مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

متى تنضم اليمن الى اتفاقيات الاعتراف المتبادل بالتعليم والشهادات ؟

اعتمدت الدول الأعضاء في اليونسكو في نوفمبر 2019أول اتفاقية للأمم المتحدة بشأن التعليم العالي ، وترسي الاتفاقية الجديدة مبادئ عالمية للاعتراف بالدراسات والشهادات  وتقوم على آليات ضمان الجودة ومشاركة المعلومات المتعلقة بالمؤسسات والنظم التعليمية والبرامج والدرجات الدراسية ، وقد أعربت عدة دول أعضاء في اليونسكو عن دعمها للاتفاقية وأعلنت نيّتها التصديق فوراً على الاتفاقية العالمية.

يوجد اليوم حوالي 100 معاهدة دولية بشأن الاعتراف المتبادل بالتعليم  والشهادات الاكاديمية  ، واليمن من الدول النائمة والغائبة دائما عن الاتفاقيات الدولية ، خاصة تلك المرتبطة بالتعليم والاعتراف المتبادل  وفحص الشهادات الجامعية والدرجات والالقاب الأكاديمية  ، ولهذا السبب اليوم الشهادات والدرجات الاكاديمية المزيفة  والحقيقية في اليمن "على قفا من يشيل " مع احترامي وتقديري للقلة الاكاديمية النزيهة ، إذ يتجاوز عدد حملة الالقاب الاكاديمية في البلاد بشكل كبير عدد الأشخاص الذين درسوا بالفعل في مؤسسات التعليم العالي داخل وخارج البلاد ، .

 الكثير من المتخصصين والخريجين  في اليمن لديهم شهادات جامعية واكاديمية  مشكوك في امرها و الحديث عنها  ممنوع ، بسبب كثرة المسؤولين الذين تدور الشبهات حول شهاداتهم الاكاديمية ، التي تعد عندهم من مستلزمات  الوجاهة والتفاخر والانتقال بسرعة البرق  إلى أعلى السلم الوظيفي " كفاءات غامضة ولوبيات فساد وحروب " ، واليمن بسبب هذه الكفاءات الفاشلة  تخرج من حرب وتدخل في اخرى ومن انهيار اقتصادي الى اخر والتعليم بفضلها اصبح  موضوع انتقادات دائمة وضعيف ، والكثير من خبراء التعليم يتحدثون منذ فترة طويلة عن الحاجة إلى تغيير وتطوير نهج التعليم في اليمن.

" للتذكير " ، وزير الخدمة المدنية السابق نبيل الفقيه في العام الماضي  أصدر قراراً قضى بتكليف فريق للقيام بحصر ومراجعة كل قرارات التعيينات في وحدات الخدمة العامة ، لتحديد مدى توافق التعيينات مع الشروط القانونية  ، كما أن الفريق الذي شكله الوزير كان من مهامه القيام بفحص الشهادات ومنها تلك ، التي يمتلكها  بعض المسؤولين  لمعرفة إن كانت حقيقية أم  مزورة ، والى يومنا هذا لا احد يعرف الى اين وصلت هذه اللجنة في مهامها  وهل هي مستمرة ام تم ايقافها ؟  .

متى يدرك المسؤولون عن  التعليم في اليمن  اهمية نظام الاتفاقيات  بالاعتراف المتبادل بشأن التعليم و بالوثائق الأجنبية العلمية  مثل  : اتفاقية ( لشبونة )  في المنطقة الأوروبية ، واتفاقية باريس حول  الاعتراف بالدراسات ودبلومات التعليم العالي والدرجات الأكاديمية ، و (لاهاي ) اتفاقية إلغاء شرط تصديق المستندات العامة الأجنبية، واتفاقية (طشقند ) بشأن الاعتراف المتبادل ومعادلة الوثائق المتعلقة بالتعليم والألقاب الأكاديمية .

هذه المقالة هي  رسالة لمن يهمه الامر في التفكير  لضم اليمن الى  الاتفاقيات الدولية بشأن التعليم والشهادات ، وكذلك لإنشاء وكالة وطنية يمنية مستقلة لجودة التعليم العالي و التقويم ،من اجل  رفع مستوى التعليم في اليمن وجعل الخريجين  أكثر معرفة و قدرة للنهوض بالبلاد من حالتها المزرية ، وعلى المنافسة في سوق العمل داخل وخارج البلاد  .