مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
من يلعب بالنار في عدن ؟
يتعزز نظام الأمن القومي للبلاد من خلال تفاعل القوى الداعمة له ، التي تنفذ تدابير ذات طبيعة امنية و سياسية وقانونية وتنظيمية واقتصادية وعسكرية وغيرها ، جميعها تهدف إلى ضمان استقرار أمن الدولة ، الفرد والمجتمع.
رغم الجهود الكبيرة التي تبدلها اجهزة الامن في عدن ، الا اننا لازلنا نسمع بعض الانفجارات في المدينة هنا وهناك ، لان ممارسة الارهاب في عدن المعذبة وتدمير بنيتها التحتية لازال من الرغبات الخبيثة الكامنة في نفوس بعض اشباه البشر بأشكالهم ومسمياتهم المريضة المختلفة ، فالكل لم ينسى بعد ضحايا العمليات الانتحارية ، ضحايا البحث عن العمل والراتب ، و قصف قارب المدنيين الهاربين من الحرب في التواهي و منصة ابو اليمامة ، حتى صحينا على قصف مطار عدن وهذا دليل على ان هؤلاء القتلة لن يتركونا بأمان ، ولن يتوقفوا عن القتل ، طالما لا توجد استراتيجية امنية واضحة لمكافحة الارهاب وحماية السكان ومدينة عدن المسماة بـــــ "المحررة " .
من الصعب تحديد من يقف خلف محاولات نشر الفوضى في عدن ، ولن يتهم احد بخصوص اللعب بالنار في المدينة دون ادلة ، حتى توليفة حكومة الاخوة الخصوم " حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال " التي ستواجه صعوبات ، والتي ارجو ان لا تقودها الى مستنقع المناكفات السياسية وهي احدى علامات الغباء السياسي ، الذي يؤدي الى نهج التعطيل الامني و الاداري والخدماتي وضعف شبكة الأمان الوطنية وطمأنه الناس ، ومن ثم حتمية التصادم وتصفية الحسابات .
جريمة " مطار عدن " تحثنا على التوجه الى القضاء الدولي والطلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الجريمة ، لان على ما يبدوا ان التقيد ضد مجهول اصبح تقليدا وهذا التراخي والسكوت سيعطي اشارة للمجرمين والارهابيين بانهم خارج الملاحقة والعقوبة ، وبالتالي ستسمر ادوات الارهاب المختلفة في المدينة بالنشاط والتكرار ، حتى تنفذ حلمها في تحويل عدن الى قندهار يمينة.
الصين شرعت في تحقيق دولي افتراضي عبر الانترنيت عن مصدر وسبب تفشي فيروس كورونا ، التحقيق الدولي الصيني الافتراضي يشارك فيه اخصائيين من روسيا وامريكا والمانيا والسودان ، لان هناك من الخبراء من يعتقد ان مصدر الفيروس ليست الصين ، عدن كذلك بحاجة للتحقيق الدولي على الارض وافتراضي عبر النت لكشف ملابسات حادث مطار عدن الاجرامي ، لان التكهنات وراء الفاعل المجهول مختلفة ومريبة .
لن يتوقف مسلسل اللعب بالنار ومحاولات الاغتيال لعدن وابنائها وبنيتها التحتية مالم نصوغ استراتيجية وطنية مترابطة لمكافحة الارهاب مثل اغلب دول العالم ،التي تبني استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب بمشاركة السكان وفي ثلاثة اتجاهات : "الوقاية ، الاستباقية ، الدفاع " .
قبل الوحدة كان المواطنون في الجنوب يشاركون الدولة في تنفيذ سياستها الامنية من خلال ممارسة حقوقهم والتزاماتهم المنصوص عليها في دستور وقوانين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبفضل هذه الاستراتيجية كشفت اجهزة الامن الجنوبية في الثمانينات الكثير من الخلايا الارهابية وقدمت عناصرها للمحاكمة علنا .