين الجنوب والزعامات السياسية والتاريخية وكل المهاجرين الذين خرجوا قسرا لإنقاذ الجنوب وشعبه من أعدائه والمؤامرات التي تتربص به من كل حدب وصوب . 
-إحصاء وتوثيق دقيق لضحايا الحزب الاشتراكي وكل الشهداء الذين سقطوا منذ العام 1967م وحتى اليوم وتعويض أهاليهم ماديا ومعنويا وإعلان يوم للشهداء كل عام لتكريمهم .
- وأخيرا وليس آخرا على الحزب الاشتراكي أن يعترف وينزل من عليائه وأوهامه .. ويقر انه مجرد فصيل أو حزب شأنه شأن باقي الأحزاب الجنوبية الأخرى وعليه أن يتخلى عن مكابرته وشطحاته الثورية وأدبياته الزائفة....والكف عن ادعائه الوصاية على الجنوب وشعبه وانه وحده من حرره من الاستعمار بمفرده ..والتخلي عن إصراره على اختزال نضال شعب الجنوب في "ثورة 14 أكتوبر"... متجاهلا المعارك الوطنية التي خاضها شعب الجنوب بمختلف أحزابه وهيئاته و شرائحه القبلية والاجتماعية منذ أن وطأ المستعمرون الانجليز ترابه الوطني عام 1839 م .
- الرحمة لشهداء الجنوب الذين قضوا دفاعا عن حريته وكرامته وعطروا ثراه بدمائهم الزكية في كل معاركه التاريخية .
- الشفاء للجرحى خلال الحروب السابقة واللاحقة .
- الحرية والكرامة لشعب الجنوب الذي لا زال يناضل و يدافع عن كرامته وهويته واستقلاله . 
- الموت والخزي والعار والهزيمة لكل الخونة والمتآمرين  أعداء شعب الجنوب الأبي ، والحرية للشرفاء والوطنيين وأكاليل الغار وشآبيب الرحمة على قبور الشهداء .
د.علوي عمر بن فريد