يوسف السعدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
العراق: العشائر ركيزة بناء المجتمع
أن هوية كل شعب هي محل اعتزاز وافتخار، وهذا التنوّع الموجود عندنا في العراق نعتز بكل ما يمت لهذا البلد من موجودات متنوعة ومختلفة، ومن الركائز الأساسية في تركيبة هذا الشعب هي مسألة العشائر، التي لها تاريخ حافل ومهم ولها وقفات مشرفة أيضا وكثيرة ومن أهم هذه المواقف هي ثورة العشرين التي أخذت زمام المبادرة بشكل حفظت في وقتها للبلاد هذه الحالة للحفاظ على هوية البلاد.
أيضا دورها الكبير في الاستجابة لنداء المرجعية الشريفة في محاربة داعش الإرهابي وصون البلاد من الإخطار، دورها الكبير الذي ساهم بصورة كبيرة في إخماد الفتنة التي أراد الاعداء اشعالها في العراق مستغلين تظاهرات 1/10/2019 مستغلين المطالبة في الحقوق، مستندين الى توجيهات المرجعية العليا في النجف الاشرف.
إضافة إلى المآثر المحمودة والأخلاق التي تتمتع بها هذه العشائر من الجود والكرم والشجاعة والنُبل والغيرة ومجموعة ومن المآثر المحمودة، كوّنت في هذه العشائر مجموعة من حلقات التربية، من خلال الدواوين والمضائف، لأبناء العشيرة ممن لم تُخبره الحياة ويستمع النصيحة والتوجيه والموعظة بحيث تُصقل شخصية هذا الشاب، وهو يستمع إلى وجوه قومه بكل ما يمكن أن يكون عنوان للفضيلة.
نشأت طبقة تحمل في ثناياها هذه القيم النبيلة والقيم الأصيلة التي نفتخر بها جميعاً، وهذه العشائر التي صدّرت إلى المجتمع الكوادر العلمية في مختلف مجالات الحياة، وبسبب هذا الدور المهم والكبير في حماية المجتمع العراقي أصبحت هدف لمن لا يريد بالبلاد خير لأنها هي ذخيرة مهمة للبلد، في الفترة المتأخرة بدأت تبرز بعض الأشياء بدأت تُسيء إلى قيم العشيرة، وأصبحت بعض التصرفات تتطفّل على هذا التكوين الذي نعتزّ به، التي هي بريئة منهُ.
من هذه السلوكيات افتعال هذه المشاكل لغرض الاستفادة المادية، بطريقة أو بأخرى وأصبح هذا الموضوع الآن هو مادي بحت، يَعزُّ علينا أن هذه القيم والمآثر الحميدة تتحول إلى جانب مادي تتحول إلى سلوك لا يعرف إلا المادة وأصبحت هذه الحالة هي حالة سائدة وان قلّت لكن سائدة في مواطن بحيث لا يُمكن أن تُحل إلا بمبالغ ومبالغ مُجحفة.
الأمر الأخر هو العصبية القبلية التي حاربها الإسلام بكل قوة، فالعشيرة تنتصر لولدها وإن كان مخطئاً، هذا أمر تنأى بنفسها الحُكماء عنهُ، الإنسان يملك إخواني عقله والعقلاء ينأون بالعكس هم يُحاسبوا فرد العشيرة أذا أخطأ بحق الآخرين وهم يوجهوا النُصح لهُ إذا أخطأ.
هذا ليس لهُ علاقة بتلك الأصالة والمآثر الحميدة والأخلاق والتاريخ العزيز الكريم لا يمكن أن البعض يحاول أن يُصادر كل هذا بهذه التصرّفات الضعيفة والقليلة والتي هي بعيدة عن العُرف أصلا، لابد من وجود ضوابط مقبولة لا تُصادم العُرف ولا تُصادم القانون حتى يطمئن الآخرون.
كل هذه السلوكيات التي حاول من يستهدفون البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي، ادخالها على القيم العشائرية النبيلة، لم تؤثر على الدور الكبير والمهم للعشائر، وهذا ظهر واضح في استجابة لنداء المرجعية والدور الذي أدته العشائر في اخماد الفتنة التي تسترت بمطالب المتظاهرين المشروعة.