مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):
لبنان نِعْمَ المكان و بِئْسَ الزمان
انطوى التفكير السَّليم ، في عقل صاحبه متعلِّم ، حينما تأثر بالجَريِ وراء مَغانم ، تُنقص من مشروعية القائم ، لتصبَّ في ملذاتٍ منتهاها الانظمام لسلك المَحارِم ، ذي فضاء بالشُّرُورِ والعمالة للغير مُزدَحم ، والنتيجة نازعة التأَسُّف من منتظري طابور خلف أبواب مؤسسات داخلها للبحث عن حلول في سُبَاةٍ مع السَّراب حالِم ، والخارج منها لا يجد قُُدَّامَه غير الانبطاح لما تلقاه من وُعودِ ظالِم . الصَّبر أخره فرَج إلاَّ عند أقْوام لن يلومهم لائم ، جَرّبوه لسنوات متعاقبة مع حكومات سابقة فلم يأخذوا غير كلامٍ مَمْلُول من نفس المُتكلٍّم ، يقول صباحاً أنه فاعل ومع المساء بالأعذار المتكرة مستسلم ، مثله مثل كل مسؤول لم يهتدي قط لآوان رحيله بعد أعوام قضاها لمن حوله على تصديق الأوهام يُعَلِّم ، وهو المتيقِّن أن حياء اللبنانيين ليس ضعفا ملتصقا بهم بل شيمة دُعاة سِلْم كما هو معلوم ، لكنه التعنُّت عند طرف رسمي لا يستحي أصلاً حَسب بنفوذه يقدر تكميم الأفواه واستحضار العَصَا لفضِّ أي إعصار غضب بشريّ قادم ، لتنظيف مكاتب تحت الأرض من عوامل التحكُّم في الكائنة فوقها الساكتة عن تخطيط سري موجه لتوسيع الخناق على الأهالي عازم ، حتى يرضخ كل مناضل من أجل حرية ووحدة اجزاء لبنان لشيء حقاً لدكره ليس هناك مانع اللهم الحيطة في معالجة الرد الفاصل على مرحلة التسيُّب المُباح من طرف المتآمرين على هذا الوطن من داخله والخارج بنوايا أفتك من السموم ، بمرحلة مقابِلة النِّد للند بمَّا تهيأ لانطلاقة سلمية مباركة تحقِّق عودة تحكُّم اللبنانبين في شأنهم العام والخاص بما يجعلهم مستحقين شرف الإرتباط الروحي بهذا الوطن الجميل ، والتصرف بين أحضانه بأنبل ما في النبل النبيل ، لتجديد حضور بين الأوطان المحترمة جليل .
... التجأ البعض لمراقبة مَن أنوفهم ممدودة لشمِّ أخبار غالبية الشعب تحسباً (بما فعلوا) لإنجاح ما يجول حتى الساعة همساً من تغييب كل حلٍّ ترقيعيّ
لواقع يُكرِّس نفس أصحاب المنافع، المنزوعة من حقِّ الشعب اللبناني العظيم ، في العيش بهوِيِّته اللبنانية، بغير عمامة يضعها فوق رأسه ترمز للتبعية العقيمة ، وتجرّ لأسوأ الوضعيات النائية (إن حصلت) بحياد الوطن عن صراعات مهما كان مضمونها ، أو أجناس شاعلى نار فتنتها ، لما يعكِّر صَفْو المنطقة أولا ، وكل مَن يأمل أن تغدو لبنان محطة عالمية للأمن والسلام ، المشمول بالنماء الحقيقي كمقام . لقد أصاب تلك الأنوف ما عرَّض أصحابها لنوع من الزكام ، يميزهم بالعمالة المجانية ، لمن شمس التغيير مشرقة غدا أو بعد غد بما يكسِّر مراميها ، بتوحيد البلد على نظام خالي من حاملي السلاح ، باستثتاء الجيش الشرعيّ المكلف بحماية الحدود ، والدفاع عن شرف اللبنانيين كافة ، له الهَيبَة القادر بها أن يوقفَ كل حركات ساكني الجحور وقد فاحت رائحتهم من جراء ما انتُسب إليهم من رغبة السيطرة الكلية على لبنان الدولة ، مهما طال الأمد لهدف لا داعي لشرحه جملة وتفصيلا.