أحمد سعيد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):
أيها المناضلون.. الوطن ليس إستحقاق
ثبت عنه ﷺ في حديث طويل :
يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ، ويمسي الرجل مؤمنًا ويصبح كافرًا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل .
وهناك مقولة شهيرة للشهيد على عنتر يقول : مش كل من رمى الإنجليز بحجر قال أنا مناضل ويريد منصب .
التأريخ يقول أن أغلب الدول التي أصر الثوار على الإنفراد بالسلطة فشلت فشلا ذريعا وتحولت إلى دول فاشية فاشلة ، وسببوا مآسي والآم لا حصر لها لشعوبهم ، ليس معنى ذلك إنتقاص بل هي الحقيقة التي نحاول جاهدين القفز عليها .
الثوار يفشلون بإدارة الدولة ، ورجال الدولة بالغالبية هم من خارج السلك الثوري والشللي والولاءات الضيقة ، إذا كنتم تبحثون عن دولة مؤسسات ومستقبل أفضل فلنبحث عن الأفضل لتولي مناصب إدارة الدولة .
فلان مناضل حقيقي وشجاع لا غبار عليه ، ولكنه فشل على مدار سنوات من توليه دفة السلطة ، النصر لا يصنعه فلان أو علان من الناس بل يحتاج لهبة شعب على قلب رجل واحد ، وبالتالي يحتاج هذا الشعب أن تعطوه بعض التنازلات ليعيش حياة آمنة ومطمئنة ومستقرة .
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ، والحقيقة والشواهد تقول أن معظم من تولى السلطة أفسدوا الحياة وجعلوها تعيسة ، بينما حياتهم الانتهازية كانت بسعادة بالغة لا توصف ، المال والسلطة فتنة وكما نعلم أن هناك من كان يتصف بالزهد والورع فتن وباع دينه بعرض من الدنيا .
لم أكن أود أن أكتب بهذه الطريقة عن بعض المناضلين الذين أصبحوا عبئ ثقيل على الوطن والمواطن الجنوبي ، لأنه مناضل أعطوه صك عدم المسألة أو مجرد التعريض بشخصه مهما ظلم أو أبتز أو حول حياة الناس إلى معناة وجحيم لا يطاق .
المناضل الحقيقي الوطني لا يأخذ ثمن أو منصب كإستحقاق إلزامي على نضاله ، هذا ليس مناضل حقيقي عزيزي المواطن الجنوبي ، بل مناضل وصولي كشر عن أنيابه ووجه القبيح المخفي خلف شعارات ثورية رنانة .
بينما من ضحى بالفعل وقدم أغلى ما في الحياة وهي روحه الغالية الطاهرة لم تجد أسرته ربع إهتمام المناضلين الأحياء ، أو تقديراً أو رعاية إلا من القلة القليلة التي تمتلك حضور لدى أصحاب المعالي والسعادة والقادة .
أن ينضم الجرحى وأسر الشهداء إلى طابور المسحوقين من الفقراء والمساكين والمحتاجين جريمة دينية ووطنية وأخلاقية لا تغتفر بحق المناضلين الأحياء .