الجنوب وضرورة التوافق !!
لاشك أننا جميعا ندرك أن الجنوب بات منهكا لدرجة لم يعد هناك أي احتمال لأي مغامرات قد تقوده إلى مزيدا من التشظي والتفكك بمختلف المسميات والأدوات !!
فمن حكم (الأبواب المغلقة) على مدى خمسة وعشرون عاما إلى حكم (انفتاح) السلب والنهب واللعب بالبيضة والحجر لما يقارب ستة وعشرون عاما، أعتقد أن ذلك يكفي كعقوبة للجنوب وأهله على جريمة صمتهم على حكم من لايستحق الحكم !!
نقول للمغامرين من كل الأطراف فليضع كل منكم سيفه في غمده وليهياه تحسبا لعودة العدو الحقيقي، أما الجنوب وقضاياه الداخلية العالقة سياسية كانت أو خدماتية أو اجتماعية فهي لاتحتاج إلى سيوف وخيول بل تحتاج إلى حكمة وعقول فامضوا إلى مصالحة سياسية جنوبية تشمل كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي تنتهي إلى اتفاق القبول بالآخر الجنوبي الذي يقوم على احترام رأي شعب الجنوب والقبول بخياراته !!
الجنوب اليوم يئن تحت وطأة انعدام أبسط الخدمات الإنسانية في حرب يدفع تكاليفها المواطن الجنوبي الذي بسبب المغامرات الصبيانية للبعض والقرارات الارتجالية القاصرة للبعض الآخر لا طال كرامة يناضل لأجلها على مدى أكثر من عشرون عاما، ولا طال حياة تساويه باتعس البشر في المعمورة نتيجة للمعارك الدون كيشوتية التي أشعل البعض نيرانها وتوارى عجزا عن اخمادها أو حسمها !!
كل التجارب منذ الثورة الجنوبية الأولى في ستينيات القرن الماضي مرورا بتجاربنا التي لم تجف دماء ضحاياها بعد تؤكد بما لايدع مجالا للشك بأن مآسي هذه البقعة من الأرض سببها الرئيس أن السياسات التي كانت ومازالت تنتهج فيها كان اساسها باستمرار الاستحواذ أما السياسي أو المناطقي أو القبلي وهو الأمر الذي أدى بنا جميعا أن نخسر أغلى مانملك في لحظة طيش سياسي وهروب غير عاقل بتنا ليلها أحرارا وأصبحنا عبيدا للمخلوع صالح وما زالت سلاسل العبودية تكبل عقولنا بعدما تقريبا تحررت أيدينا أو أيدي البعض منا !!
الجنوب وطن كل ابناء الجنوب ويأتي في مقدمتهم شهداء الجنوب على مدى تاريخه فإذا أردنا العلاج لمعاناتنا خارج هذه الحقيقة فإننا نعد العدة لأيام أشد سوادا من سابقاتها ولذلك فإن عقلاء الجنوب مطالبون اليوم باتخاذ مواقف حاسمة تجاه المغامرين الذين لايرون أبعد من انوفهم والذين يسعون للمجد الشخصي أو الحزبي أو الفئوي أو المناطقي أو القبلي ويلقون بالوطن وأهله في أتون نيران رغباتهم المريضة التي لايوافقهم عليها أحد !!!
وإذا استمرينا في عبثنا على مستوى الداخل الجنوبي فإننا لن نصل في معركتنا مع من اغتصب حقنا إلى أي حلول أو انتصارات لأننا ببساطة سنستمر ضعاف في وقت لايعترف مغتصب أرضنا إلا بلغة القوة التي لن تكون إلا بقبولنا ببعضنا البعض على أساس جنوبيتنا ليس غيرها .
ومن يسعون اليوم لتفجير المعارك الداخلية وصناعة أسبابها التي تمزق نسيج المجتمع الجنوبي وتعيده إلى ماقبل المربع رقم واحد إنما يشكلون بفعلهم هذا داعما مخلصا لمحتل ومغتصب الأرض الجنوبية !!
همسة : الجنوب لكل ابناءه إلا من ابى ومن لم يحترم خيارات شعب الجنوب فقد أبى !!!