صالح علي باراس يكتب لـ(اليوم الثامن):
شبوة... وبروباغندا التمكين المتوضئة
البروباغندا:
هي الدعاية الموجهة وبمعنى مبسط، هي عرض المعلومات بهدف التأثير على المواطن بإعطاء معلومات ناقصة أو كاذبة او مضخمة او الامتناع عن تقديم معلومات للتأثير على الأشخاص عاطفيا بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص وهي مضادة للعقلانية والموضوعية في تقديم المعلومات
اتخذت البروباغندا الاخوانية مسارات خمس واضحة لتمكينها:
تعاضد الاعلام والاعلان والمنظمات الحقوقية والانسانية والاغاثية ومسميات مراكز الابحاث...الخ وهي مترابطة ومتكاملة بمئات مراكز الاشاعات وشبكات تلفزيونية وصحف والاف المواقع ومنصات تويتر وحوائط الفيس بوك وينثر ذبابه في صفحات التواصل الاجتماعي محليا واقليميا ودوليا وكلها تصدر عن صوت واحد تمجيدا لمريدهم وتشهيرا وتقبيحا وتخوينا لعدوهم وكل شبكاتهم مترابطة لا تنقل الحقيقة اما بعرضها ناقصة او كاذبة او مضخمة او حجبها ونموذج ذلك ان مركز اخواني في صنعاء جنّد صحافيين غربيين -والارتزاق وبيع الذمم ليس خاصية العالم الثالث - زاروا شبوة فتعاملت معهم البروباغندا الاخوانية اينما وُجِد للاخوان تواجد اعلامي محليا واقليميا ودوليا بانها تؤكد الثقة التي ينالها التمكين فتعاملوا معها كسياق مستقل ليس مرتبطا ببلد يعاني حرب وآثارها المدمرة في كل المجالات وهي حالة سبق وان قدموا بها مارب
التغطية على مشروع التمكين بشرعية تعيين المحافظ وانه بقرار من رئيس الجمهورية فيبرر اتباع التمكين تمكينهم بالقول *مارجينا انا لقينا آدمي عنده نسبة من ضمير فالخلاف ليس معهم على ضمير المحافظ بل مع مشروع التمكين وانه يجري في عروقه والذي يبنيه بتجريف من ليس مع او نصير للتمكين تحت غطاء الشرعية تارة واخرى تحت مقولة شبوة اولا وتارة ما في البيت الا اهله وتارة باسم التنمية وتارة باسم محاربة الفساد وغيرها من عناوين البروباغندا التي يجيد التمكين تلفيقها او تضخيمها ليخفي اجندته تحتها
التمكين من المفردات الامنية والعسكرية التي حقق معظم ما يهدف اليه فاستطاع اما ان يؤخون تلك المفردات او يحيّد من لايثق بها او يعزل وظائفها فتكون مجرد عناوين للدلالة على مؤسسيته فيسجن خارج القانون ولايلتفت لفتاوى تلك المؤسسات الغير مؤخونه وهي ذات صلة مؤسسيا بالاعتقال وسخّر البروباغندا ضد الامارات العربية وجعلها اشد خطرا من الحوثي والتواجد الايراني ويستعرض بطولات وهمية لمحاربتها في شبوة فتارة بانها تستهدف المحافظ وان عدد محاولات اغتياله لا تعُد او بالقيام بغزوات استعراضية باتجاه العلم وبلحاف تتم تغطية بطولاتها في كل شبكات البروباغندا محليا واقليما ولا تلبث ان تتلاشى كما بدات لكنها تترافق وسياسة تمكين على المفردات الامنية والعسكرية او انشاء مسمات امنية جديدة والتجنيد يجري على قدم وساق لمجندين اغلبهم دون 18 عاما!!
بروباغندا التنمية
ما ساعد على رواجها ان شبوة طيلة الوحدة كانت محرومة الا من مشاريع تفيد المركز في صنعاء واستخدمت النسبة الضئيلة من حصة المحافظة من النفط والموارد الاخرى لشراء الولاءات والذمم فيها ، وجاءت الحرب الاخيرة فدمرت الطرقات وسادت العشوائيات وتراخت الادارات خاصة في عاصمتها وقام المركز في الشرعية بمحاصرة كل المحافظين الذين اداروا شبوة قبل تسليمها للتمكين الذي انفتحت له ابواب الشرعية المغلقة ورغم ذلك فان اسطوانة التنمية يمكن حصرها في بناء بوابتين في مدخلي عتق واعادة تاهيل شارع طوله بضع كيلو مترات ولو انك تسير فيه بانسيابية ستقطعه في اقل من ربع ساعة لكن توجد فيه 6 نقاط تفتيش ثابته و2 غير ثابته !!
وقاموا بازالة سوق الخضار والعشوئيات التي انتشرت حواليه وتضخيم ناقلة نفط على ساحل بلحاف وجعلها ميناء استراتيجي طالما انتظرته شبوة والاستبشار بان اولى الدفعات من النفط اليه وصلت ..الخ وضاع مشروع الخزن الاستراتيجي الذي بشّروا به لانه اضّر مصالح هوامير كبار.
وتنظيف الاشجار الحراجية التي انتشرت على جانبي الطريق من عتق حتى مفرق الصعيد وترميم طرقات في بضع مديريات لا تتجاوز في مجموعها رقما يصح ان نسميه بنية اساسية !!
بروباغندا الفساد
لن يدافع عن الفساد الا فاسد او محبذ له لكن محاربة الفساد تكون بطريقة مؤسسية وبمؤسسات رقابية وتتطلب وضع اليات تمنع وصول المال العام بشكل سائب الى يدي الموظف العام بل تصله كرقم يصرف منه وهذا لن يقوم به التمكين في شبوة لانه سيقطع شريين تمويله ، ومحاربة الفساد لاتعني بان يقتحم المحافظ ادارة ما ويلقي بطاقمها الى السجن ثم يتكرم باطلاق سراحهم ، فعصر الخليفة الذي ينزل يتفقد احوال رعيته ولّى فتلك الطريقة في النزول لن تحارب فسادا ولن تعيد لنا خليفة راشداً فمحاربة الفساد تتطلب تفعيل الجهات الرقابية من رقابة ومحاسبة ونيابة وبحث وتحرّي واجهزة امن رقابية. فالتاجر الشبواني يدفع مبلغ 50000ريال ضريبة على حملة قاطرة او ما دونها سواء نفط او مواد غذائية ..الخ بينما قاطرات الحثيلي وشركائه من هوامير الفساد الكبار لايعلم احد كم تدفع ويقال انها تدفع 30سنتا ما يثبت اختلال معايير محاربة الفساد وان محاربة الفساد الاصلي ليست كمحاربة الفساد الهشتي
محاربة الفساد تتطلب شفافية في تحصيل الضرائب والايرادات والجهة التي تجباها والجهة التي توّدع فيها وجهة الصرف ومجالات الصرف وهل هناك صرف من موارد شبوة لتمويل الجبهات كما يتردد !!؟ وهل تودع في بنك ام صراف وتاجر عملة وهل هناك من اموال تودع لدى صرافين ويُطلب من الجهات المالية شرعنتها وهي لا تعلم عنها شيئا..الخ
وناتي للتجريف في مستشفى عتق بدعوى محاربة الفساد او عدم الكفاءة وهو ماشغل شبوة خلال الاسبوع الماضي.
انا هنا لا اتهم ولا ازكي او ادافع عن الفساد في هذا القطاع فهو كسائر الادارات قد يكون موبؤا لكن ناخذ البديل فالمدير الجديد تخرّج عام 2019م ومازال لم يستلم شهادته الاصل!! وكان في المستشفى الميداني في مفرق الجوف قبل اجتياح الحوثي لها فهل مؤهلاته وخبراته الادارية تتناسب وتكليفه !!؟
والتجريف لم يشمل المدير بل طاقم العمليات والتمريض والاخصائيين ، وللتتبيل التمكيني للقبول الشعبي بالنجريف اضافوا لها مسمى بروفيسور.
قد يكون طاقم المستشفى فاسدا او غير كفوء لكن لما يحلّ البديل اغلبه شماليون كانوا في المستشفى الميداني في مفرق الجوف وهو طاقم اخوانجي!! الا يثير التساؤل ؟ وهل انعدمت الكفاءات في شبوة بان يحل البديل منها.؟ .. اين اصحاب مافي البيت الا اهله من ذلك!! ؟ هل من هدف ومغزى آخر بتجريف الكادر الجنوبي باسم الفساد واحلال كادر شمالي بديل عنه؟
يبدو ان الهدف عدا ليس محاربة الفساد بل فرض التمكين في قطاع الصحة واعداد المستشفى وتحويله الى مستشفى ميداني فلم يعد الاستثمار الاخواني في مجال الصحة كافيا !! لاستيعاب مخطط المعركة القادمة والكادر الجنوبي ليس موثوقا ولذا لابد من ازاحته تحت شعار محاربة الفساد او عدم الكفاءة واحلال طاقم تمكين موثوق مايؤكد ان التمكين في شبوة يعدّها لحرب قادمة
ان التجريف بهذه الطريقة يعني شيئين:
الاول : ان الاخوان يفرضون تمكينهم في كل المجالات في شبوة
والثاني: ان يحل بدلا عن الفساد القديم فساد متوضيء
12يناير 2021م