علي ثابت القضيبي يكتب:
الصبيحي ورجب ياسُلطة الغدر !
نعرفُ يقيناً أنّ السلطة الشّرعية لاتُبالي بقضية الأسير الصبيحي وصَحْبه ، وهُم قاتلوا لأجلها ، وأسروا بعد نفاذ ذخيرتهم ، وهذا مسلك رجولي تُقدره ( الرجال ) ولاتنساه ، أو تجازيه بالإهمال والغدر !
* لقد ذهبَ الجنرال الدّموي علي محسن يبرمُ صفقةً مكولسةً تحرّر بها نجله وأخاه مقابل العلّامة الدّيلمي كما سمعنا وقرأنا ، وهناك مشاورات لتحرير شقيق الرئيس كما يُقال ، وهذا مُثيرٌ للغضبِ ، بل مُستغربٌ أن يحدث من ناسٍ نفترضهم سلطة دولة لارجال عصابات ! ثمّ أنّ الحوثيٌ قايض برموزه ورجاله الواحد بمئات الأسرىٰ ، وانتم ..
* إنّ أقذرَ خيانة إرتكبتها السلطة بحق اللواء الصبيحي هي عزله من منصبه والحرب ماانفكّت دائرة ، بل وهو أسير بهذا المنصب ، وأمَرّ منهُ أنّ ثمّة قرار دولي للإفراج عنه ومُحَدّداً بهذه الصفة ! فلماذا جرّدتموه منها في هذا الظرف بدسيسةِ الإخواني ( محسن ) الذي رشّح المقدشي بديلا عنه ؟! وهذا كان من الممكن تكليفه كقائم بالأعمال ، وهذا لن يغير في الواقع شيئاً ، ثمّ أنّ المنصب لن يَهبهُ دفعةً لتحقيق إنجازاتٍ ميدانيةٍ ، لكنّ تجريد الصبيحي من منصبهِ له تبعات سلبية كثيرة عليه وعلى وضعهِ ولاشك .
* الأهم ، ماذا حقّقَ هذا المقدشي بالمنصب ؟ هل كَسرَ الحوثي وطًرقَ أبواب صنعاء ؟! كلا ، بل مُنيَ وجيشه الكرتوني بالهزائمِ وتسليم الأسلحة ، وكلٌ هذا ضمن المُخطّط المُبرمج لسيناريو الجماعة والعرّابين ، لكن لماذا تضعوا اللواء الصبيحي كورقة رهانٍ في لعبتكم القذرة هذه ؟! والمؤسف أنّ التحالف يتعايش معها ، بل هو يعرف كل خيوطها الجهنمية ، وهنا السؤال المُلح .
* مِن نمطِ قتال الحوثيين قيادةً أعلى ومقاتلين ، حتىٰ وإن تلفّعوا بالإثناعشرية و .. و .. ، لكنهم يقاتلوا برجولةٍ في الميادين وفي السياسة ومع الخصوم ، ونعرفُ أن مُقاتليهم الذين أشبعوا عدن قصفاً بالمدفعية وبالصواريخ ، لكنهم لم ينهبوا بيتاً من البيوت التي غادرها أهلها نازحين بما عليهم في بداية القتال ، وصديقٌ لي نزحَ وأسرته بما عليهم ، وعند عودته الى منزله وجد ماتركه ( 200 ألف ريال يمني ) ومسدّس شخصي كما هما ، مع أنّ المنزل تمّ تفتيشه شبراً شبراً في غيابهم !
* كثيراً ما يشطحُ بي خيالي كلما يعاودُ طَيف جاري الصبيحي الى ذهني ، وهذا يحدث معي كثيراً ، هنا يُخيّلُ لي أنّ الحوثي هو مَن سيبادر ويطلق سراح الصبيحي ورجب وناصر منصور ، لأنّ الرجال تقدرُ الرجال ، خصوصاً والحوثيٌ يعرف أنّكم خذلتوا الصبيحي وغدرتوا به ، والٱن أهملتوا قضية أسره وصَحبه ، لكن يذبحُ في نفسي أنّ أهلي الصّبيحة ماانفكوا يُعولوا على هذه الشرعية الإخوانية في قضيته ، والٱنكىٰ منه هو إصطفاف بعضهم في نفس خَندق الإخواني الدموي محسن الذي يستهدف جنوبنا وشعبنا ، وهو الذي ذهب يُحرّر إبنه وأخيه وتركَ الصبيحي وأصحابه أسرىٰ ، والمفترض أنّ هذا مُهينٌ ومؤلم لأهلنا الصّبيحة الأحرار منهم تحديداً ولنا .. أليس كذلك ؟!