عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):

ياتحالف.. لمصلحة من احتدام المواجهات في ابين؟؟

ما تشهده ابين من احداث عنف و سفك لدماء الشباب الابرياء يعد كارثة بكل المقاييس.
كم نعجب من صمت التحالف و تخاذله ازاء ما يحدث من احتقان متسارع وعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة والصارمة التي تحقن الدم فوراً ووضع المعالجات التي تقي الجميع ويلات الصراعات و الصدامات التي تجعل العدو المشترك يرقص و يهلل وها قد رأيتم كيف تم النفخ للمزيد من الدم و ترهيب وترعيب المواطنين الامنين والزج بمن تبقى بفلذات اكبادهم عقب حرب الحوثي للمحرقة بمحاولات مستميته لتفجير حرب جديدة و صراعات جديدة ما كانت في الحسبان .
انها بحق قمة المأساة حين يصوب ابناء الجغرافيا الواحدة فوهات بنادقهم لصدور بعضهم فالجميع وجدوا انفسهم بين عشية وضحاها ملزمين بتنفيذ توجيهات مسؤوليهم فهذا تبع الحزام وذاك تبع الشرعية مع ان الجميع تحت رعاية جهة واحدة عسكرياً ومعاشياً وتحت رعاية التحالف الذي  نعجب لصمته ازاء ما يحدث من اختراقات و خروقات رامية لعرقلة تطبيق بنود اتفاق الرياض الذي يترقبه الشارع بفارغ الصبر فالناس سئمت التوترات التي باتت تؤرق مضاجعهم وقد تجبرهم علئ مغادرة منازلهم  وما ترتب عنه من الغلاء وقطع الطرقات التي يدفع طلاب الجامعة ضريبتها اكثر من غيرهم فضلاً عن الفساد الذي استشرى حينما وجد بيئة تحقق له مآربه .
الجدير ان الشباب لذين ذهبوا ضحايا لم يقترفوا جرماً كي يجدوا انفسهم وقوداً لبعض وكانوا امام خيارين احلاهما مر و اختبار صعب ربما مقصود من جهة بعينها لاختبار الولاء والصمود و حينما يلفظون انفاسهم الاخيرة يكون ذنبهم برقبة من زج بهم فهو راع ومسؤول عن رعيته 
مؤكد ان هناك من يريدها حرباً تشق الصف واللحمة و تطوي صفحة التصالح والتسامح 
وهي كارثة بلا شك ان استمرت الامور علئ هذه الوتيرة
 
رغم الاجماع علئ تطبيق بنود الاتفاق الا ان الكيفية الاندفاعية تقلب الموازين ويتعثر فيها اللاعبين و تختلط الاوراق فإن ركب العند رأس القادة وتم الرقص على رؤوس المساكين واخذت الامور منحى آخر  فهذا بالطبع ما يريده دعاة الحروب والويل والثبور فالنار ماتحرق الا رجل واطيها ونسأل لله ان يخمد نار الاقتتال ويكفينا شر شماتة الاعداء .
وهنا نطالب قادة التحالف بتحمل لمسؤولية امام الله وامام الشعب المغلوب علئ امره وامام الجنود الذين لا حول لهم ولا قوة كي لا يزج بهم مرة اخرى في معارك اخوية الرابح فيها خاسر.
ونذكر متعطشي الدماء من القادة انه لا شهيد ولا شهادة بين اخوين يجتمعان بشهادة التوحيد ويقتتلان.
 
نأمل من جهود التحالف والقادة الخيرين ان تثمر  بإخراس افواه البنادق والعودة الى جادة الصواب و تحكيم العقل
للتوصل للحلول و المعالجات الناجعة لتطبيق بنود اتفاق الرياض
بقي ان نذكر الجميع ان استعادة الدولة او الانتصار للشهداء و المغدروين لا تكون بسفك المزيد من الدماء ولم ولن تتحقق بمنطق القوة وشق وحدة الصف لانه لن تكون هناك دولة مادام كل طرف يتحين الفرصة للانقضاض علئ الاخر لطيه تحت جناحه و اعتقد ان هذا لن يدفع ثمنه الا ابناء الجنوب اما المتربصون فسيرقصون طرباً و نشوة وعلبكم ان تفوتوا عليهم الفرصة وتجنبوا الشقاق والفرقة فهي تجعلكم لقمة سائقة فهل منكم من رجل رشيد لتحقنوا دماء شبابنا وتجنبوهم الفتن التي طبخت و تطبح منذ سنوات لالتهام المزيد ان حمي الوطيس و اختلط الحابل بالنابل واختل التوازن .
في الاخير نقول للجميع حكموا العقل واحقنوا الدماء وترحموا على من سقطوا من غير حول منهم ولا قوة كما لا نملك الا الدعاء بالشفاء للجرحئ و الهداية لنا وللجميع.
وما تنسوا الصلاة و السلام على اشرف الانبياء والمرسلين.
 عفاف سالم