أحمد سعيد كرامة يكتب:

يا ربان السفينة .. ولى زمان الهرولة

حبل الكذب قصير ، وجربنا كل الحبال حتى وصلونا إلى هذا الحال المزري ، خفوا علينا وعليكم ياهل الهاشتاجات والشطحات ، صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به» رواه مسلم .

لم يرفقوا بنا منذ سنوات ، جعلوا حياتنا مع الأشغال الشاقة المؤبدة بدون جريمة إرتكباناها غير أننا كنا سذج وأغبياء وحمقى أكثر من اللازم ، يمنون علينا براتب حقير وزهيد وهو حق مكتسب وليس منحة أو صدقة ، راتب لواء كامل لا يساوي ثمن صاروخ بطارية باتريوت ، ومع هذا الصاروخ ومن صنع الصاروخ أهم من ذلك اللواء وأسر اللواء وشهداء وجرحى اللواء .

يوقفون ويخفضون الراتب ولا يراعون الغلاء الفاحش وتدهور القدرة الشرائية وإنهيار العملة الوطنية ، ماذا يريد التحالف وماذا نريد نحن من التحالف العربي ،  ويجب أللا نحرس مضيق باب المندب ومحاربة الإرهاب دون شراكة استراتيجية حقيقية ودعم دولي يثمن تلك الشراكة والتضحيات .

قلناها أكثر من مليون مرة بأن ملف الخدمات والرواتب ليس من أولويات القيادة وإلا لما وصلنا لهذا الوضع الكارثي ، هذه هي الحقيقة التي يتهرب الغالبية عن قولها وتتهرب القيادة عن سماعها أو الإهتمام بها .

بكبسة زر علقنا مشاركتنا بمشاورات آلية تنفيذ إتفاق الرياض الذي لم ينفذ حتى اللحظة ، وبكبسة زر رفعاناها بدون تحسن جزئي ولا أقول كلي لخدمات الكهرباء والماء والرواتب وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين لمستويات قياسية لم نشهد لها مثيل .

مشروع الدولة الجنوبية مشروع إستراتيجي طويل الأمد ، نجاحه يعتمد على عوامل تأييد خارجية من قبل كبريات الدول العالمية وليست الإقليمية فقط ،  ومشروع الحياة والعيش الكريم والخدمات والأمن والإستقرار والرواتب مشروع اني لا يقبل التأخير والمماطلة والتسويف .

قدمنا الكثير للعالم من خلال مكافحة الإرهاب والإقليم من خلال حربنا بالوكالة عنهم والذود عن أمنهم القومي ، وخسرنا مالم نخسره بعهد الرئيس الراحل عفاش ، ثورات وتضحيات لا تنقل الشعوب إلى أوضاع معيشية وخدماتية وإنسانية أفضل ليست بثورات ، ثورات وتضحيات تنقل زعماء وسياسيين وقادة نقلات وقفزات نوعية على المستوى المعيشي والحياتي على حساب معاناة وأزمات شعوبهم يعتبرون تجار حروب وسماسرة بيع الأوطان بحراج سوق النخاسة .