الجنوب وخطاب صناعة الأعداء ...!!

للأسف الشديد تصر بعض العقول الجنوبية على جرنا إلى زاوية ضيقه تنعدم فيها خيارات ووسائل النصر وتتوالد فيها أسباب ووسائل الهزيمة !!

أمريكا سيدة العالم اليوم عندما تريد التدخل في شئون أي دولة سياسيا أو عسكريا تتواصل دبلوماسيا مع الصين وروسيا وألمانيا وكل الدول التي تشعر أنها ملزمة من منطلق المصالح المشتركة بعدم استعدائها !!

والعقول الجنوبية(هدف الطرح ) تتماشى مع خطاب المواطن العادي فإذا شتم الإصلاح خرج البيان الذي يجعل من الإصلاح عدوا ... وإذا تحامل على الشرعية خرج البيان بخصم جديد هو الشرعية التي تعد أداة التحالف الخليجي على الأرض ومن يعأديها تلقائيا يعادي التحالف ...!!
وإذا راى في بعض أبناء الجنوب خونة ومتامرين لأنهم يعبرون عن اختلافهم مع هذا الفعل أو ذاك خرج البيان يعلن عن خصم جديد للجنوب من أبنائه ...!!

للأسف هذه الثقافة وضعت الجنوب في زاوية وجعلت من الكل أعداء في زاوية أخرى مواجهة وهذا ما أضعف الجنوب وخلق عنده حالة الحاجة إلى صديق ولو بالتبعية و (زواج المتعة السياسية ) !!!

نحن في معركة وهذا ما لاينكره عاقل ولكن أيضا من دواعي العقل أن لا نساهم في خلق الظروف التي تجعل من خصومنا كافة صفا واحدا في مواجهتنا لأنه ليس أمامنا بعد ذلك إلا أن نسجل بيان نعي لجهودنا ولحلمنا القادم !!

خصومنا لدى كل منهم أهدافه التي قد تختلف مع أهداف من هم حواليه ومن يقفون في خندقه اليوم ضدنا وقد تتوافق معهم تكتيكيا مرحليا أو استراتيجيا وهذا وحده يكفي ليشكل بابا ندلف منه إلى صف خصومنا السياسيين أما من خلال إقامة حوار مع بعضهم أو من خلال خلق توافقات مرحلية معهم أو من خلال تحييد بعض تلك الأطراف حتى تأتي المرحلة التي تكون فيها نقاط الالتقاء معهم أكثر من نقاط الاختلاف !!

في علوم السياسة وقواعدها لايوجد عدو دائم ولا صديق دائم إلا في العقل السياسي الجنوبي فقد وضع البعض أعداء عداوة مؤبدة ووضع البعض أصدقاء صداقة مؤبدة وهذه أحدى مشاكل الجنوب اليوم التي يجب أن يتعالج منها العقل السياسي الجنوبي وسريعا !!

للأسف اليوم البعض بادراك أو بغير ادراك جعل الجميع في مواجهتنا ويتحدث عن النصر ، والنصر لايتحقق فقط بالسلاح الناري والخطط العسكرية ولكنه أيضا يحتاج إلى سلاح أهم وأخطر وهو إجادة إدارة المعركة السياسية !!

ندعو أنفسنا وأخواننا الجنوبيون في كافة القوى الثورية الجنوبية إلى مراجعة مفردات الخطاب السياسي الثوري الجنوبي وفتح آفاق اللقاء مع كل أبناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية والخروج من مربع الانطواء على المكون أو المنطقة والقبول بفكرة الجنوب المتكامل الملتقي على القواسم المشتركة والقائم على التمثيل الوطني !!

ليس من الحكمة أن يتحدث الخطاب الجنوبي الثوري اليوم عن خصومة وعداء مع الشرعية ونحن ندرك أن تلك الشرعية هي مظلة التواجد الخليجي الشرعي على أرض دولة مستقله ... !

ولا من الحكمة أن نجعل من حزب الإصلاح والشرعية والاشتراكي وغيرها من القوى بعنصرها الجنوبي خصوما لنا بل من الحكمة أن نلتقي معها على الطاولة المستديرة ونتفق على إيجاد حلول للقضايا العالقة بين أبناء الجنوب فمن يفكر انه يستحوذ على الجنوب من خلال معاداة وإقصاء الآخر الجنوبي ومن خلال الاستقواء بطرف معين دولي أو إقليمي فهذا الفريق للأسف لم يقرأ التاريخ الجنوبي قراءة سليمة وبالتالي فإنني أنصحه للعودة لقراءة ذلك التأريخ ففيه الكثير من العبر لمن يعتبر !!

ختاما أوجه دعوة باسمي وباسم تجمع القوى المدنية الجنوبية إلى كل القوى والشخصيات الوطنية الجنوبية على الساحة إلى ضرورة الالتقاء والتحاور بعيدا عن الشطط وعلى أساس الشراكة الوطنية الجنوبية التي تحتكم في كل قضايا الاختلاف والخلاف إلى الشعب الجنوبي من خلال آلية استفتاء يرعاها الإقليم والمنظمات العربية والإسلامية والدولية !!

عبدالكريم سالم السعدي
رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية ..
2 يوليو2017م