علي ثابت القضيبي يكتب:
والٱن كيف ؟!
مساء الثلاثاء الفارط ، كانت الفضائيات تتناقل بيان هيئة كبار العلماء السعوديين بخصوص الإخوان المسلمين ، والبيان جاء صارخاً بمحتواه ودلالاته ، فهو وصمَ الجماعة بالإرهابية ولاتمثّل الإسلام ، بل وحذّر من الإنتماء اليها أو التّعاطف معها .. إلخ .
* ثمّة كثيرون - وأنا منهم - نُجزمُ بأنّ هذا البيان جاء بعد إيماءةٍ سياسية عالية المستوى ، والهيئة التي جاءت بمرسومٍ ملكي عام ١٩٧١م ، ومنوطٌ بها إبداءُ الرأي فيما يُحال اليها بحثهُ ، أو ممّا إشْكلّ بصدده ، فهي أصدرت بيانها القويٌ هذا ، وفي هذا التوقيت ، وجاء مُتخماً بالإيحاءات السياسية الصريحة والمقصودة ، وبما يُوحي بأنه قد تقَرّر التعاطي مع هذه الجماعة بصورةٍ ما ، حتى وإن كان حضور هؤلاء في المملكة ملموساً قاعدياً وفي منظومة السلطة ولاشك .
* هنا لا أدري كيف ستتعاطىٰ المملكة مثلاً مع سفيرها ٱل جابر الذي يُشاعُ بقوةٍ عن علاقاتهِ الوطيدة بالجنرال الإخواني علي محسن الأحمر ؟ وهي علاقات مرتبطة حتى بالمصالح والتجارة كما يتردّد ، أو كيفَ ستتعاطى مع صِلات ونفوذ الأخير - محسن - على اللجنة الخاصة السعودية ؟ وهذه اللجنة بمثابة سلطة وإدارة للملكة السعودية في اليمن ، أو سفارة لها فيها ؟ وكلٌ هذا شائك وثقيل ولاشك .
* بعد لقاء فخامة الرئيس عبدربه برئيس الإنتقالي لمرتين ، وبعد إستبشار الكل بالإعلان عن الحكومة ، كانت المفاجأة بتفجير الإخوان للموقف في شقره / أبين ، وقصفهم العنيف لمواقع الإنتقالي الذي أفضىٰ الى مقتل عشرة أفراد ، وجاء الرّدٌ القويٌ من قيادتنا ميدانياً ، وبرسالةٍ الرئيس الزبيدي الى المملكة بأن لاحوار مع مثلُ هؤلاء ، وتبعهُ رئيس الجمعية الوطنية - بن بريك - بالتوجيه برفع الجهوزية الى الخطة ( ب ) ، هذا جاء مشفوعاً بعبارته الشهيرة : ( هؤلاء مايمشوا إلا بالصميل ) .
* هنا تكونُ المملكة قد أُجبِرت على ولوج دائرة الحَرجِ ، أو ضرورة إتخاذ موقف جدّي وحازم مع مايجري ، فالإخوان تمادوا وأكثروا في التّمادي وبصلفٍ ايضاً ، وهم يعلنون هنا صراحةً بأنّهم لايأتمرون بأمرِ الرئيس الشرعي ، وهذا تَعرفهُ السعوديّة جيداً ، ويعرفهُ الإقليم والكل ، لأنهم لايأتمرون إلا بأمرِ العرّابين الكبار المُحركين للبيادقِ على الرقعة ، ولذلك تتعاطىٰ المملكة بشئٍ من التّهيب وربّما الحيطة مع هذا الشّأن !
* ( لأنّها جماعة منحرفة قائمة على مُنازعة وُلاة الأمر والخروج على الحاكم وإثارة الفتن .. إلخ ) ، هكذا تحدّث صراحةً بيان الهيئة السعودية ، وهو جاء بعد تفجير الموقف في شقرة ، ونَفهمُ من هذا مانفهمهُ ، لكن الأكيد والقطعي أنّ هذا لايحتاج الى المسلك البراجماتي والمخاتل الذي إعتادت السعودية إنتهاجه مع الإخوان وسواهم ، لأنّ مايجري هو تَحدٍ صارخ للملكة ولعاصفة الحزم و .. و .. ، ثمّ أنّ سُمعة المملكة وحتى وجودها وحجم خسائرها ستكونُ بالغة جداً في هذه الحال .. أليس كذلك ؟!