د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

إلى متى سنظل نبحث عن هويتنا الضائعة ؟ 1- 3

سأطرح اليوم رؤيتي المتواضعة لتقييم مراحل ومحطات تاريخية في بلادنا الجنوب العربي لا بد من الوقوف عندها ومراجعة الذات ونقد تلك المراحل موضوعيا بالعقل وليس بالعواطف الجياشة وبالرغم من ذلك لازال البعض منا يضعون عصابات سوداء على أعينهم ويقفزون على تلك المراحل عمدا وتجاهلا لكي لا يحاسبهم أحد !!
وهم إلا يرون إلا صورهم وحدهم في المرآة ومع كل حدث تطل عليهم من ذاكرتهم المثقوبة .. ولا زالوا يعتقدون حتى اليوم أنهم ظل الله في الأرض ولا يسمعون إلا صوتهم ورجع صداه.. ولا يريدون أن يسمعوا الآخرين وما زالوا يعتقدون أنهم أوصياء على شعب الجنوب الذي لا زال في نظرهم لم يشب عن الطوق !!.
نحن لسنا في محاكمة لتلك المراحل المظلمة ولو أراد شعبنا أن يحاكم كل من أجرم في حقه لتجاوزت تلك المحاكمات النازية في عصرهم (نورنبرغ) ومحكمة لاهاي ...وهي جرائم حرب مكتملة الأركان .
ولكن شعبنا في الجنوب شعب طيب ينسى ويسامح ولا يحاسب وإلا لما وقف أخي أحمد عمر بن فريد وصالح وتسامح مع غيره ممن قتلوا آبائهم وهم بالآلاف من خيرة رجال الجنوب ..بعد أن أوردونا الهلاك وأذاقونا المرارة في مغامراتهم السياسية ولم ينضجوا حتى الآن !!
وقد اتهمني البعض بالحقد وهم والله كاذبون لأنهم أدمنوا القمع لكل صوت يخالفهم . وهم يريدون اليوم استعادة الدولة التي أضاعوها و لا يعتذرون لشعب الجنوب عما أصابه إبان حكمهم .. ومن وقاحتهم يريدون العودة إلى مناصبهم وكأنهم لم يرتكبوا كل تلك المذابح الدامية وهم من أدخلنا سراديب الوحدة المظلمة ؟؟!!!
ويصرون على إقصاء وتخوين الآخرين وهم يتنقلون وينامون في العواصم العربية والأجنبية ويقطفون ثمار ما نهبوه ويحلمون ب "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ".. لا حظوا الإصرار على التسمية وعلى العلم نفسه ذو النجمة الحمراء !!
وهذه المشكلة ممكن تجاوزها مرحليا ولكن الأدهى والأمر أن تلك القيادات الاشتراكية التي تجاوزها الزمن بالهرم وبالخرف فأصغرهم اليوم على مشارف الثمانين عاما من العمر ..ورغم ذلك يحلمون بالعودة للحكم لممارسة بغيهم وفجورهم علينا من جديد ..!!
والمشكلة أنهم حتى اليوم لا زالوا يساومون على قضية شعب الجنوب لمن يدفع لهم أكثر .. مهنتهم التسول والارتزاق وليست لهم رؤية موحدة .. وتجدهم يركبون كل موجة وكل تيار حسب مصالحهم التي تأتي في المقام الأول ..وبعد العد إلى الألف يمكنهم النظر أو التفكير في الجنوب وشعب الجنوب وبيعه من جديد !!!...

وأنا اليوم لا أوجه نقدي لقيادات الاشتراكي وحدها بل لكافة السياسيين من أبناء الجنوب ..وأوجه لشعبنا الطيب السؤال التالي :
هل يكفي نزولكم إلى الساحات والاكتفاء بالاعتصام للحصول على مطالبكم الشرعية؟؟ أم تريدون من الأشقاء في دول التحالف العربي أن تحرركم ؟؟
والسؤال الأهم :هل رؤيتكم موحدة ..انتم معشر أبناء الجنوب ؟
تتهمون الآخرين بالمناطقية والمذهبية وانتم تمارسونها بصورة مبطنة حينا وعلنا حينا آخر مع أبناء وطنكم الجنوبيين !!
والسؤال الأبرز هو: هل نحن معشر أبناء الجنوب في مستوى وحدة الجنوب أم لا زالت الأنا تتضخم في عقولنا وتزين لنا ازدراء الآخرين؟ هل نحن في مستوى التحديات التي تواجهنا اليوم ؟
وهل رؤيتنا موحدة وبيننا مختلف الأطياف والفلول بما في ذلك القاعدة وداعش والإصلاح والمؤتمر وسائر الأحزاب الأخرى في الساحة اليمنية وولائهم لها يأتي في المقام الأول وليس لشعب الجنوب ...؟؟؟؟
قد يقول البعض هذه نظرة سوداوية مظلمة ...وقد تسألوني ما هو الحل ؟ وما هي خيارات أبناء الجنوب المستقبلية؟

د. علوي عمر بن فريد