أحمد سعيد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):
الإمارات والسعودية.. والأمير فهد بن تركي
تطرقت بمقالات سابقة عن التباين الحاد بوجهات النظر بين الإمارات والسودان وباقي أعضاء التحالف العربي مع السعودية بسبب فشل وفساد قائد القوات البرية الملكية السعودية الأمير فهد بن تركي المسؤول التنفيذي المباشر الأول عن الحرب في اليمن .
كانت القوات السودانية والجنوبية بجبهة ميدي وحرض والحد الجنوبي للسعودية أول المتضررين منه ، وعانوا كثيراً بسبب فشل وفساد الأمير القائد فهد بن تركي بسبب مماطلته بدفع رواتب القوات لفترات تصل لخمسة أشهر وتدني مستوى الخدمات المقدمة للقوات ، مع عدم الإهتمام بمعالجة الجرحى وأسر الشهداء ، سبب ذلك السلوك أللا مسؤول حرج كبير للملك سلمان وولي عهده الأمير محمد .
كما أنه المسؤول الأول والأخير الذي إعترض إعتراض شديد على تسليم رواتب القوات المسلحة الجنوبية بالريال السعودي ، ونقض الإتفاق الموقع بين المملكة والبنك المركزي اليمني ( حافظ معياد) الذي نص على تحويل 250 مليون ريال سعودي شهريا للبنك المركزي والذي بدوره سيقوم بمصارفتها بالعملة المحلية بواقع الف ريال سعودي تعادل 150 الف ريال يمني ، أستلم البنك المركزي اليمني في عدن دفعة واحدة ويتيمة ، وبعدها حولت لشركة نماء الخاصة .
أعترض المجلس الإنتقالي الجنوبي على 150 الف ريال يمني كونها كانت تساوي سابقا الف ريال سعودي ، أما الآن الالف سعودي تساوي أكثر من 200 الف ريال يمني ، السعودية كانت تحول 250 مليون ريال سعودي على أساس الصرف 150 ريال ، 50 ريال فارق سعر الصرف × 250 مليون ريال سعودي شهريا = كانت تروح الجيب ، رفعوا الصرف من 150 إلى 170 بعد تدخل المصلحين .
أصر الأمير فهد على قيادة المعارك في شمال اليمن بطريقته الخاصة والتي لم يحرز فيها أي إنتصارات عسكرية طيلة الخمسة أعوام المنصرمة ، كما لم يؤمن الحدود السعودية والعمق السعودي من الاختراقات المتكررة والاستهداف المباشر الذي راح ضحيته الآلاف من الشهداء والجرحى ، وفرض على التحالف قيادات عسكرية وقبلية شمالية مشكوك بولائها ودفع لها عشرات المليارات من الريالات السعودية وبالأخير أعلنت ولائها لمليشيات الحوثي الإيرانية وسلمت ما تبقى من الأراضي الشمالية لمليشيات الحوثي الإيرانية حتى وصلت المليشيات إلى حدود المملكة الجنوبية مع الجوف اليمنية .
كانت قيادة القوات المسلحة الإماراتية محقة عندما طلبت من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد مرارا وتكرارا بضرورة تغيير الأمير فهد بن تركي من قيادة القوات البرية الملكية السعودية قبل أن تنتقل المعارك داخل عمق الأراضي السعودية .
لكنها السعودية كعادتها بالبطء بإتخاذ القرارات المصيرية بوقتها المناسب ويقضتها بعد خراب مالطا ، أصر لوبي الدولة العميقة بالسعودية على حل وسط يرضى جميع الأطراف من خلال نقل الأمير فهد من قيادة القوات البرية إلى قيادة القوات المشتركة مما فاقم الأوضاع العسكرية وسقوط ما تبقى من الأراضي في شمال اليمن .
هل تعمد الأمير سقوط تلك الأراضي مقابل إتفاق سري مع مليشيات الحوثي الإيرانية بعدم إستهداف الأراضي السعودية ،. وهل نكث الحوثي بعهوده ومواثيقه مع الأمير فهد .
بعد إقالة الأمير فهد وعدد من القادة العسكريين والمسؤولين المدنيين بتهم فساد وفشل ، وإحالتهم للتقاعد والتحقيق ، هل سنشهد تطورات على مسرح العمليات العسكرية وعودة عمود فقري التحالف العربي القوات المسلحة الإماراتية ، أم أن هناك سلام شامل ينتظر بين المملكة ومليشيات الحوثي وخارطة طريق جديدة ترسم من قبل المملكة والإقليم والعالم .