د.علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
هل بقي لنا شيء نفخر به ؟؟!!
لماذا نقول دائما نحن اليمانيون بأننا أصل العرب ؟!!
ولماذا نزايد على إخوتنا العرب بأننا السلالة العربية النقية والأصيلة دون سواها ؟!
هل هو من باب الاعتزاز والتفاخر بهذا النسب ، أم لنواسي أنفسنا ونداري عجزنا وإخفاء عيوبنا وفشلنا؟!!
وهل نحن من بقايا العرب البائدة عاد وثمود المثقلة بالأوزار والذنوب والآثام ، التي أهلكها الله ؟؟!! وهل نحن أحد الشّعوب العربيّة التي سكنت في المنطقة الممتدة ما بين حضرموت والربع الخالي وعُمان، وأرسل الله لهم هوداً نبيّاً، فرفضوا الاستجابة لدعوته، فغضب الله عليهم وأرسل إليهم عاصفةً قويّة أبادتهم عن آخرهم، باستثناء النبي هود وكل من آمن معه ، أم نحن من العرب العاربة التي جاءت بعدهم ؟!! وهل ورثنا عن تلك السلالة البائدة الفجور في الخصومة والعداوة حتى أصبحنا رمزا للعداوة والبغضاء حتى مع بعضنا البعض ؟؟!!
وهل اكتسبنا هذه الجينات من قومنا الأوائل الذين كانوا سببا في احتلال ديارنا من الأحباش والفرس الذين جلبناهم إلى اليمن بأيدينا ،ثم استعمرونا وفرضوا علينا الوصاية وحكموا بلادنا ؟؟!!
وعندما قيض الله لنا سيف بن ذي يزن فارس اليمن الذي حررها من الأحباش لم نستطع حمايته، وقتل على أيدي حراسه من الأحباش !!
ثم حكم الفرس وسلالتهم صنعاء حتى دخول الإسلام.
فهل يعيد التاريخ نفسه اليوم عندما تنحدر من جبال صعدة بقايا تلك السلالة الفارسية الغازية التي تدعي النسب الشريف والدم الأزرق الفارسي ظاهر في عروقها ، وشواهد التاريخ تدحض الجمع في النسب بين النقيضين !!
وهي لا زالت تحن إلى أصولها وجذورها وتفاخر وتجاهر بفارسيتها والاستقواء بدهاقنة قم وملالي طهران وتفتح لهم أبواب اليمن ؟!! وقد قالها صراحة محمد أحمد الشامي في هذه الأبيات للملك فيصل بن عبدالعزيز أثناء الحرب بين الجمهورية والملكية في ستينيات القرن الماضي :
قل لفيصل و.
قل لفيصل والقصور العوالي إننا نخبة أباة أشاوس
سنعيد الإمامة للحكم يوما بثياب النبي أو بثوب ماركس
فإذا ما خابت الحجاز ونجد فلنا أخوة كرام بفارس
وهنا نسأل القبائل اليمنية:
هل ماتت جينات النخوة والشهامة والشجاعة في سلالة كهلان وحمير حتى أصبحوا
يتسابقون اليوم على من يحكمهم ، وهل هانت عليهم أنفسهم وهم أحفاد الملوك أن يقبلوا أيادي وركب سلالات العلوج القادمة من أصفهان وبخارى وجبال طوروس وقرى الأناضول لاستعباد اليمن وأهله من جديد ؟؟!!
ليس هذا فحسب بل و أصبحوا يسوقون أبناء اليمن وقودا لحروبهم وهم صامتون كالأنعام ويحشدون جموعهم في الحسينيات وعاشوراء ويأمرونهم بجلد ظهورهم بالسواطير والجنازير حتى تسيل دماؤهم أنهارا ليثبتوا ولائهم لهم ؟!!ّ
ماذا جرى لكم يا أحفاد الملوك والأقيال ..؟ أين نسل سيف بن ذي يزن ، ومكاربة اليمن ،وسلالة عمرو بن معد يكرب الزبيدي ؟!!
أين قبائل اليمن من تاريخهم ...هل ذهبت الحمية والشجاعة مع الأوس والخزرج ؟!
أم هاجرت مع أبي السمح الخولاني وعبد الرحمن الغافقي و قادة الفتوحات والأمصار وهم يجاهدون من الصين شرقا إلى الأندلس غربا وحتى جبال طوروس و لم يترجلوا عن صهوات الجياد حتى فتحوا الدنيا ونشروا فيها الإسلام ؟؟!! وهل عجزت النساء أن يلدن مثلهم ؟
هل انقرضوا أم استكانوا ؟!! هل غيبتهم الأرض حتى أصبحنا لا نعرف هل هم اليوم فوق الأرض أم تحت التراب ودفنوا وهم أحياء ؟!!
هل بلغ بنا سؤ الحال الدرك الأسفل وابتلانا الله بذنوبنا حتى أخبر بنا هدد سليمان وسلط الله علينا اليوم أحفاد رستم للانتقام مما فعلته جيوش عمر بن الخطاب في القادسية ؟!!
هل نقل الجن عرش بلقيس وتاج حمير وكهلان إلى القدس أو قم ؟!!
أم رهن العملاء والوكلاء نسر الجمهورية وسلموه خامنئي؟!!
وهل التاريخ يعيد نفسه من جديد عندما مزقت جيوش أبرهة راياتنا وكسرت فرسان اليمن وتركوا ذو نواس يخوض بفرسه بحر الظلمات ويموت غريقا ؟؟
وهل أصابتنا دعوة عبد المطلب بن هاشم عندما تركنا جيوش أبرهة تغزو بيت الله الحرام انطلاقا من اليمن ..واكتفينا بمراقبة المشهد وجيوشهم تجوس خلال الديار حتى أباد الله جيوشهم بطير الأبابيل؟!!
ليس هذا فحسب بل غضب الله علينا من قبل بسيل العرم ومزقنا كل ممزق ولا زالت لعنة الشتات تلاحقنا أينما سرنا حتى يوم القيامة !!
قال تعالى : فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (سبأ-16) صدق الله العظيم .
د.علوي عمر بن فريد