علي ثابت القضيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):
هُنا وَجَع البِلاد !
تفاقَم الصراخ من أَداء البنك المركزي للشّرعية ، والحديثُ عن عبثِ قياداتٍ نافذةٍ فيه بلغت الٱفاق ، حتى وإن سَعوا الى تلميعِ صورتهم ، مثلاً : عندما رَفعوا تقارير بِصور عبثٍ مارستها قيادات سابقة ، وهي كشفت فضائح فسادٍ كارثية ، وتداولتها الصّحافة مؤخراً ، لكن كلٌ هذا لايقنعنا بأنّ الحالي أفضل من سَلفهِ ، فما يَعتورُ أداء البنك من إختلالاتٍ جسيمة لاتخطئها عين .
دَليلنا على ماسلف ، هو إستمرار مُراوحة عُملتنا في التَنطط وعدم الثّبات ، وغالباً صُعوداً ، وفي الوقت عينه الغياب المطلق لأدواتِ التّحكم الحقيقي لدى البنك لِفرملة هذا ، ولانسقطُ تطاير أخبار الإنتفاع الشّخصي والفساد التي تُزكم الأنوف ، وهذه تَرشحُ مع طلعة شمس كل يوم جديد .
أدوات ومفاعيل الدولة العميقة هنا قويّة وطاغية ، حتى قِمّة الدولة هي صورة دولة في دولة ظلّ ، كما أذْرع قيادات الإخوان ومخالبهم ما انفكّت مُطْبقة على عُنقِ السلطة وفروعها ، وهذا على الرغم من الضّربات المُوجعة التي أنزلها الإقليم على رأسهم وحضورهم على الخارطة ، فهم مَن يَتبوأ فرضُ تَواجد كادرات بعينها في مفاصل القرار ، ومنها البنك المركزي وغيره ، لذلك ثَمّة من يُنفّذ لهم سياساتهم وتَطلعاتهم الجهنميّة للعبثِ بالبلاد والإطباق عليها ، وهذا لايَغيبُ عن عينِ الحصيف ولاشك .
بِن هُمام ، وهذا شَخصيّة ماليّة طَبعت لنفسها سطوراً مُذَهبّةً في سجلّ أداءه كقيادي مالي مُتَفرّد ، والحوثيون إستفادوا منه لأمَدٍ ، لكنّ الشّرعيّة لمْ تُفكّر حتى مجرّد التفكير بالإستعانة بِخبراتهِ الدّسمة ، خصوصاً وهو قد أفْردَ مَصفوفة مُقترحاتٍ بإصلاحاتٍ محورية لتقويم الوضع المالي في البلاد ، والمُذهل أنّ مَصفوفته لامَسَت مصالح مهولة لنافذين في السلطة ، وهم يَطالونها بالنّهبِ وثقافة الفَيدِ التي دَرَجوا عليها ، ولذلك تعرضُ السلطة تماماً عن إستدعائهِ لخدمةِ البلاد !
لمْ نَكذبُ ولمْ نُجافِ الحقيقة عندما تَحدّثنا عن الدّولة العميقة الشّرهةَ والكارثيّة هنا ، إذ هل سيتنازل علي مُحسن الأحمر مَثلاً عن حِصّته - نُسبة ال30% من مبيعات نفط البلاد - التي يَنهبها هو وغيره من النّافذين بالحرام ؟! بالقطعِ لا .. أو هل سَيتحلّىٰ فخامة الرّئيس ولو بِقدرٍ ضئيلٍ من الوطنيةِ ، ثمّ يُوجّه أفرادَ حاشيته بالإبتعاد عن مَصفاة عدن ، والسّماح بِإعادة تأهيلها فعلاً لعودة تَكرير النّفط ؟! هذا سَيكون لهُ عوائد خياليّة على البلاد ، لكن بالقطعِ لا ايضاً ! وهاتين الجُزئيتين - وهُما مجرّد نموذج وحسب - في روزنامة كوارث البلاد الماليّة ، وتَطرّق اليهما الطّيب بِن هُمام في مَصفوفتهِ ، إذاً هل عرفتم من أين تأتي كوارثنا ؟! الواقعيٌ أنّهُ لامَناص من تَولية القياديٌ المالي بِن هُمام لإدارة دِفّة البنك المركزي وبصلاحيّاتٍ مُطلقة ، هذا إذا أردنا الخروج من الحُفرة التي نَقْبعُ فيها مطحونين ، وإكتفاء اللصوص الكبار بما نَهبوه ، وهذا بحاجةٍ الى رجالٍ لديهم روحٌ وطنية عالية ، وتَهمٌ مصالح الشّعب الذي أقسموا على المصحف الشريف على خِدمتهِ وخدمة مصالحه و ... و ... ، نَقولُ هذا لِمن هم على رأسِ السلطة هنا ، ولأنّ الشّعب يَشحذُ لُقمته اليوم ، ومَن أوصلنا الى هذا هو هذه السلطة القائمة بكل منظومتها .. أليس كذلك ؟!