علي ثابت القضيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):
قراءة في معادلة الإخوان السعودية
بعد بيان 10 نوفمبر الجاري لهيئة كبار العلماء السعوديين بصدد الإخوان ، وهذا تَداعت لهُ خُطبة الجمعة في عموم المملكة ، ومن قُوة محتواه ، إفترضناه كَسيفٍ سيفصل الرأس عن الجسد ، بعد ذلك في تصريح وزير الشؤون الإسلامية والدّعوة والإرشاد بنفس الصّدد ، وبينهما ماصرّح به وليٌ العهد السعودي صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان - الخميس 12 نوفمبر الجاري - عن جهود المملكة في مكافحة الإرهاب والتّطرف متحدثاً عن نجاحاتها فيه .. إلخ ، هنا ظننّا أنّ عهد الإخوان قد إنطوىٰ الى غير رجعة ، ولكن ..
المملكة السعودية ومنذو عام 2014م تعتبر الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً ، بل في عام 2017م تَعهّد وليٌ العهد بأنهُ سيتمٌ القضاء على التطرف - في إشارة الى الإخوان - وفوراً ، وأكّد : ( وبدأنا فعلياً حملة جادة لمعالجة الأسباب والتّصدي للظواهر ) .. إذاً ، هل ثمّة نافذين في منظومة إتخاذ القرار السعودي مُرتبطين بالعرّابين الدوليين حتى تتهيّب المملكة من إتخاذ إجراء جدّي بحق العبث الإخواني الجلي في دائرتها ؟!
بالمناسبة .. الثّروة ، وكلما تضخّمت أرصدتها ، هنا تتحرّك أذرع أخطبوط العرّابين الكبار للإطباق على هذه الثّروات وأصحابها ، والهدف لجعلهم يعملون في دائرتها ، فيضخمون لهم ثرواتهم بفتحِ مجالات أنشطة أوسع ، فيزدادوا ثراءً ، ويغرقوا في الرّفاهِ والنفوذ ، ولكنهم يصبحوا مُكبّلين ورهائن للعرابين ومخطّطاتهم ، ولذلك يرضخوا للعملِ ضدّ بلدانهم ودِينهم وشعوبهم ! فكم ياترىٰ في بلداننا من هؤلاء ؟ ثمّ كيف الخلاص منهم ؟ إنهُ خيار صعب ومؤلم ومكلف ايضاً .
اليوم كل كهنةِ إخوان الشّرعية يقبعون في فنادق الرياض ، فما هي خلفيّات صًلفهم في العبثِ في رقعتنا هنا ؟! بل وبما يظهر بكل جلاء في وقوفهم كعقبةٍ في وجه التّحالف ، وايضاً تعجيزه عن تحقيق هدفه في كَبحِ جماح الشّرهِ الإيراني في جغرافيتنا ، وكذلك للحدّ من تهديدات إيران في إلحاقِ الأذىٰ الماحق بالمملكة نفسها وكل جيرانها الخليجيين ! ومع كل ذلك لاتحرك المملكة معهم ساكناً ، فلماذا ياتُرىٰ ؟!
شخصياً ، أجزمُ بأنّ قيادة المملكة على إطلاعٍ يقيني بتفاصيل كل المخطّطات المرسومة لمنطقتنا عُموماً ، بما فيها ما يستهدفها هي نفسها ، وهذه المخطّطات هراوتها الإخوان ومَن في فلكهم ، وأداء المملكة بهذه الصورة المهادنة مع صَلف الإخوان ومن يقف خلفهم ، هو من باب إعاقة ما يمكن إعاقته من هذه المخططات بكل تَروٍ وأقل كُلفة ، وعلى أمل فَرضها لواقعٍ سياسي مُغاير في حينٍ ما ، ولذلك سيظلٌ الإخوان كالسوس ينخرُ في الجسد حتّى يَقضي الله أمراً كان مفعولاً .. أليس كذلك ؟!