د. علي الخلاقي يكتب:

صافي الصافي والبُن اليافعي!

صافي الصافي (أبو أنس) له من اسمه نصيب.. فالصافي في اللهجة اليافعية هو نوى ثمار البُن، كما يُطلق عليه في اللهجة اليافعية، بعد تنقيته من القشرة، وهو المادة الرئيسية التي يستهلكها محبو القهوة في العالم أجمع.

أقول ذلك وأنا أتابع الجهود الدؤوبة والمثمرة لمؤسسة يافع للعمل والانجاز التي يرأسها الشخصية الاجتماعية ورجل الخير صافي الصافي (أبو أنس)، واهتمامه ومتابعاته الشخصية لتنفيذ مشروع المسح الشامل لأشجار البن اليافعي ومصادر المياه، حتى أن صفحته في الفيسبوك تفوح بنكهة البُن الصافي ويكرسها لمتابعة نتائج الحملة أولاً بأول من خلال التقارير والصور الميدانية من مجموعة المتخصصين بأعمال المسح ممن ينتشرون في خارطة أودية البُن ويقومون بإعداد قاعدة البيانات المطلوبة لتكون أساساً للنهوض بهذه الثروة الزراعية ذات المحصول النقدي الذي تشتهر به يافع، التي تنتج أجود أنواع البُن الشهير بنكته ومذاقه المميزين.

ويقف إلى جانب رئيس المؤسسه زميله السفير خالد الحصني المدير التنفيذي، ويستحق الثنائي الجميل الصافي والحصني كل تقدير واحترام لجهودهما الدؤوبة والمخلصة في العمل التطوعي لخدمة المجتمع في كثير من المجالات ، وبروز دورهما هذه الأيام في أهم حقل هو الحقل الزراعي، وخاصة في إحياء وانعاش شجرة البُن والاهتمام بزراعتها في مناطق يافع التي تنتج أجود أنواع البُن.

وما يثير الإعجاب ذلك التجاوب الكبير الذي يبديه المزارعون في مختلف مناطق يافع وتجاوبهم مع فرق المسح العديدة التي توزعت على أودية زراعة البُن في مناطق يافع المختلفة وفق برنامج زمني محدد. بل إن بعض المواطنين وبالتزامن مع أعمال المسح لأشجار البُن ومصادر المياه قد بادر إلى قلع أشجار القات (اللعينة) المنافس اللدود لأشجار البُن لما تستأثر به من المخزون المائي على حساب شجرة البُن. وهذه المبادرات تستحق التقدير ونأمل أن تكون خطوة في الطريق الصحيح لتكوين وعي جمعي على طريق التخلص من آفة القات وأضراره الاجتماعية والمادية والأسرية. 

وترافق أعمال المسح برامج توعية للمزارعين للاعتناء بزراعة البُن وكيفية تحسين نوعيته وأساليب سقيه بالطرق الحديثة ومكافحة الحشرات التي تفتك بأشجار البُن والاهتمام ببناء الحواجز الأرضية والسدود لحفظ المياه في مواسم السيول. 

وتلقى جهود مؤسسة يافع للعمل والانجاز ومعهم مجموعة الزراعيين-يافع التي يرأسها الشخصية الاكماديمية النشطة البروفيسور د. يوسف القعيطي مباركة من وزارة الزراعة التي أبدت استعدادها بتقديم المساعدة لذلك النشاط ودعمه، وشاركت في حضور حفل تدشين أعمال المسح.

وقد برز اسم مؤسسة يافع للعمل والانجاز قبل بضع سنوات مقترناً بالكثير من الأعمال الخيرية، لعل أبرزها ثورة الطرقات التي تتواصل بنجاح في مناطق يافع المختلفة وفي جهودها الإنسانية والإغاثية لمجابهة تفشي وباء كورونا والأمراض المعدية والحميات وغيرها من الأعمال الإنسانية والخيرية.

وتواصلاً مع جودها النبيلة تقود مؤسسة يافع للعمل والانجاز هذه الأيام ما يطلق عليه البعض (ثورة بعد النهوض بزراعة البُن) التي جاءت بعد النجاحات المحققة في (ثورة الطرقات) المستمرة بنجاح.

فتحية تقدير للقائمين على المؤسسة ومجموعة المزارعين ولكل الكوادر المتخصصة في المجال الزراعي التي استجابت لنداء الواجب ممن ينتشرون هذه الأيام في كثير من المناطق لإنجاز مهمتهم النبيلة في العمل التوعي الزراعي وفي إعداد قاعدة البيانات التي تُبني عليها المعالجات والحلول التي تعيد للشجرة مجدها وتاريخها العريق.
وفي مثل هذه الأعمال التطوعية والعمل الاجتماعي المثمر.. فليتنافس المتنافسون.