مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

قضايا المخدرات تستحق عقوبات صارمة

يُعاقب تجار المخدرات في معظم دول العالم  بالإعدام ، بسبب التأثير  السيئ والخطير  للمخدرات  على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للبلاد ، وإفساد لمؤسسات الدولة  من خلال عمليات  شراء  موظفيها  في الاجهزة الامنية والجمارك ، التي تؤدي في النهاية الى دمج الهياكل الإجرامية مع هياكل الدولة .

الكثير من الدول نجحت بشكل كبير في الحد من ظاهرة انتشار المخدرات عبر العقوبات المغلظة وخاصة  الإعدام ومنها : السعودية ، ماليزيا  ،الصين  وإندونيسيا ، الكويت، ماليزيا، تشاد ، سنغافورة، سريلانكا، الإمارات ، والقائمة طويلة .

 وزير العدل الاستاذ علي هيثم الغريب اقترح على الحكومة  مشروع لتعديل بعض أحكام القانون رقم (3) لسنة 1993م بشأن مكافحة الاتجار والاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية وينص التعديل على أن "يعاقب بالإعدام كل من جلب أو صدر مواد مخدرة ذات أثر تخديري أو ضار بالعقل أو الجسد أو الحالة النفسية والعصبية"، كما "يعاقب بالسجن المؤبد بدلاً من عشرين عامًا والغرامة التي لا تقل عن ٣ مليون ريال ، ولا تزيد على ٢٠ مليون لكل من حاز أو أحزر بقصد الاتجار" في المواد المشار إليها في القانون ، وهو مطلب و ضرورة لابد منها لمواجهة ظاهرة انتشار المخدرات  ، التي فككت عائلات ودمرت الشباب والمراهقين و اودت بحياة الكثير منهم  . 

هناك حديث بين المواطنين أن تجار المخدرات باتوا يؤمنون مبالغ مالية تكون جاهزة في حال القبض عليهم كي يدفعوها كرشوة مقابل الافراج عنهم  وهناك  حالات افلات من العقاب واضحة للكثير من المتهمين الذين يتاجرون بالمخدرات ، ناهيك عن ضبط شبه يومي  لسيارات تحمل المخدرات ، وهو ما تكشفه وسائل الاعلام وما خفي كان اعظم  ، ولذلك اقتراح  الوزير  على الحكومة لمشروع التعديل سيجد الدعم الشعبي  الكبير وكذلك من الساسة ورجال القانون دون ادنى شك .

المخدرات انتشرت بشكل مرعب في عدن وهناك مؤشرات واضحة بوجود أباطرة للمخدرات وجماعات منظمة تستهدف اغراق المدينة وسكانها  بالمخدرات مستغلة حالة الاوضاع الصعبة  للمدينة ، وكذلك الأسباب النفسية المرتبطة بعدم النضج  وقلة الوعي لدى الشباب والمراهقين  وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهم بطرق صحية  و اتساع  "الفجوة" بين احلامهم والتخطيط الحقيقي لمستقبلهم .

على الرغم من الحملات الإعلامية لمكافحة المخدرات ، التي  تصل إلى الناس ، إلا أنها لازالت غير فعالة ، بسبب ان سوق المخدرات  اليمني  في كل يوم تظهر فيه المزيد والمزيد من المواد المخدرة ، حتى اضحت السوق مبهمة  وأكثر ديناميكية وغير مستقرة واكثر خطورة على المجتمع  ،إذ اصبح من الصعب تحديد متى يكون الحبوب المخدر الجديد مجرد اتجاه عابر ومتى يكون مشكلة شائعة .

 تظل  شدة العقوبة أداة وقائية فعالة في المجتمع  ، فالناس في  فيتنام تخاف ،حتى من الحديث عن المخدرات ، لان الذين يتم ضبطهم يتم ارسالهم إلى معسكر اعتقال  ، حيث يتضورون جوعاً في كثير من الأحيان حتى الموت ، اما عندما تصل العاصمة الإندونيسية "جاكرتا" ستشاهد لافتة تخبرك بكل صدق و صراحة " أن وجود مخدرات في دمك قد يؤدي إلى إعدامك " .