الى مدير عام مستشفى الجمهورية مع التحية
خير كلمة ابدأ بها مقالي هذا هو رسالتي التي اوجزها بكلمتين للاطباء ولكل المنتسبين لهم الا وهي رفقاً بالمرضى فالطب مهنة انسانية وسامية ونبيلة قبل ان تجعلوا منها مهنة استثمارية وتتحولوا الى مصاصي دماء للاسترزاق من فئة انهكها المرض وهد بدنها التعب والسقم .
رفقاً يا من مازال يحمل بين جنباته وحناياه بقايا من ضمير وانسانية فمن احيا النفس فكأنما احيا الناس جميعاً وطوبى لمن كان رفيقاً رقيقاً ورحيماً وطوبى لمن اتقى الله في عباده.
فما ابشع ان يكون الطبيب متجرداً من الانسانية وفاقداً للمهنية وما اقسى ما يعانيه المريض ان اوقعه حظه العاثر او قدره في يد احد اولئك من المحسوبين على اسمى وانبل مهنة سامية على الاطلاق
ففي مستشفى الجمهورية ترى العجب العجاب ولا ننكر ان هناك استثناءات لكنها قلة قليلة جدا سواء كانت من فئة الاطباء او التمريض وهؤلاء نخشى عليهم من عدوى الفساد المستشرية .
حيث سترى كيف يموت المريض ولا من يحرك ساكناً اذ لاحسيب ولا رقيب.
وحقيقة لم تبرح مخيلتي صورة تلك المريضة التي اجريت لها عملية استئصال ورم ثم لم تجد من يتابع حالتها بل اوكل امرها لممرضات وما ادراك ما الممرضات فهذه الممرضة انتهت نوبتها وتلك تتناول الغدا والاخرى ذهبت لحاجتها والنتيجة اهمال في اهمال حتى لحقت المسكينة بربها وبرروا انها تعاني المرض الخبيث في حين انها افتقرت للعناية وشاع الهمس انها كانت بحاجة لقرب دم بل وظلت بعد ان لفظت انفاسها الاخيرة مرمية على سريرها من الظهيرة حتى الغروب.
ومريضة في الخامسة عشرة من عمرها عانت الاسهال ولم يأبه احد لحالها حتى لقيت حتفها هي الاخرى والحجة انها ممسوسة من الجان.
وشابة غادرت المستشفى في اليوم الرابع اذ لم يتفقد حالها ولا طبيب واما المبكي والمضحك معاً انها عندما طلبت الخروج جاء من يهددها بإن عليها ان تتحمل المسؤولية في حال انتكاستها.
ومريضة قيل ان عمليتها تسممت والسبب ان الزائدة الدودية انفجرت وهو ما كذبه الكثيرون من طريقة القطع التي تمت وعزوا السبب الحقيقي لنسيان شيئ في بطن المريضة وهو مادفع بالطبيب لاعادتها لغرفة العمليات بعد اكثر من اسبوع من اجراء العملية ومن ثم ايقن انها لن تحتمل القطع والتخدير فأدخلها غرفة الانعاش.
ومريضة احترقت لم يتفقد حالها طبيب واحد كما يقول اهلها رغم انها امضت قرابة الاسبوع فاضطروا لنقلها لصابر لتلقى حتفها في اليوم التالي او الذي يليه.
وهناك حالة جديدة حروق نفس الشيء لم تجد طبيباً يتفقدها او يسأل عن حالها.
الملاحظ هو تركيب الدربات فقط متى كتبت وكيف كتبت وعلى اي اساس لا تسأل ابداً .
وفي قسم الاطفال شكت ام من عدم تواجد الاطباء البتة حيث اخذت طفلها لمستشفئ خاص وام الطفلة فرح عانت بدورها وشكت انها لم تر طبيباً الا في الحوادث في اليوم الاول من وصولها وبعدها غاب الجميع بل انها اكدت ان الممرضة التي كلفت بالنوبة لم ترها الا في صباح اليوم التالي وابرة الدرب فتحتها بنفسها لما لم تجد احد وهي امية ولما طلبت الخروج استدعوا لها طبيباً ليوقع لها للمغادرة.
ومريض شكا اخوه من ان ابن اخيه قد امضى ليله يبحث له عن ابرة التجلط من منتصف الليل وحتى لقي مريضهم حتفه صبيحة اليوم التالي وتحديداً في الثامنة صباحاً كما شكا اهله ًوالحجة ان هذه الحقن قد خلصت دونما تحديد لمكان بيعها توفيراً للوقت والجهد والعناء وكانت النتيجة الطبيعية التخبط والشتات حتى غادر المريض دنياه.
من المؤكد ان لمستشفى الجمهورية امكانيات هائلة جداً ولكن كوادرها تفتقر الى الانسانية والضمائر ميته حيث تتحول ملائكة الرحمة لملائكة عذاب بمنتهى البرود.
نعم كان للمدير جولات تفقدية صباحية عابرة والنظافة الظاهرة ملحوظة اشعرته بالرضى فانصرف ولو انه استفسر من المرضى عن النظافة الباطنة للاطباء وكرر الجولة مرات ومرات وتحقق من حقيقة الوضع لما ساءت الامور وتمادى الاطباء في الاستهتار و اللامبالاة .
فالعصر ما في اطباء وكذا الليل ما في الا بالحوادث اما غرف الرقود ما في الا مناوب والمناوب لا يؤدي واجبه فقط تسمع عن تواجده سماعاً ولا تراه الا فيما ندر وتنتكس الحالات وتمتنع الممرضات عن استدعاء الطبيب للتغطية عنه في حال غيابه وان طلب الاهالي النزول للحوادث منعوهم بحجة باتحنبوا لنا فبالله عليكم اي منطق هذا?? .
والنائب طارق مزيدة كفاءة لكنها استغلت ونوده ان يضاعف جهده فالمسؤولية الملقاة ع عاتقهم كبيرة وليست بالهينة ابداً
وحقيقة ليته يتم تنظيم جدول يتناوب فيه الاثنان المدير والنائب احدهما يدير المستشفى صباحاً والاخر مساءً فأرواح البشر تستحق ذلك وتواجدهم سيشكل تصحيحاً للانفلات المريع الحاصل حالياً .
مارأي المعنيين هل ستجد دعوتنا منهم الاذن الصاغية رحمة بالمرضى وباولئك الذين يعانون في صمت حتى يبلغ الكتاب اجله من دون ان يشعر بهم احد وما غرف العناية المركزة المكتظة بالمرضى الا تأكيداً لما نقول وكذا الحالات المنتكسة في حالات الرقود فضلاً عن حالات الخروج الاضطراري.
هذا غيض من فيض وللحديث تتمة ان شاء الله تعالى.
عفاف سالم