مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):
بالأطنان هوت على لبنان
إمتصُّوا الرَّحِيق ، وأشْعَلوا الحَريق ، فيالهم مِن فَريق ، يُغرِقون الغريق ، ويولولون بعده فقدان مَن كان لهم نفاقاً نِعْمَ الرفيق ، لكنها لبنان ناجية من انفجار أيِّ بُركان ، أحياناَ تُشغِلُ بصَمْتِها الذَّكيّ العالم في كل مكان ، عساها تُنَظِّم حالها في أَتمِّ اطمئان ، وحالما يتهيأ لهؤلاء أنها أصبحت في خبر كان ، تنهض أقْوَى وأقْدر على تجفيف دموع من أخْلَصَ لها من زمان ، تعوِّضه ببسمة الأمان ، تُنقِله من كوابيسِ يأسٍ إن غَفَا بثقل قيدٍ للحرية جَوْعَان ، ليلج مرحلة موضوعها لزرع السفوح المحروقة بشجر الأرز رمز الرموز كأوَّل عنوان ، أما الثاني فيعبر عن عدالة ستقذف خارج الهوية اللبنانية الموقرة بكل مَن خان ، فتعود فضاءات دَبْكَةِ فرح الصبايا والشباب تُقَدِّم لتزيين بيوت مستقبل "عِرسان" ، بما يُوَحِّد قلوبهم على الحُب اللبناني الأصيل المميَّز عَبْرَ ظروف المِحن ، بما أضاف ولا زال مِن الثقة في الوطن ، فلا مبادرات خارجية مبطنة بالمنفعة سراً الموصوفة علناً بما يكنُّه أصحابها للبلد من حنان ، ولا تحقيقات يتحكم في نتائجها المعروفة مسبقاً لجرائم مرتكبة في حق شعب لبنان ، ولا المتمنيات الوردية المتساقطة على رؤوس مقامات مثل المناسبات بالأطنان.
تستطيع ترمبم ما يُبعد ألآم فقدان أعزَّ الأعزاء عَوائِل شهداء أنفجار مرفأ بيروت في دولة لبنان ، أو تخفيف عناء التشرُّد بين الطرقات المجروحة بغدر ما حَصَلَ بَدَّدَ حصيلة تَعَبِ عشرات السنين لآلاف الضحايا سَكَنَهم (بَعْدَ رخاءِ العيش) الحِرمان ، سوى البدء مِن ازاحة كل رابط بأساليب حُكْمٍ عن تجاوز التدبير الصحيح الراعي حقيقة مصالح الشعب سَلَّمَّ للجميع أكثرَ مِن بُرهان ، وتأسيس قاعدة نظامٍ يجمع اللبنانيين كافة على الإنصاف بينهم داخل مؤسسات رسمية عمومية تشريعية كانت أو تنفيذية مؤهلة تستحق الفرز بين مرشحيها انتخابات حرة نزيهة شفافة يحكمها دستور مُحَرَّر بواسطة حكماء لا يتركون ثغرة (مهما بلغ حجمها) مفتوحة أمام فلاسفة تسرُّب المتطفلين بالاحتيال على مكتسبات الشعب وثرواته الوطنية كبعض المدَّعين يومه أنفسهم بصنَّاع التاريخ وما هم في الواقع الملموس سوى مخرِّبيه ، عِلماً أن صنَّاعَ التاريخ ، لا تُقارَن محتويات جماجمهم بما تخفيه قشور البطيخ ،إن افتُضِحَ عيبهم فكَّروا في امتطاء مركبة فضاء للإختفاء فوق سطح المريخ ، ولا يقفون أمام واقع كشَّافٍ مُفرِّقِ النظيف عن الوَسِخ .
صنَّاع التاريخ لا تُقاس تصرفاتهم بما دأبت عليه الحرباء الجاعلة لون مقامها لونها للفرار بجلدها من خطورة موقف ساقت وجودها إليه متحدية عن سوء تقدير امكاناتها خارج بيئتها الطبيعية بأسلوب تدلُّ على مرتكبه رائحة الفسيخ . صناع التاريخ لا يقلدون أحلام مَمْعُود على فراش عِلَّةٍ ممدود لتبرير غيابهم ساعة الجد لتغطية مسؤولياتهم بحجاب منظره عن حقيقة ما يجري مُنْسَلِخ .