د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

أوبئة العصر الحديث !‍!

تعج كتب التاريخ بفصول وتفاصيل عن أبرز الأوبئة (الجدري، التيفوس، الملاريا، الكوليرا، الحمى الصفراء، والإيدز...) التي أودت بالإنسانية إلى التهلكة. وتجدر الإشارة هنا إلى حضور نوع من المبالغة لدى بعض المؤرخين؛ خصوصا القدماء، لحظة كتابتهم عن الأوبئة، لدرجة يجد فيها القارئ نفسه غير قادر على التمييز فيما يقرأه بين الحقيقة والأسطورة، التي ترد من باب المبالغة في التوصيف وتصوير هول الكارثة..وإذا سلم المرء بكل ما يقرأ أو يسمع فسيقتله الخوف والرعب وهو في مكانه ،وما عليه سوى إيقاف وتجاهل الأخبار اليومية وما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن هذه الأوبئة ويقول د. مصطفى الفقي :
"إن العالم سوف يتغير كثيرًا والحياة سوف تتحول تمامًا ولن ينسى البشر عام 2020 حدًا فاصلًا بين عالمين مختلفين وتوقيتًا لميلاد الدنيا الجديدة وسوف يتحدث أبناؤنا وأحفادنا بعد عشرات السنين عن ذلك، فإذا كنا نحن لا ننسي وباء الكوليرا عام 1947 فما بالنا بتلك المحنة القاسية التي عرفناها عام 2020، فالفيروس المتحور فاق في خطورته وشراسته الأوبئة التي سبقته بدءًا من الطاعون إلي السل مرورًا بالإيدز وعشرات الأمراض الفتاكة من مثل الإنفلونزا الإسبانية والملاريا بل الجذام ذاته، وكأنما هي رسالة إلهية إلي البشر بألا تغرنكم الحياة ولا تستهويكم الأموال ولا تحميكم الأسلحة النووية، فهذه عظة ودرس لمن يريد أن يعي وأن يتدبر، ولست هنا أدخل في نوبة دروشة ولكنني أطالب بإعادة النظر في فلسفة حياتنا وعلاقتنا بالكون الذي نعيش فيه والكوكب الذي استنزفتاه ولوثناه ولم نحسن التعامل معه "
ويلقي العلماء باللوم على الزيادة في انتشار مسببات الأمراض من الحيوانات في اتجاهين: العولمة السريعة والتفاعل البشري المتعجرف مع الطبيعة، وهذا يعني أن تفشي الأمراض والأوبئة من المرجح أن تظهر بانتظام ما لم يتم التحقق من الاتجاهات أو عكسها، كما يحذرون.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يبعث على رأس كل مائة عام للأمة من يجدد لها صحيح دينها فإننا نسأله اللطف حتى لا يكون لدينا كل مائة عام وباء يتجدد ويتمحور ويعبث بالأرواح ويدمر أسباب الرزق ومصادر الأمان إذ إن مخاطر الوباء لا تتوقف عليه وحده، ولكن الأخطر منها هو حالة القلق النفسي والتوتر التي شاعت بين البشر منذ جرى تصدير ذلك الوباء إلى شعوب الأرض بغير استثناء!!
وإذا سلم المرء بكل ما يقرأ أو يسمع فسيقتله الخوف والرعب وهو في مكانه ،وما عليه سوى إيقاف وتجاهل الأخبار اليومية وما ينشر عبر مراكز التواصل الاجتماعي عن هذه الأوبئة!!‍
وعليك أخي المسلم إشغال نفسك بالصلاة والدعاء ..وفي الوقت نفسه عليك بالمضي قدما في حياتك وقوي إيمانك بالله ولا تشكك وثق أن ما كتبه الله لك سيصيبك من خير أو شر لا محالة فلا تشغل نفسك بكثرة التفكير .. فعمرك لن ينقص أو يزيد إلا بما كتبه الله لك فلا تدع الخوف يسيطر على تفكيرك وثق انك لن تموت إلا إذا استكملت عمرك ولكل أجل كتاب .. نعم خذ بالأسباب واحترز وتناول ما يسر الله لك من طعام صحي وخذ بالأسباب لتحصل على مناعة تدفع عنك الأمراض وعش حياتك ..وخير ما نختم به المقال هذا الحديث النبوي :
عن أنسٍ رضِى الله عنه أَنَّ النبى صلى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالجُنُونِ وَالجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ". رواه أحمدُ وأبو داودَ والنسائّى".
د. علوي عمر بن فريد